حصاد اليوم- الحزب يستعين بـ “الأخ الأكبر” لوقف النار وحراك داخلي تصاعدي باتجاه حل رئاسي
في الذكرى الأولى لإعلان “حزب الله” الحرب على إسرائيل إسنادًا لغزة، أطل ناب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، للمرة الثانية بعد اغتيال السيد حسن نصرالله، ليعلن عن تفويض رئيس مجلس النواب نبيه بري المهمة السياسية المؤدية الى وقف لإطلاق النار، متوجهًا اليه بالقول: “أنت الأخ الأكبر بنظر السيد حسن نصرالله واعلم أنك الأخ الأكبر بنظر كل حزب الله وهذا أمر لا يمكن أن يتخطاه أحد”. وفي انتظار الترجمة العملية لكلام قاسم، ومع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية على مدار الساعة وعلى مساحة الوطن، بقيت المعارضة على مواقفها الرافضة لاستمرار السلاح غير الشرعي داخل الدولة، فيما استمرت حركة اللقاءات والاتصالات الهادفة الى انجاز الاستحقاق الرئاسي.
وقف النار أولًا
وفي وقت تستمر اسرائيل بضرب الاراضي اللبنانية من العاصمة الى الجنوب والبقاع والجبل، أكد “حزب الله” على لسان نائب امينه العام مواصلة القتال جنوبا، حتى توصُل لبنان الرسمي الى استصدار قرار بوقف النار. وتوجه قاسم الى النازحين قائلا “نحن ثابتون وسننتصر إن شاء الله وأنتم بنزوحكم تدفعون ثمنا مشابها للثمن الذي تدفعه المقاومة”. وإذ أيد “الحراك السياسي الذي يقوده بري بعنوانه الأساس وقف إطلاق النار”، أعلن قاسم انه “قبل وقف إطلاق النار أي نقاش آخر لا محل له بالنسبة إلينا”. ولفت الى انه “إن تابع العدو حربه فالميدان يحسم ونحن أهل الميدان ولن نستجدي حلا”.
الحل التفاوضي
وسط هذه الاجواء، صدر عن المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين بلاسخارت ورئيس بعثة “اليونيفل” وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو بيان اعتبر أنه “بعد مرور عام من تصاعد التبادل شبه اليومي لإطلاق النار إلى حملة عسكرية شعواء ذات كلفة إنسانية كارثية، إن كلّ صاروخ أو قذيفة تُطلق تُبعد الأطراف أكثر عن الغاية المتوخاة من قرار مجلس الأمن رقم 1701”. وأكد البيان أن “الحل التفاوضي هو السبيل الوحيد لاستعادة الأمن والاستقرار الذي يتوق إليه ويستحقه المدنيون على جانبي الخط الأزرق. وقد آن الأوان للتحرك في هذا الاتجاه”.
الجيش يرد على الافتراءات
الى ذلك، اكدت قيادة الجيش في معرض تعليقها على “اطلاق بعض وسائل الإعلام حملات تجنٍّ وافتراءات وتخوين تطال المؤسسة العسكرية وقيادتها خدمة لمصالح ضيقة وغايات سياسية”، على “اننا لن ندخل في سجالات او مزايدات، والأولوية اليوم بالنسبة إلى القيادة هي حماية المؤسسة والمحافظة على تماسكها، ووقف العدوان والصمود ودعم المواطنين ومواكبة أزمة النزوح، ومواصلة عمليات الإنقاذ بالتنسيق مع الأجهزة المختصة، تزامنًا مع حفظ السلم الأهلي والاستقرار الداخلي”..
لتطبيق النداء الدولي
بدوره، شدد وزير الدفاع موريس سليم على “ضرورة تحرك المجتمع الدولي لتطبيق النداء المشترك الفرنسي الاميركي بدعم من الاتحاد الاوروبي ودول عربية وغربية من اجل وقف فوري لاطلاق النار”. وأكد الوزير سليم “التزام لبنان الدائم بالقوانين والمواثيق والقرارات التي تصدر عن المجتمع الدولي والتزامه القرار 1701 وكل مندرجاته”. وأطلع وزير الدفاع خلال لقائه رئيس أركان الدفاع الإيطالي الجنرال لوتشيانو بورتولانو، على ما يرتكبه العدو الإسرائيلي من مجازر بحق الشعب اللبناني، ما يؤكد على النهج العدواني في القتل والتدمير وعدم إحترام القوانين الدولية والإنسانية.
لتطبيق القرارات
في المواكبة الداخلية للتطورات، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، النائبين مروان حمادة وراجي السعد موفدين من رئيس السابق للحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط. بعد اللقاء قال السعد: “نحن كلقاء ديمقراطي نشدد على ضرورة وقف الحرب وفصل جبهة غزة عن جبهة لبنان، ونقول أيضا أن هناك ضرورة ملحّة لانتخاب رئيس للجمهورية وممارسة ضغط على المجتمع الدولي من أجل وقف الحرب في لبنان، ومن هذا المنطلق نعتبر أن لدينا واجب وطني كلبنانيين وهو انتخاب رئيس للجمهورية وتطبيق القرارين 1559 و 1701”.
لجنة الازهر
ايضا، استقبل البطريرك الراعي وفدا من لجنة صياغة بيان الأزهر برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة الذي دعا بعد اللقاء الى انتخاب رئيس فوراً والشروع بتطبيق 1701.
لقاءات نيابية
الى ذلك، عقد اجتماع في مجلس النواب بين نواب من “اللقاء التشاوري النيابي المستقل” و”كتلة الاعتدال” للتداول في المستجدات. وشدّد الفريقان على ضرورة وقف اطلاق النار فوراً ودعم الموقف الرسمي اللبناني في هذا الشأن، وعلى الحاجة لإنتخاب رئيس الجمهورية في اسرع وقت. كما عقد اجتماع بين نواب “اللقاء التشاوري النيابي المستقل” ووفد كتلة “تحالف التغيير” ضمّ النائبين وضاح الصادق ومارك ضوّ وجرى التداول في مجريات الحرب وضرورة وقف اطلاق النار وأولوية انتخاب رئيس للجمهورية.. وزارت كتلة “الاعتدال الوطني” رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في الثانية بعد الظهر في منزله في البياضة.
غارات معادية
على الارض، وفور انهاء قاسم كلمته، شن الطيران الاسرائيلي غارة عنيفة على محيط منطقة حارة حريك -الرويس في الضاحية الجنوبية، وسمعت أصداء انفجاراتها في بيروت وجبل لبنان. واستهدفت الضاحية مرة اخرى بعد وقت قليل وطالت الغارة نقطة خلف المطار… جنوبا شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي جولة جديدة من الغارات على عدد من الأماكن والبلدات في قضاء صور، فشن غارة على طيرفلسيه واخرى بالقرب من مستشفى حيران. واستهدفت غارة وسط بلدة عدلون في الزهراني، وأخرى مدينة النبطية. واستهدفت غارات بلدة الخيام، فيما سجلت غارة على بلدة الشهابية وثانية استهدفت مركز كشافة الرسالة في ياطر. بقاعا، شن الطيران الاسرائيلي بعد الظهر غارة على بلدة الخضر.
عمليات الحزب
وأعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات انه استهدف مرابض مدفعية الجيش الإسرائيلي في دلتون وديشون بصلية صاروخية. كما استهدف تجمعاً لقوات الجيش الإسرائيلي في محيط مستعمرة يرؤون، وتجمعاً لقوات العدو الإسرائيلي في موقع البغدادي بِسربٍ من المسيرات الإنقضاضية. واعلن “اننا قصفنا مدينة حيفا والكريوت بصلية صاروخية كبيرة” فيما اشار الجيش الإسرائيلي الى إطلاق نحو 105 صواريخ من لبنان باتجاه خليج حيفا على دفعتين.