حصاد اليوم- التصعيد مستمر والمساعي الدبلوماسية متوقّفة والحراك الرئاسي يتواصل بلا نتائج حتى الآن
بالرغم من تصاعد الهجمات الإسرائيلية على كامل مساحة الوطن ما أدى الى سقوط 2123 شهيدًا حتى اليوم، يبدو أن إيران التي تقاتل بدماء اللبنانيين وأرزاقهم وصولًا الى كرامتهم، لم تقتنع بعد بضرورة فصل الساحات ومواكبة المساعي الدولية الهادفة الى إقرار وقف لإطلاق النار في لبنان، بمعزل عن الحرب الإسرائيلية على غزة. كما أن ما لم يدركه “حزب الله” ومعه الحكومة اللبنانية بعد هو أن تطبيق القرار 1701 لم يعد وحده كافيًا لإسرائيل لوقف الحرب التي تخوضها على لبنان في ضوء الدعم السياسي والعسكري غير المحدود الذي تحظى به من الولايات المتحدة في هذه الحرب، وهو ما لم تحصل عليه بهذه النسبة في غزة.
الحرب مستمرّة
انطلاقًا من ذلك، لم يطرأ على المشهد الامني والسياسي ما يبدل في المعادلة القائمة على رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو التراجع عن قرار تدمير “حزب الله”، في مقابل عزم الحزب على استمرار المقاومة وعدم فصل جبهة لبنان عن غزة. اما الدبلوماسية فباتت مكبّلة ما دامت واشنطن سحبت يدها ونتنياهو لا يعير اهمية لسائر الدول العاملة على خط الوساطات. وتبعا لذلك، سيبقى لبنان تحت النيران الاسرائيلية الى أمد غير قريب وسيتواصل القصف والغارات والدمار ويرتفع معهما عدد الشهداء والجرحى والخسائر المادية.
المساعي الحكومية
بالتزامن مع العمليات العسكرية البرية على الحدود والغارات في الداخل الآخذة في التوسع، وقد استهدفت اليوم للمرة الاولى الوردانية في اقليم الخروب، وعلى رغم فشل كل الجهود الدبلوماسية حتى الساعة، يستمر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وحده في مساعيه الهادفة لمحاولة وقف النار واحياء القرار 1701، وايضا تحقيق خرق في الملف الرئاسي.
وقف العدوان
في السياق، جدد ميقاتي اليوم التأكيد “ان المساعي العربية والدولية لا تزال مستمرة لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان، لكن التعنّت الاسرائيلي والسعي لتحقيق ما يعتبره العدو مكاسب وانتصارات لا يزال يعيق نجاح هذه المساعي”. وقال رئيس الحكومة أمام زواره: “قد يعتقد البعض ان الجهود الدبلوماسية قد توقفت، وهناك ما يشبه الموافقة الضمنية على مضي اسرائيل في عدوانها، لكن هذا الانطباع غير صحيح، فنحن مستمرون في اجراء الاتصالات اللازمة، واصدقاء لبنان من الدول العربية والاجنبية يواصلون ايضا الضغط لوقف اطلاق النار لفترة محددة للبحث في الخطوات السياسية الاساسية واهمها التطبيق الكامل لقرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701، واجبار العدو الاسرائيلي على تنفيذه”.
موفد إيراني
في الموازاة، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة المندوب الخاص لوزير الخارجية الإيراني لشؤون الشرق الأوسط وغرب آسيا محمد رضا شيباني حيث تناول اللقاء الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة جراء مواصلة اسرائيل لعدوانها على لبنان.
الحراك الرئاسي
وبالرغم من تدهور الوضع العسكري وانسداد أفق الحلول الدبلوماسية حتى إشعار آخر، استمر الحراك الرئاسي داخليًا حيث التقى رئيس حزب” القوات اللبنانيّة” سمير جعجع في معراب نواب تكتل “الاعتدال الوطني”: أحمد الخير ، سجيع عطيه ووليد البعريني . وقال الوفد بعد اللقاء: هناك إجماعٌ على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وبناء دولة وشدّدنا على ضرورة احتضان النازحين. تابع: كان الرئيس برّي واضحاً بضرورة الفصل بين الرئاسة وإطلاق نار وبين لبنان وغزّة. كما التقى نواب “الاعتدال الوطني” نواب “التكتل الوطني المستقل” طوني فرنجية، وليم طوق، ميشال المر وفريد هيكل الخازن، في دارة الخازن في جونيه، حيث تم البحث في الملف الرئاسي والأوضاع العامة. واجتمعوا ايضا مع النواب بولا يعقوبيان، ابراهيم منيمنة وفراس حمدان، ثم مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى. وبعد اللقاء قال النائب البعريني باسم الوفد: “نحن مع انتخاب رئيس للجمهورية تحت أي ظرف كان، لبنان لم يعد يحتمل الشغور، ولا يمكن ان تستمر الجمهورية بدون رأس، والجميع يتحمل مسؤولية الفراغ في سدة الرئاسة الأولى”.
الغارات المعادية
في الميدان، تستمر الغارات الاسرائيلية جنوبا وبقاعا وفي بيروت.
في العاصمة، حلقت مسيّرات إسرائيلية فوق الضاحية الجنوبية بالتزامن مع تصاعد سحب الدخان من عدة مبان بسبب القصف، فيما خيم الهدوء الحذر في المنطقة بعد تنفيذ الطيران الحربي الإسرائيلي مساء امس سلسلة غارات مستهدفًا مواقع في أحياء الليلكي، حارة حريك، وبرج البراجنة حيث أفيد بانهيار 4 مبان سكنية متلاصقة.
وفي رابع غارة تستهدف اقليم الخروب، بعد جون والجية، شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية اليوم غارة على بلدة الوردانية، مستهدفة شقة سكنية في فندق دار السلام الذي يؤوي عائلات نازحة، وأدت الى استشهاد أربعة أشخاص وإصابة عشرة آخرين بجروح. واستهدفت غارة اسرائيلية مدرسة في السماعية – صور متسببة بسقوط شهيد وعدد من الجرحى.
عمليات الحزب
في المقابل، أعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات أنه قام “بِتفجير عبوة ناسفة بِقوةٍ من جنود العدو الإسرائيلي واشتبك معها لدى محاولتها التسلل إلى بلدة بليدا”. كما أعلن أنه “لدى محاولة تقدّم قوة للعدو الإسرائيلي عند الساعة (4:55) من فجر يوم الأربعاء باتجاه منطقة اللبونة، استهدفها بقذائف المدفعية والأسلحة الصاروخية وحققوا فيها إصابات مباشرة ما أدى إلى تراجعها”. واستهدف “عند الساعة 07:00 صباحا قوة مشاة إسرائيلية حاولت التسلل إلى منطقة اللبونة بصلية صاروخية كبيرة”. وأعلن أنه قصف تجمعاً لجنود الجيش الإسرائيلي جنوب مارون الرأس برشقة صاروخية. كما افاد “اننا استهدفنا قوات لجنود العدو الإسرائيلي أثناء تقدمها من سهل طوفا تجاه ميس الجبل ومحيبيب بصلية صاروخية”. واستهدف “قوة مشاة إسرائيلية حاولت التقدم تجاه منطقة اللبونة بصاروخ موجّه وحقق اصابات في صفوفها”. وايضا استهدف “منطقة زوفولون برشقة صاروخية كبيرة”. وبعد الظهر، اعلن “اننا نخوض اشتباكات مع قوات إسرائيلية في بلدة ميس الجبل”. وإستهدف “تجمعاً لقوات العدو الإسرائيلي في مستعمرة كريات شمونة وفي مستعمرة كفرجلعادي بصلية صاروخية” . واشار اعلام اسرائيل الى مقتل مستوطنين اثنين جراء صواريخ الحزب. وبعد الظهر اعلن “حزب الله” عن استهداف قوة مشاة إسرائيلية في رأس الناقورة برشقة صاروخية.