بعد اتصالات مشبوهة… مواطنون يمزقون بطاقة “السجاد”
اتصالات مجهولة المصدر
هي حرب “التطور التكنولوجي”. وما ضاعف خوف الناس، هو اليقين أن إسرائيل متفوقة في هذا المجال منذ زمن بعيد. فإن اختراق إسرائيل لشبكة اتصالات حزب الله في أيلول الماضي، وتفخيخ أجهزة الـ PAGERS، والأجهزة اللاسلكية وتفجيرها، اعتبر من أخطر وأقوى العمليات الإستخبارية في التاريخ، إذ أدى إلى إصابة الآلاف على مختلف الأراضي اللبنانيّة في وقت واحد، ومن بعد تمكن إسرائيل من اختراق الشبكة، تمكنت من اغتيال غالبية قادة حزب الله خلال اجتماعاتهم السريّة ومن ضمنهم الأمين العام حسن نصرالله.
ومنذ ذاك الوقت، يسيطر الخوف على المواطنين. خوف من التجسس على أحاديثهم، قلق من الأجهزة المتواجدة في بيوتهم، فيهابون جميع الأجهزة الإلكترونية وتحديدًا الهواتف الإلكترونية والتلفزيون، وبدأو بالتشكيك بكل ما بما يتعلق بحزب الله “إلكترونيًا”، كبطاقة نور، بطاقة السجاد، البطاقة الخاصة بالهيئة الصحية للطبابة، بطاقة القرض الحسن وغيرها.
ما هي بطاقة السجاد؟
للتذكير، في عام 2020، ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية، افتتح حزب الله في الضاحية الجنوبيّة حوالى 11 مخزنًا ضمن بلديات عدة في بيروت (الشويفات، طريق المطار، تحويطة الغدير، المريجة، الجاموس…) وفي جنوب لبنان وبعلبك أيضًا. ووزع بطاقات خاصة على جميع سكان أهالي المنطقة بعد تعبئتهم لطلب خاص يتضمن معلومات خاصة بكل عائلة، للاستفادة من هذه الحسومات.
بامكان حامل البطاقة الاستفادة من حسومات خاصة على البضائع الإيرانية، السورية، الهند وتركيا، ومن السوق المحلي أيضًا. في هذه المخازن، توفرت المواد الغذائية المُستوردة من الخارج بأسعار أقل من السعر المحلي، والأجهزة الإلكترونية ومجموعة من الأدوية (مُتمم غذائي، فيتامين).
آلاف من المواطنين يحملون بطاقة السجاد في مختلف الأراضي اللبنانية، وتضم شريحة إلكترونية صغيرة، وبعد تسرّب خبر الاتصالات المجهولة، قام أصحاب هذه البطاقات برميها والتخلص منها خارج المنزل، أو بتقطيعها بشكل كامل بالمقص، وذلك خوفًا من أي اختراق للمعلومات الموجودة فيها.
وفي التفاصيل، فإن الاتصالات المجهولة كانت تهدف للاستفسار حول أسماء الأشخاص المستفيدين من الحسومات، وعما إن كانت العائلة (حاملة البطاقة) قد تلقت مساعدات مالية أو مواد غذائية خلال هذه الأيام الصعبة (أيام الحرب). وبدأ العديد من المواطنين بإبلاغ معارفه بضرورة إبعاد هذه البطاقة عنه وعن الأطفال، حتى وإن لم يثبت تشكيلها لأي خطر، وبضرورة رميها، وبعدم الإجابة على أي اتصال ضبابي غير واضح، بما يعني عدم تقديم أي معلومات حول هذه البطاقة وصاحبها، وذلك حرصًا على سلامة المواطنين.
احتمالات مفتوحة
من جهتها، أكدت مصادر حزب الله لـ”المدن”، بأن “هذه البطاقة خصصت للمواطنين (المدنيين)، ووزعت على أصحاب الدخل المحدود، ولم تُوزع لعناصر حزب الله، إنما الهدف منها مساعدة المواطنين خلال الأزمة المالية. ولا ضرورة لتمزيقها أو رميها، إذ لم يتبين شيئ حتى الساعة”. ولدى سؤال “المدن” حول إمكانية اختراق هذه البطاقة بطريقة ما، علقت المصادر “الإسرائيلي شيطان… كل شي وارد… إن شاء الله لا”.
إذن، لا معلومات مؤكدة حول صحة إختراق هذه البطاقات حتى الساعة. ويبقى خوف المواطنين مبرّرًا خصوصًا أن هذه الحرب لم تعد حربًا تقليديّة كسابقاتها، إنما هي من نوع جديد لم يشهده اللبنانيون قط وحتى حزب الله.
هي حرب التكنولوجيا والإختراق، خصوصًا أن بنك أهداف إسرائيل توسّع هذه المرة، وتخطى اغتيال قادة حزب الله وعناصره فقط، إذ تسعى إلى تصفية بنك أهداف الحزب البشريّ والسياسيّ والعسكريّ والتنظيميّ والمالي والاجتماعيّ.