حصاد اليوم- تحذيرات إسرائيلية بالجملة تعقبها غارات والصور من الميدان في الجنوب وغزة مأساوية

حصاد اليوم- تحذيرات إسرائيلية بالجملة تعقبها غارات والصور من الميدان في الجنوب وغزة مأساوية

الكاتب: beirut24
17 تشرين الأول 2024

مع استمرار العقم السياسي والدبلوماسي على المستويين الداخلي والخارجي وما ينتج عن ذلك من انعدام لأي مبادرات جدية لوقف إطلاق النار، تبقى “الكلمة للميدان، وتبقى الحقيقة ما ترونه لا ما تسمعونه”. إنها كلمات الأمين العام لـ”حزب الله” الشهيد السيد حسن نصرالله، وهي تعكس بالفعل واقع الحال بكل دقته حتى وإن بلغ حد المأساة. الصورة من الميدان أبرزت اليوم زعيم حركة “حماس” يحيى السنوار قتيلًا بعد معركة مع قوة إسرائيلية في رفح. كما أبرزت صورة أخرى رفع العلم الإسرائيلي فوق أنقاض بلدة عيتا الشعب المدمّرة، فضلًا عن صور لأبنية دمّرتها الغارات الإسرائيلية اليوم في الجنوب والبقاع، في مقابل صورة لدبابة “ميركافا” إسرائيلية يتصاعد منها الدخان بعدما استهدفها مقاتلو “حزب الله” وأخرى لانفجار صاروخ في أحد المواقع الإسرائيلية المقابلة للحدود.

نتائج متشابهة

إنها نتائج الميدان اليوم، وهي تبدو متشابهة كل يوم تقريبًا، في حين لا تزال الحكومة اللبنانية و”حزب الله” يناديان بتطبيق القرار 1701 مع إصرارهما في الوقت نفسه على الربط بين لبنان وغزة!

هذه الصور من الميدان تأتي بعد شهر بالتحديد من دخول إسرائيل في حرب حقيقية مباشرة مع “حزب الله” عندما فجّرت في 17 أيلول الماضي اجهزة الاتصال الخاصة بعناصر الحزب “بايجر” في مشهد مروّع تلاه اخر في اليوم التالي بأجهزة ال”توكي ووكي” قبل ان تركز اجرامها على الاغتيالات التي بلغت السيد حسن نصرالله، وتدمر الضاحية الجنوبية لبيروت وبلدات وقرى في الجنوب والبقاع وصولا الى استهدافات في قلب بيروت وزغرتا وكسروان وجبيل.

تحذيرات بالجملة

وبعد شهر من حصر دائرة التحذيرات الاسرائيلية بالضاحية الجنوبية ووجوب اخلاء مبان محددة قبل استهدافها، خرج افيخاي أدرعي اليوم ليعمم تحذيراته شمالا وجنوبا على قرى وبلدات استهدفتها الغارات خلال اقل من ساعة من منشوراته. في المقابل، تناقلت وسائل التواصل أخبارًا تبيّن أنها غير دقيقة حول اتصالات هاتفية بمواطنين ومسؤولين ورؤساء بلديات وصولا الى قضاة وسفارات ومكاتب اعلام، ثبت انها في اطار حرب نفسية تمارس علي اللبنانيين بموازاة حرب الابادة المتواصلة فصولها.

اتصالات سياسية

وفي موازاة الانذارات الاسرائيلية والضربات العسكرية اليوم، استمرت الاتصالات السياسية لمحاولة لجم التصعيد الاسرائيلي. في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حيث تناول البحث المستجدات السياسية والميدانية في ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان وملف النازحين. واستقبل رئيس المجلس سفير فرنسا هيرفيه ماغرو، وتم عرض لتطورات الاوضاع في لبنان والمستجدات السياسية وأجواء التحضيرات للمؤتمر الدولي الذي ستنظمه فرنسا دعما للبنان.

أميركا واسرائيل

الى ذلك، ناقش وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت العمليات الإسرائيلية في لبنان والوضع الإنساني في غزة، وذلك بعد رسالة وجهتها واشنطن في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى إسرائيل حثتها فيها على تحسين الوضع الإنساني في غزة.

تعزيز القوات المسلحة

في السياق، أصدرت وزارة الدفاع الإيطالية بيانا جاء فيه: “عقد أمس مؤتمر عبر تقنية الفيديو ضم دول الاتحاد الأوروبي الـ 16 عن أهمية الحفاظ على الاستقرار في لبنان، وتم التشديد على أن أي قرارات بشأن مستقبل مهمة اليونيفل يجب أن تتخذ بالاجماع في الأمم المتحدة مع الرغبة المشتركة في ممارسة أقصى قدر من الضغط السياسي والدبلوماسي على إسرائيل، لوقف اعتداءاتها. وفي الوقت نفسه، تم التوضيح أن “حزب الله” لا يمكنه استخدام أفراد اليونيفل دروعًا في سياق النزاع. واتفقت الدول الـ16 على ضرورة تعزيز القوات المسلحة اللبنانية، من خلال الدعم التدريبي المناسب والتمويل الدولي، حتى تتمكن من أن تصبح قوة ذات مصداقية تساهم في استقرار المنطقة بدعم من “اليونيفل”.

مرحلة جديدة

في المقابل، أشار عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله إلى أنّ “بعد مرور شهر على العدوان لم يترك العدو أي جريمة لم يرتكبها، في حرب أراد منها تصفية المقاومة، لكنّ المقاومة في لبنان باقية وراسخة”. وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في مجلس النواب: “العدو عمد إلى اتباع سياسة الأرض المحروقة خصوصاً على الحدود حيث يُحاول إقامة منطقة عازلة والمشروع الحقيقي هو جعل جنوب الليطاني تابعاً له وهذا ما ستحبطه المقاومة”. وتابع: “ظنّوا أنّه باغتيال قائدنا وارتكاب الجرائم بحقّ شعبنا يُحقّقون ما يريدون واستعجل البعض في حصد ذلك، ولكن المقاومة بدأت مرحلة جديدة من مقاومة العدوان”.

إنذارات وغارات

ميدانيا، استهدفت غارة اسرائيلية تمنين الفوقا وغارة اخرى سرعين التحتا شرقي بعلبك وغارة ثالثة بلدة سرعين. واتت الغارات بعد ان كان وجّه المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي “إنذاراًت عاجلة إلى سكان منطقة البقاع”. ايضا، وجه الجيش الاسرائيلي انذارا إلى سكان منطقة صور وتحديدًا المتواجدين في منطقة الحوش قبل ان يقصف البرج الشمالي ومنطقة الحوش في صور مرتين. وانذر ايضا سكان العباسية، وطيردبا وقصفهما.

ديوان المحاسبة

بدوره، أكد رئيس ديوان المحاسبة القاضي محمد بدران ورود إتصال للديوان عبر خطه الأرضي يحذر من إمكان تعرضه لإعتداء إسرائيلي. وأوضح بدران أن” الإتصال وضع في عهدة الأجهزة الأمنية اللبنانية للتأكد من مدى صحته ولاتخاذ الاجراءات اللازمة في حال صدوره عن اشخاص بهدف خلق البلبلة”.

وسط بيروت

ايضا اعلنت قناة “الجزيرة” ان العاملين في مبنى بوسط بيروت يضم مكتب الجزيرة ومكاتب سفارتين، قاموا بإخلائه بعد تلقي إنذارات متتالية. ولاحقا قالت مصادر أمنية لبنانية ومصدر دبلوماسي إنه تبيّن أن هذه التهديدات غير صحيحة.

عمليات الحزب

ومع استمرار الغارات على القرى الجنوبية والبقاعية، أعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات انه استهدف صباح اليوم تجمعا لجنود العدو في منطقة السدانة وفي مزرعة برختا في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة. واستهدف الحزب أيضا “دبابتي ‏ميركافا في مرتفع اللبونة بالصواريخ الموجّهة ما أدى إلى إحتراقهما ووقوع ‏طاقمهما بين قتيل وجريح”. كما استهدف “مستعمرة كفر فراديم برشقة صاروخية”. واطلق “صلية صاروخية استهدفت‌‌ تجمعا ‏لجنود العدو الإسرائيلي عند بوابة مستعمرة مسكاف عام بصلية صاروخية”. واعلن أنه “استهدف تجمعاً لجنود العدو بين كفركلا والعديسة بقذائف المدفعية”.

الراعي في روما

الى ذلك، وصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اليوم إلى روما للمشاركة في حفل تقديس “الأخوة المسابكيين” الدمشقيين الموارنة، فرنسيس وعبد المعطى ورفائيل في 20 تشرين الاول 2024 وذلك بعد مرور مئة عام تقريبا على تطويبهم.

وأفيد أن الراعي الذي يشارك في دعوى التقديس، سيلتقي قداسة البابا فرنسيس يوم الاثنين المقبل في 21 الحالي، حاملاً ملف لبنان، لوضع قداسته في أجواء القمة المسيحية – الإسلامية، والنقاشات الداخلية التي حصلت، ونقل المطالب اللبنانية إلى الغرب عبر الفاتيكان، بالاضافة إلى وضع المسيحيين القاطنين في الجنوب في القرى الحدودية.