حصاد اليوم- قاسم يريد وقفًا للنار دون الفصل عن غزة والقمة الروحية في بكركي لترسيخ الوحدة الوطنية

حصاد اليوم- قاسم يريد وقفًا للنار دون الفصل عن غزة والقمة الروحية في بكركي لترسيخ الوحدة الوطنية

الكاتب: beirut24
15 تشرين الأول 2024

فيما تواصل الحكومة، بما تبقى لها من مصداقية على الساحة الدولية، اتصالاتها للوصول الى وقف لاطلاق النار وتعزيز دور الجيش وتطبيق القرار 1701، لم يكن نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم في إطلالته الثالثة بعد استشهاد السيد حسن نصرالله مقنعًا عندما وعد جمهوره بالنصر أو بإعادة إعمار البيوت المهدمة، لا لشيء إلا لأنه لم يعد وحزبه قادررَين على التحكم بالأمرين، أو بأحدهما على الأقل. وبعيدًا عن الشعبوية والتجييش الحزبي لرفع معنويات مقاتليه وبيئتهم النازحة عن قراها ومنازلها، لم يكن قاسم موفقًا أيضًا في طرحه السياسي الأساسي، حيث أنه وقع في تناقض واضح عندما تكلم عن استعداد الحزب لوقف إطلاق النار، قبل أن يعود ليؤكد عدم القدرة على فصل لبنان عن غزة.

قمة بكركي

وفي إطار المساعي الداخلية لبلسمة الجراح وتخفيف حدة الانقسامات، تتجه الانظار غدا الى بكركي حيث تنعقد قمة روحية طال انتظارها بعدما نُسِفت مرارا، الا ان الحرب التي تشنها اسرائيل والمصير المجهول الذي ينحو لبنان في اتجاهه، أمور ساهمت في ازالة العراقيل والتئام القمة بحضور كامل.

ترسيخ التضامن

وفي السياق، استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي النائب فريد الخازن الذي بعد اللقاء “لا بد من التأكيد بعد لقاء رئيس الحكومة على وقف إطلاق النار والسعي لذلك، وضرورة انتخاب رئيس الجمهورية. اما النقطة الأهم المطلوبة اليوم هي مسألة التأكيد والعمل على ترسيخ الوحدة الوطنية والتضامن بين اللبنانيين”. اضاف: “من هنا تأتي القمة الروحية في بكركي بهدف ترسيخ الوحدة الوطنية وترسيخ التضامن الوطني”.

لتسوية داخلية

سياسيا ايضا، استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، وفدا من كتلة “اللقاء الديمقراطي”. وتحدث النائب بلال عبد الله باسم الوفد قائلًا “جئنا لكي نحاول أن نجد مخارج للأزمة التي يعيشها لبنان، هذه الأزمة الوجودية في ظل عدوان إسرائيلي مستمر على شعبنا وأرضنا وأهلنا في كل لبنان، ووجدنا لدى سماحته كل التفهم والحرص على دعم الجهود التي يقوم بها وليد جنبلاط، وجهود دولة الرئيس ميقاتي، والرئيس بري، والحوار مع كل القوى السياسية، لتأمين تسوية داخلية، تحمي ما تبقَّى من لبنان إذا صح التعبير، وتحاول خرق الجدار الدبلوماسي، لوقف إطلاق النار”.

ضمانات لتخفيف التصعيد

في الغضون، اكد الرئيس ميقاتي “أن الاتصالات الدولية قائمة للوصول الى وقف اطلاق النار وتعزيز دور الجيش وتطبيق القرار 1701”. وشدد على “أننا نسعى الى تأمين موافقة دولية مسبقة قبل عرض الموضوع على مجلس الامن الدولي، خصوصا وأن معطم الدول متعاطفة مع لبنان”. واشار الى “ان في خلال اتصالاتنا مع الجهات الاميركية الاسبوع الفائت اخدنا نوعا من الضمانة لتخفيف التصعيد في الضاحية الجنوبية وبيروت والاميركيون جادون في الضغط على اسرائيل للتوصل الى وقف اطلاق النار”. ولفت في حديث تلفزيوني الى “ان الجيش مستعد لتعزيز وجوده في الجنوب بحدود عشرة الاف جندي اضافي ولكنه يحتاج الى الكثير من العتاد، وهذه مسألة اساسية لتنفيذ القرار 1701. اما ربط هذا القرار بقرارات اخرى مثل القرار 1559، فلا لزوم له او للحديث عنها، لانها ستتسبب بخلافات اضافية”.

ميلوني الى لبنان

وسط هذه الاجواء، أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أنها ستزور لبنان حيث تشارك كتيبة إيطالية في قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان التي تعرضت لنيران إسرائيلية في الأيام الماضية. وقالت أمام مجلس الشيوخ “من المقرر أن أزور لبنان” من دون تحديد موعد هذه الزيارة.

 

رسائل قاسم

وبالعودة الى كلمة الشيخ نعيم قاسم، فقد واصل نائب الأمين العام لـ”حزب الله” سياسة تبرير استمرار الحزب في المواجهات العسكرية فوعد جمهوره بالنصر، مؤكدا عدم القدرة على فصل لبنان عن غزة. وأكد قاسم أن الاستهداف الإسرائيلي لكل لبنان، لذلك فإن “حزب الله” سيستهدف كل نقطة في الكيان الإسرائيلي. وأضاف: “أقول للجبهة الداخلية الإسرائيلية إن الحلّ في وقف إطلاق النار، ولا نتحدث من موقع ضعف، وبعد وقف إطلاق النار بحسب الاتفاق غير المباشر، يعود المستوطنون إلى الشمال وترسم الخطوات الأخرى. أما مع استمرار الحرب فستتزايد المستوطنات غير المأهولة”. وأكد قاسم أن “الحزب قوّي رغم الضربات القاسية، واستعدنا عافيتنا الميدانية ورممنا قدراتنا التنظيمية، ووضعنا البدائل، وأكرر لا يوجد مركز قيادي شاغر”. وختم قاسم بثلاث رسائل، الأولى إلى المجاهدين بأنهم “عنوان الجهاد والأمل وبشائر النصر”. والرسالة الثانية للشعب اللبناني “ونحن في وطن واحد، وعملنا لأجل بناء البلد وإنقاذه، وإسرائيل هي التي تعطل حياتنا جميعاً بعدوانها المستمر، ويجب أن نبني وطننا معاً”. أما الرسالة الثالثة فهي “لأهلنا في النزوح، ونعلم أن التضحية كبيرة وعلينا أن نتحمّل ونصبر رغم الصعوبات اليوم”.

غارات وعمليات

ميدانيا، استمرت الغارات العنيفة تتنقل من البقاع الى الجنوب فالشمال. واذ اعلن الجيش الاسرائيلي اليوم انه قتل “خضر العبد” المسؤول عن منطقة شمال الليطاني في وحدة سلاح الجو التابعة ل”حزب الله”، أعلن الحزب في سلسلة بيانات ان مجاهدي المقاومة الاسلامية استهدفوا مستعمرة كريات شمونة بِصلية صاروخية، وتجمعاً لِقوات الجيش الإسرائيلي في موقع المرج. واعلن انه اطلق مساء الإثنين “صلية صاروخية على ضواحي تل أبيب”. كما قام مجاهدو الحزب في وحدات الدفاع الجوي عند الساعة 12:30 من منتصف ليل يوم الثلاثاء بإسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية من نوع هرمز 450″. وقصف “مستعمرة كريات شمونة بصلية صاروخية”. وقصف مدينة حيفا المحتلة، واستهدف تجمعا لأفراد وآليات جيش العدو الإسرائيلي في خلة وردة. وأعلن أنه “أثناء محاولة تسلل قوة مشاة للجيش الإسرائيلي إلى أطراف بلدة رب ثلاثين من الناحية الشرقية، اشتبكت عناصرنا معها بالأسلحة الرشاشة والصاروخية وما زالت الإشتباكات مستمرة”.