حصاد اليوم- إسرائيل توسّع أطار استهدافاتها وبري ينتظر الإخوان في المعارضة ليقترحوا أسماء مرشحين
مع ارتفاع وتيرة التصعيد العسكري الإسرائيلي جوًا وبرًا، وفي انتظار رد تل أبيب الذي بات شبه مؤكد على الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير، تشهد الساحة السياسية الداخلية حراكًا رئاسيًا جديًا للمرة الأولى منذ فراغ قصر بعبدا، ربما لإدراك فرقاء الممانعة ولو بعد حين أن الحلول لجميع المشكلات العسكرية والسياسية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد تبدأ من الرئاسة الأولى.
مواقف لافتة
في السياق، برزت مواقف لافتة أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري من الاستحقاق الرئاسي، عكست مرونة لا يمكن عدم ربطها بعامل الحرب الإسرائيلية المستجدة والمستمرة من دون هوادة منذ أسبوعين.
وأكد بري لـ”النهار” بأن موقفه الثابت هو ما أعلنه عقب الاجتماع الذي عقد في عين التينة وصدر عنه بيان تلاه رئيس الحكومة. وأضاف: “منذ عام وأنا أنادي بالحوار من أجل التوافق على الاستحقاق الرئاسي، ثم شذبنا آلية الحوار ولم تقبل معي المعارضة. واليوم وصلنا إلى ما نحن عليه، وقد خلصنا في الاجتماعات الأخيرة إلى العمل للتوافق على شخصية يرضى عنها الجميع”.
ورداً على سؤال عن موقف المعارضة، قال إنه طلب “إلى إخواننا في المعارضة أن يقترحوا أسماء قابلة لأن تحظى بالحلحلة والتوافق لدى الجميع، ونحن في الانتظار”، كاشفاً أن الأجواء جيدة.
تفخيخ المبادرة
إلا أن مصادر سياسية رأت أن عاملين في مواقف بري، على إيجابيتها، يمكنهما أن ينسفاها ويعيدا الأمور إلى مربعها الأول، وهما اشتراطه أن يحظى الرئيس المقبل بأصوات 86 نائباً، أي أكثرية الثلثين التي لا يمتلكها أي فريق، ولجوء بري إلى رمي كرة اختيار المرشح في مرمى المعارضة عموماً والمسيحيين خصوصاً، لعلمه أنهم لن يتفقوا على اسم، بحيث يبقى اسم سليمان فرنجية المرشح الأقرب إلى الثنائي.
في بكركي ومعراب
سياسيا أيضًا، زار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مساء اليوم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي استكمالا للقاء الثلاثي الذي جمعه امس الى الرئيس بري والنائب السابق وليد جنبلاط في عين التينة. في الاطار ذاته، استقبل رئيس حزب “القوات اللبنانيّة” سمير جعجع في معراب النائب وائل أبو فاعور موفداً من جنبلاط. وقال أبو فاعور بعد اللقاء: وضعنا خريطة طريق للخروج من الوضع الحالي تنصّ على وقف العدوان من خلال تطبيق الـ1701 وإرسال الجيش اللبناني إلى الجنوب للقيام بمهامه مع اليونيفل. اضاف: اتّفقنا على ضرورة انتخاب رئيس ويمكننا البناء على الموقف المرن لبرّي من أجل تسهيل الأمر. اعلنت الدائرة الاعلامية في “القوات”: اننا جاهزون للتجاوب مع دعوة بري لانتخاب رئيس وكل ما يقال عكس ذلك في وسائل إعلام الممانعة تجنٍّ.
اجتماع غير موفّق
كما زار ابو فاعور رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميّل، الذي اعلن “أننا اطلعنا على الاجتماع الثلاثي الذي بالشكل لم يكن موفقا لكن المهم المضمون، حيث أقرت الدولة فصل المسارات بين لبنان وغزة، إضافة الى التزام الدولة بوقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 وهذا أمر مهم جدا”. وأشار إلى أن “الوضع يتطلّب تجاوب “حزب الله” مع الدولة وأن يقبل بانتشار الجيش على الحدود”.
التيار لا يطرح أسماء
من جهته، أكد المكتب الإعلامي لرئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل ان التيار ورئيسه يجريان اتصالات بكل القوى السياسية، ولكن غير صحيح انهما يطرحان أسماء للرئاسة او يطلبان أسماء أو حتى يطرحان تصنيفات للمرشحين، بل بالعكس يصرّ رئيس التيار على طرح مبدأ ان يكون المرشح للرئاسة جامعاً لكل اللبنانيين.
شهيدان للجيش
في التطورات الميدانية، وفي موازاة غارات لا تهدأ ليلا ونهارا حوّلت الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية مدن اشباح، أعلنت وزارة الصحة في إحصائها الأخير أن عدد الشهداء بلغ 1974 بينهم 127 طفلًا و261 امرأة، فيما بلغ عدد الجرحى 9384 شخصا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان. في الوقت نفسه، اشتعلت الجبهة الحدودية الجنوبية حيث تصدى “حزب الله” للجيش الاسرائيلي مانعا اياه من التوغل الى لبنان، فيما قدم الجيش اللبناني شهيدين سقطا في الطيبة- مرجعيون وبنت جبيل .
عمليات الحزب
والى الغارات العنيفة المتنقلة بين العاصمة والجنوب والبقاع، توسعت اليوم دائرة الاستهداف نحو جبل لبنان وتحديدا الى بلدة كيفون في الجبل والمعيصرة في فتوح كسروان. من جهته، اعلن الحزب استهداف قوة مشاة إسرائيلية بعبوتين ناسفتين أثناء محاولتها التسلّل باتجاه مارون الراس، وكذلك “تفجير عبوة ناسفة بقوة من لواء غولاني في منطقة ترتيرة في بلدة مارون الراس كانت تحاول الالتفاف من الجهة الغربية للبلدة وسقوط افرادها بين قتيل وجريح”. كما اعلن “اننا فجرنا عبوة لدى محاولة قوة مشاة إسرائيلية التسلل باتجاه بلدة يارون وأوقعناهم بين قتيل وجريح”. وافاد انه “استهدف صباحا تجمعاً لقوات العدو الإسرائيلي في مستعمرة يرؤون بصلية صاروخية. وفي بيان ثان اكد الحزب انه “تصدى عند الساعة (10:15) من صباح اليوم لمحاولة تقدم لقوات العدو الإسرائيلي عند بوابة فاطمة بقذائف المدفعية”. واستهدفت “المقاومة الإسلامية” تجمعًا لقوات العدو بين شتولا والراهب بالصواريخ ، وتجمعًا “لقوات العدو قرب مستعمرة أدميت”، و”تجمعًا لقوات العدو الإسرائيلي في ثكنة راميم بصلية من صواريخ فلق”، وتجمعاته في مستعمرة سعسع بصلية صاروخية. كما اعلن الحزب استهداف “تجمع لقوات العدو الإسرائيلي في مستعمرة شوميرا بصاروخ فلق”، و”تجمع لقوات العدو الإسرائيلي في مستعمرة البصة بصلية صاروخية”، وتجمع لقوات العدو الإسرائيلي في مستعمرة أفيفيم بصلية صاروخية”.
غارات على الضاحية
ومع استمرار القصف الاسرائيلي على الجنوب وبيروت والبقاع مخلفاً أضرارا جسيمة في الأرواح والممتلكات، شنّ الطيران الإسرائيلي بعد الظهر سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية طاولت حي معوّض فانهار مبنى بشكل كامل يضم مكتب العلاقات الاعلامية في “حزب الله”، كما استهدفت مناطق حارة حريك، وبرج البراجنة، وحي الأميركان والغبيري.
واستهدفت غارة اسرائيلية بلدة كيفون في عاليه، كما استهدفت غارة أخرى منزلا خاليا في المعيصرة في فتوح كسروان.
تهديد معبر المصنع
ليس بعيدا، اعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه ان “النقاب كشف عن محاولة حزب الله استخدام معبر المصنع المدني الحدودي بين سوريا ولبنان لنقل وسائل قتالية إلى داخل لبنان”. وقال: “جيش اسرائيل يحث دولة لبنان على إجراء تفتيش صارم للشاحنات المارة عن طريق المعابر المدنية وإعادة الشاحنات والمركبات التي تحتوي على الوسائل القتالية إلى سوريا، ومنذ استهداف محاور التهريب الحدودية عند الحدود السورية اللبنانية يوم الخميس الماضي أصبح معبر المصنع الحدودي المعبر الرئيسي الذي ينقل حزب الله من خلاله الوسائل القتالية حيث يعتبر معبر المصنع معبرًا مدنيًا يقع بين سوريا ولبنان ويخضع لسيطرة الدولة اللبنانية.”
نفي وتشدّد
في المقابل، نفى وزير الاشغال علي حمية هذه الادعاءات، فيما اجرى الرئيس ميقاتي اتصالا بقائد الجيش العماد جوزيف عون والمدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري وطالبهما بالتشدد في الاجراءات الامنية المتخذة على الحدود اللبنانية- السورية. وتبلغ رئيس الحكومة من العماد عون ان الجيش متشدد جدا في الاجراءات التي يتخذها على المعابر الحدودية ولا سيما عند معبر المصنع.
لبنان ملتزم
من جهته، استقبل الرئيس بري وزير الدفاع موريس سليم حيث تناول البحث المستجدات السياسية والميدانية ودور المؤسسات العسكرية والأمنية. وبعد اللقاء تحدث الوزير سليم مؤكدا “على تعاون جيشنا على مدى عقود مع قوات اليونيفل في جنوب بلبنان وإلتزامه دائماً بالقوانين والمواثيق والقرارات التي تصدر عن المجتمع الدولي والإلتزام بالقرار 1701 وكل من مندرجاته في منطقة جنوب الليطاني”. وحول وقف إطلاق النار قال سليم: “الدولة اللبنانية وافقت عليه ويبقى على المجتمع الدولي أن يُقنع العدو أو يرغمه على القبول بهذا القرار لأن هذا القرار هو قرار دولي وسليم ويفتح الأفق لوقف هذه المجزرة الإنسانية”.
وقف العدوان
في المواكبة الدولية للتطورات، وفي وقت افيد ان وزير خارجية ايران سيزور لبنان غدا للقاء المسؤولين، دعا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى “بذل جهود من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان”.