حصاد اليوم- إسناد غزة يتحوّل إسنادًا مباشرًا لإيران وإسرائيل تبلغ واشنطن بردّ قوي على الحزب
قبل ساعات من وصول محمد رضا فلاح زادة مساعد قائد “فيلق القدس” الى بيروت بعد تعيينه “مشرفاً موقتًا على حزب الله” حتى تعيين أمين عام جديد للحزب خلفًا للسيد حسن نصرالله، بدا واضحًا من خلال العمليات النوعية الأخيرة غير المسبوقة التي نفذها الحزب ضد أهداف إسرائيلية، أن طهران اتخذت قرارها النهائي بتحويل “حزب الله، ومعه حكمًا كل لبنان، الى خط دفاع أول في المحور، ليس على طريق القدس وإسناد غزة بل على طريق قُم والمدن الإيرانية الأخرى التي باتت تعيش على وقع انتظار الضربة الإسرائيلية المرتقبة.
هذا الواقع المستجدّ، أقله في العلن هذه المرة، وضع لبنان على فالقٍ تفجيري كبير من جنوبه الى اقصى شرقه وحتى شماله الذي طاله التوحش الإسرائيلي اليوم، مستفيداً من حال الانقسام السياسي الداخلي الحائل دون انتخاب رئيس جمهورية يمسك زمام الامور في البلد، معطوفا على حالة عدم التوازن الإقليمي والدولي عشية الانتخابات الرئاسية الاميركية.
جريمة أيطو
لعل أحدث فصول الإجرام الإسرائيلي سطّره الدم المسفوك في بلدة أيطو – زغرتا في الشمال التي استهدفت اليوم بغارة على منزل مستاجر من نازحين، حيث افيد عن استشهاد 20 شخصا وجرح اربعة. ولا يبدو ان التوحش سيتوقف لا بل هو مرشح للمزيد في ضوء استهدافات حزب الله للجيش الاسرائيلي امس حيث افيد ان تل ابيب ابلغت واشنطن بانها ستنفذ “ردا قويا” على ضربات “حزب الله” ضد قاعدة بنيامينا”، في حين اعلن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ان ” ليس لدينا أي طموح متعلق بالأراضي اللبنانية.”
وأفادت معلومات أن الغارة استهدفت شقة سكنية في بلدة أيطو- زغرتا، وان المبنى المستهدف يعود لموريس علوان ومستأجر من شخص يدعى احمد فقيه من عيترون، افيد انه من “حزب الله”، ويضم المبنى 4 شقق يقطنها أكثر من 20 شخصاً.
استهداف المساعدات
ايضا، نفذ الجيش الإسرائيلي غارة في بلدة العين في البقاع الشمالي اليوم، استهدفت محلات لبيع ألواح الطاقة الشمسية، تزامنا مع مرور قافلة مؤلفة من ثلاث شاحنات باتجاه بلدة رأس بعلبك، بعد أن تم إفراغ حمولة شاحنتين في مدينة بعلبك. وافيد بأن إحدى شاحنات المساعدات أصيبت بأضرار نتيجة عصف الغارة في بلدة العين، ما أدى إلى إصابة سائق الشاحنة بجروح.
عمليات الحزب
وفي تطوّر لافت تمثّل باجتياز دبابتين إسرائيليتين الخط الفاصل مع سوريا وتمركزهما قرب قرية كودنة في ريف القنيطرة، نفذ الجيش الاسرائيلي اليوم سلسلة غارات على مختلف قرى البقاع والجنوب موقعا شهداء واصابات، فيما أعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات انه “أطلق مساء أمس صلية صاروخية نوعية على مركز التأهيل والصيانة (7200) جنوبي حيفا، وانه “افشل محاولة قوة من جنود العدو التقدم باتجاه بلدة عيتا الشعب”، وانه “استهدف تجمعاً لجنود العدو جنوبي مارون الراس بِقذائف المدفعية”. كما اطلق “صلية صاروخية نوعية على قاعدة “ستيلا ماريس” البحرية شمال غرب حيفا”، و”صلية صاروخية نوعية على ثكنة بيت ليد شرق نتانيا”. واستهدف مستعمرة كريات شمونة بِصلية صاروخية. واعلن أنه “استهدف قوة إسرائيلية كانت تحاول التسلل إلى بلدة مركبا بالمدفعية”. وافاد ان الاشتباكات تستمرعنيفة في بلدة عيتا الشعب بِمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة والصاروخية وقذائف المدفعية.
هذا ودوّت صفارات الإنذار مساء اليوم في 182 مدينة وبلدة في وسط وشمال إسرائيل، وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بان “أكثر من مليوني إسرائيلي هرعوا الى الملاجئ”.
حماية اليونيفل
وفي شأن متصل، أعلن البنتاغون ان “وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أكد مجددا خلال اتصال هاتفي مع وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت على أهمية اتخاذ تدابير ضرورية لحماية قوات اليونيفل والجيش اللبناني”. وشدّد أوستن على الحاجة إلى التحوّل من العمليات العسكرية في لبنان إلى مسار دبلوماسي في أسرع وقت ممكن.
في المقابل، أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو: “سنواصل ضرب “حزب الله” بلا رحمة في جميع أنحاء لبنان وفي بيروت أيضًا”
وفي شأن متصل، حثت وزارة الخارجية الأميركية بشدة المواطنين الأميركيين في لبنان على المغادرة الآن.
قلق أوروبي
بدوره، أعرب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عن قلقه “من إطلاق حزب الله صواريخ على إسرائيل، ومن قصف إسرائيل مناطق سكنية ذات كثافة عاليه في لبنان”. وجدد “الدعوات لوقف إطلاق النار في الشرق الأوسط”. واعتبر بوريل أنّ “الدول الأعضاء في التكتل تأخرت كثيراً في التنديد بهجمات إسرائيل على اليونيفيل”، ووصف الهجمات بأنّها “أمر غير مقبول على الإطلاق”.
العناوين الجامعة
في السياسة، تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري إتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني جرى خلاله عرض لتطورات الاوضاع الراهنة لجهة اولوية الوقف الفوري لاطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي.
واستقبل بري رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، الذي قال بعد اللقاء: “أكدنا مع الرئيس بري العمل على اختيار إسم توافقي لرئاسة الجمهورية”، مشيراً الى ان “الإجتماع لمحاولة تظهير موقف لبناني كبير حول العناوين الأساسية التي يوجد نوع من إجماع عليها واولها وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار 1701”. أضاف: “الموضوع الثاني هو التضامن الداخلي ليس فقط الإنساني بل أيضاً في مواجهة العدو الإسرائيلي”.
دعم أردني
وفي عمان، استقبل رئيس الوزراء الاردني جعفر حسَّان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وتم خلال اللقاء البحث في تداعيات العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان وتطوُّرات الأوضاع والتَّصعيد الخطير في المنطقة. وظهرا، استقبل ملك الاردن عبدالله الثاني الرئيس ميقاتي وجرى عرض للاوضاع الراهنة في لبنان والعدوان الاسرائيلي على الجنوب. وفي خلال الاجتماع اكد الملك عبدالله “وقوف الأردن المطلق إلى جانب لبنان وشعبه الشقيق، ودعم سيادته وأمنه واستقراره”. وشدد “على استعداد المملكة لتقديم المساعدات للأشقاء اللبنانيين، للتخفيف من معاناتهم جراء الحرب الدائرة”. وقال “ان الأردن يبذل أقصى الجهود بالتنسيق مع الأشقاء العرب والدول الفاعلة لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان”. وحذر “من استمرار وتوسع العدوان الإسرائيلي على لبنان، الذي سيدفع المنطقة إلى حرب إقليمية ستكون كلفتها كبيرة على الجميع”.