التوترات الإيرانية الإسرائيلية تشعل الأسواق العالمية: النفط والذهب في صعود والدولار يتألق

تصاعد التوتر في الشرق الأوسط على خلفية الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل يوم أمس، ترك تأثيرات واضحة على الأسواق المالية العالمية. هذا الهجوم، الذي جاء كرد إيراني على سلسلة العمليات التي اغتالت فيها إسرائيل عددا من قادة حزب الله وحماس وعلى رأسهم الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، ورئيس المكتب السياسي في حركة حماس إسماعيل هنية، أثار موجة من المخاوف بشأن تفاقم الصراع في المنطقة، ما دفع المستثمرين إلى الابتعاد عن الأصول عالية المخاطر مثل الأسهم، والاتجاه نحو الأصول الآمنة مثل الذهب والدولار.

تراجع أسواق الأسهم الأمريكية
شهدت الأسواق الأميركية تراجعات ملحوظة حيث انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.9%، بعد أن سجل خسائر بلغت 1.4% خلال اليوم. كذلك، هبط مؤشر ناسداك بنسبة 1.5%، بعد أن فقد ما يصل إلى 2.3% من قيمته في وقت سابق. ويُعزى هذا الانخفاض إلى المخاوف المتزايدة من تصاعد التوترات الجيوسياسية وتأثيرها السلبي على الأصول ذات القيمة المرتفعة مثل الأسهم الأميركية.

ارتفاع أسعار الذهب
ترافق تراجع أسواق الأسهم مع قفزة في أسعار الذهب، حيث يسعى المستثمرون نحو الأصول التي تعتبر ملاذات آمنة في أوقات الأزمات. ارتفع الذهب بنسبة تجاوزت 1% ليصل إلى 2,661.63 دولار للأونصة، مقتربًا من أعلى مستوياته التاريخية. ويعتبر هذا الارتفاع انعكاسًا للقلق المتزايد من احتمال تصاعد النزاع بين إيران وإسرائيل، وهو ما يدفع المستثمرين إلى تأمين أموالهم في أصول أقل عرضة للتقلبات مثل الذهب.

الدولار
احتفظ الدولار بأكبر مكاسبه في أسبوع الأربعاء بعد أن دفع هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل إلى شراء الأصول الآمنة مع قلق المستثمرين من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط.

وكانت التحركات المبكرة في آسيا طفيفة، مما ترك اليورو أقل من 1.10 دولار بعد أكبر انخفاض له في ما يقرب من أربعة أشهر الليلة الماضية.

وظل الين ثابتا على نطاق واسع عند 143.45 مقابل الدولار والفرنك السويسري عند 0.8463 مقابل العملة الأميركية. وتراجع الدولار النيوزيلندي 1.1% الليلة الماضية عند 0.6283 دولار وقفزت #أسعار النفط 2.5%.

وارتفع مؤشر الدولار بنحو 0.5 % خلال الليل إلى 101.2، وهو أكبر ارتفاع له منذ 25 أيلول (سبتمبر). كما تلقى الدولار دعما من قراءة أقوى من المتوقع لفرص العمل في الولايات المتحدة.

أسعار النفط ترتفع مع تصاعد المخاوف من تعطل الإمدادات
شهدت أسعار النفط أيضًا ارتفاعًا ملحوظًا نتيجة المخاوف من أن يؤدي الصراع إلى تعطل الإمدادات النفطية من منطقة الخليج، والتي تُعد من أهم مناطق إنتاج النفط عالميًا. ارتفع خام برنت بنسبة 5% ليصل إلى 74.56 دولار للبرميل، فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.26% ليصل إلى 70.71 دولار. هذا الارتفاع يعكس قلق المستثمرين من احتمال تأثير الصراع على حركة الإمدادات النفطية، مما قد يؤدي إلى مزيد من الارتفاع في الأسعار.

الأسهم الأوروبية تتراجع باستثناء قطاع الطاقة
الأسواق الأوروبية لم تكن بمنأى عن هذا التأثير، حيث تراجع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.4%. ومع ذلك، شهدت أسهم شركات الطاقة ارتفاعًا بنسبة 1.3% نتيجة ارتفاع أسعار النفط. على سبيل المثال، قفز سهم شركة الدفاع الألمانية راينميتال بنسبة 5.1%، وسهم شركة ساب السويدية بنسبة 3.5%.

ثقة المستثمرين وتأثير الصراع على المدى الطويل
يعتمد رد فعل الأسواق على ما إذا كان هذا الصراع سيستمر أو يتفاقم. يشير المحللون إلى أن تصعيد الصراع سيؤثر بشكل أكبر على ثقة المستثمرين، حيث يُتوقع أن يتوجه المستثمرون بشكل أكبر نحو الأصول الآمنة. وفي هذا السياق، ارتفع مؤشر التقلبات “VIX” إلى أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع، ما يعكس زيادة حذر المستثمرين وتوقعاتهم لتقلبات أكبر في الأسواق.

باختصار، تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وخاصة الهجوم الإيراني على إسرائيل، دفع الأسواق نحو التقلبات حيث شهدنا تراجعًا في أسواق الأسهم وارتفاعًا في الأصول الآمنة مثل الذهب والنفط. ويبقى السؤال الأهم هو ما إذا كانت هذه التوترات ستستمر وتؤدي إلى صراع أوسع، مما سيزيد من الضغوط على الأسواق المالية العالمية.