إستراتيجية التصعيد الإسرائيلية على جبهات عدة قد توفر مرونة في التفاوض
جدد مصدر ديبلوماسي شرقي لـ«الأنباء» التأكيد على «انه من الواضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن الأزمة السياسية الداخلية التي يواجهها. فمعارضة الشارع الإسرائيلي والحركات الاحتجاجية المتواصلة ضد حكومته وان خفتا حاليا بسبب جبهة لبنان والخسائر البشرية التي يتكبدها جيشه، تدفعانه إلى تبني استراتيجية التصعيد العسكري لتحقيق التماسك الوطني. هذا السلوك ليس جديدا في تاريخ الزعماء الإسرائيليين، الذين يلجأون إلى الحروب كمخرج من أزماتهم الداخلية. ومع ذلك، السؤال الأكثر إلحاحا هو ما إذا كان المجتمع الدولي يغض الطرف عن هذه السياسة، أم أن هناك تفويضا غير معلن لنتنياهو بمواصلة التصعيد؟».
وقال المصدر: «يظهر الواقع أن المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، لم يتخذ خطوات حاسمة لوقف هذا التصعيد. بل يبدو أن هناك تفهما علنيا وضمنيا لموقف نتنياهو. والتصريحات الديبلوماسية التي تدعو إلى ضبط النفس تتناقض مع غياب أي ضغوط حقيقية على إسرائيل، ما يعزز الانطباع بأن نتنياهو يحظى بغطاء سياسي واسع».
وأضاف: «أما بخصوص الربط بين مسار الحرب على غزة والجبهة مع لبنان، فقد تجنب نتنياهو حتى الآن تصعيد الحرب على لبنان في شكل كامل، على رغم الضربات الواسعة المتبادلة. لكنه يبقي الجبهة مفتوحة تحسبا لأي تطور يمكن أن يخدم أهدافه السياسية. فاستراتيجية التصعيد على جبهات متعددة قد توفر له مرونة أكبر في التفاوض لاحقا على وقف النار، أو على الأقل تحسين شروط إسرائيل في أي محادثات متوقعة».
وأشار المصدر إلى ان «ما يثير التساؤلات هو لماذا تتبدد كل الوعود الخارجية بخفض التصعيد، اذ يبدو أن هناك تعقيدات أكبر تتعلق بالمصالح الإقليمية والدولية. وتبدو إسرائيل غير مستعدة للتنازل عن مكاسبها العسكرية والسياسية التي تأمل تحقيقها من خلال استمرار التصعيد».
واعتبر المصدر ان «تعنت نتنياهو ورفضه وقف إطلاق النار يندرجان في إطار استراتيجيات داخلية وخارجية معقدة، اذ يحظى بغطاء دولي وتجاهل نسبي من القوى الكبرى. أما الوعود الخارجية بخفض التصعيد، فتظل رهينة المصالح الإقليمية المتناقضة وتبدل موازين القوى على الأرض».