حصاد اليوم- العين على المطار في ذكرى إسناد غزة في ظل مبادرات خارجية خجولة لوقف النار
بعد عام على “طوفان الأقصى” وحرب إسناد غزة من لبنان، وفي ضوء نتائج ما حصل في غزة ولبنان على مدى 12 شهرًا، سؤال واحد بات يحيّر الجميع: ماذا ينتظر الرئيس نبيه بري ليقلب الطاولة ويصرخ بأعلى صوته “الأمر لي”، ويعمل بالتالي على تحقيق وقف حقيقي (وليس حكومي) لإطلاق النار قبل فوات الأوان؟ هل ما زال الرئيس بري المشهود له بحنكته السياسية يعتقد أن الوقت ما زال متاحًا للمناورات في الداخل والخارج، أو أن ازدواجية المواقف وتوزيع الأدوار بين الحكومة و”حزب الله” ما زالت تنطلي على المجتمع الدولي؟ وهل ما زال من شك لدى رئيس المجلس أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ماض في مخططه التدميري الإجرامي ضد لبنان ولن يردعه رادع حتى تحقيق أهدافه؟ وهل ما زال الرئيس بري يصدّق “أطروحة” وحدة الساحات بعد كل ما جرى لـ”حزب الله” ولبنان؟
لكل ذلك، بات على الرئيس بري أن يتحرّك وبسرعة إنقاذًا لما يمكن إنقاذه، لأن أي تأخير إضافي لم يعد بالتأكيد في مصلحة “حزب الله” ولا الطائفة الشيعية ولا لبنان الصيغة والعيش المشترك.
فرنجية في عين التينة
ولأن الجميع باتوا مقتنعين بأن الإنقاذ يبدأ من الداخل، وعلى وقع الهجمات والاغتيالات الإسرائيلية التي لا تتوقف على مدار الساعة، استقبل الرئيس بري اليوم في عين التينة رئيس “تيار المردة” مرشح الثنائي لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية، الذي أكد بعد اللقاء أن “بري لا يزال داعما لترشيحنا واي اسم يتم التوافق عليه لن نقف بدربه”.
جنبلاط لرئيس وفاقي
من جهته، دعا الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط “لانتخاب رئيس للجمهوريّة وفاقيّ ولن نربط انتخاب الرئيس بوقف إطلاق النار”. وقال جنبلاط بعد اجتماع المجلس المذهبي الدرزي: “نستنكر العدوان الإسرائيلي ولن نربط مصيرنا بمصير غزّة، اتمنى اليوم ان نخرج انفسنا من هذه الدوامة كوننا في حالة حرب قد تطول”.
موقف للمعارضة
في المقابل، سجلت الساحة السياسية موقفًا متقدمًا لنواب قوى المعارضة الذين عقدوا مؤتمرا صحافيا في مجلس النواب، طرحوا في خلاله رؤيتهم المشتركة لإنقاذ لبنان. ووجه نواب المعارضة نداء تلاه النائب ميشال الدويهي طالب “السلطات الدستورية بتحمل مسؤولياتها، وذلك من خلال القيام بالخطوات التالية فورا: اولا: إتخاذ الحكومة القرار بفصل لبنان عن أي مسارات اقليمية أخرى، والالتزام بوقف إطلاق نار فوري، وتطبيق القرار 1701، وتطبيق اتفاق الطائف وباقي القرارات الدولية لا سيما القرارين 1680 و1559، ثانيا: تحديد موعد فوري ثابت ونهائي لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية، من قبل رئيس المجلس النيابي، بدورات متتالية من دون شروط، ثالثا: تشكيل حكومة متجانسة تكون أولوياتها تطبيق الدستور والقرارات الدولية وإطلاق عملية التعافي والإصلاح وإعادة الإعمار، رابعا: نشر الجيش اللبناني على كافة الأراضي اللبنانية وضبط جميع المعابر الحدودية وبمعاونة قوات معززة من اليونيفل.
تصعيد واتصالات
وعشية الذكرى الاولى لفتح “حزب الل”ه جبهة الاسناد، لف التصعيد الاسرائيلي لبنان بأسره من الجنوب الى البقاع مرورا بالضاحية الجنوبية، حاصدا مزيدا من الشهداء والاصابات التي بلغ عددها الى اليوم 2083 شهيداً و 9869 جريحاً وفق ما أعلنت وزارة الصحة، بالتزامن سلسلة اتصالات ومساعي تدور في العلن والكواليس لوقف الحرب.
دعم أردني
في السياق، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الذي جال على المسؤولين اللبنانيين اليوم أن “الأردن يقف إلى جانب لبنان”، قائلًا: “سنواصل تقديم المساعدات وندعم كل الجهود اللبنانية لتعزيز الوضع الداخلي السياسي كما نشجع على إنتخاب رئيس جديد للجمهورية”. وقال الصفدي من السراي: “إسرائيل هي التي تتحمل مسؤولية هذا العدوان والتصعيد في المنطقة وأي تصعيد جديد”… ايضا، أكد الصفدي خلال لقائه قائد الجيش العماد جوزيف عون، وقوف الأردن المطلق مع لبنان الشقيق، ورفض الأردن للعدوان الإسرائيلي على لبنان وسيادته.
المبادرة الفرنسية
في الإطار نفسه، قال وزير الاعلام زياد المكاري بعد زيارته رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ردا على سؤال عن المبادرة الفرنسية: “هذه المبادرة جدية، وستبدأ الأن، وقد طلبت موعدا من الرئيس بري لوضعه في أجواء ما يحصل”. وأضاف: “أؤكد بأن الرئيس ايمانويل ماكرون سيعقد مؤتمرا خاصا عن لبنان في آخر تشرين الحالي، وهذا الأمر يحضر له بشكل جدي وسريع”. سئل: يتخوف اللبنانيون من ان تظل هذه المبادرات حبرا على ورق؟ اجاب: “نحن نتحدث عن وقف إطلاق النار الذي هو لمرحلة محددة لنتمكن من الحديث على “الرايق” فاذا كانت الأمور حامية عسكريا كما نرى حيث تقصف بيروت والمناطق، لا أحد يمكنه الدخول بعملية تفاوض او مفاوضات”.
وضع المطار
ايضا، رأس ميقاتي اجتماعا في السراي خصص لبحث الوضع في مطار رفيق الحريري الدولي. شارك في الاجتماع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي ووزير الاشغال العامة والنقل علي حمية وقائد الجيش. وأعلن مولوي بعد الاجتماع: “بحثنا خلال الاجتماع سبل التشدد في موضوع أمن المطار، وبنتيجة هذا الاجتماع سنعطي تعليمات مشددة لجهاز أمن المطار ولقائده ولكل عناصر الجهاز ليكونوا على جهوزية أكبر، لإجراء كل عمليات التفتيش والعمليات اللازمة لعدم ترك ثغرة في المطار، ولنؤكد ونتأكد بأن سمعة المطار باقية، ونبعد عنه أي خطر.
غارات ومجازر
على الارض، أعلن الجيش الإسرائيلي صباحا بدء عملية برية مركزة ومحددة في جنوب لبنان، فيما واصل غاراته الجوية على الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية.
الضاحية
وفيما استمرت الغارات المعادية على الضاحية، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي اغتال شخصية عسكرية كبيرة في “حزب الله” في غارة الضاحية بعد ظهر اليوم، بعدما كانت الضاحية قد تعرضت لسلسلة من الغارات استهدفت خاصة منطقة المريجة وعين الدلبة في محيط الكوكودي. ولفّ الدخان الأسود سماء الضاحية الجنوبية، بعد ليلة عنيفة شهدت عشرات الغارات الإسرائيلية ودمّرت عدداً من المباني السكنيّة.
الجنوب
جنوبا، أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على بلدة المطرية، وعلى اطراف بلدتي الحلوسية وبدياس، وبين طير دبا والبازورية، قضاء صور. وأفيد عن استشهاد 4 مواطنين بينهم مؤهل في الجيش، جراء غارة استهدفت منزلا في صريفا.
وسجلت غارة على بلدة يارين الحدودية وغارة أخرى استهدفت العباسية في قضاء صور. وشن الجيش الاسرائيلي غارة على منزل في بلدة خربة سلم حيث افيد عن سقوط شهيد. كما سجلت غارة على برعشيت استهدفت مبنى مركز اطفاء وافيد عن سقوط شهداء.
وبعد ان طالب الجيش الاسرائيلي باخلاء 25 قرية جنوبا، شن طيرانه سلسلة غارات استهدفت استهدفت اكثر من ثلاثين بلدة وقرية في قضاء صور. كما استهدفت سلسلة غارات المنطقة الواقعة بين حي السرايا القديم في النبطية وجبل الرويس-الشقيف. واستهدفت سلسلة غارات الشهابية ومحرونة والنفاحية وكفردونين والمنطقة بين بلدتي المجادل ومحرونة وبلدات جناتا وطيردبا ومعركة .
كما أغار الطيران المعادي على أطراف بلدة السريرة في قضاء جزين. وسجلت ثلاث غارات جوية استهدفت بلدة القليلة وغارة اخرى استهدفت بلدة بلاط. وشنّ الطيران الحربي سلسلة غارات جوية استهدفت بلدات زوطر الشرقية، جرجوع، كوثرية السياد وزفتا ومحلة الحمرا الواقعة بين بلدتي بريقع والزرارية في قضاء النبطية.
البقاع
الى ذلك، أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على منزل في بلدة قليا في البقاع الغربي، مما أدى الى سقوط شهيدين.
واستهدفت غارة الجرد بين قصرنبا وبدنايل غربي بعلبك.