حصاد اليوم- الجنوب يشهد أولى المواجهات البرية وبري يتهيّب الوضع فيقدّم تسهيلات للانتخابات الرئاسية
بالتزامن مع استمرار الجنون العسكري الإسرائيلي في أكثر من اتجاه، وخاصة في لبنان بعد إطلاق حرب برية حدودية محدودة حتى الآن، وفي انتظار التصعيد المرتقب بعد الضربة الإيرانية الأخيرة لإسرائيل التي توعّد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بعدها إيران بتدفيعها ثمن هجومها الصاروخي، لاحت بوادر بعض المؤشرات الإيجابية الخجولة في الأفق الداخلي، وتحديدًا في الملف الرئاسي، في ضوء ما نقل زوار عين التينة من مواقف عن رئيس مجلس النواب نبيه بري لجهة عدم ربط الانتخابات الرئاسية بوقف الحرب ولا بالحوار المسبق. فهل أن ما يحصل مجرّد التفاف سياسي لامتصاص النقمة الداخلية التي تحمّل الثنائي الشيعي مسؤولية الفراغ في الرئاسة والمؤسسات من جهة، وتوريط لبنان في الحرب مع إسرائيل من جهة ثانية، أو أنه قد يرقى لأن يكون مدخلًا لحل الأزمتين معًا ومعهما أزمات أخرى كثيرة بالتأكيد.
مواجهات برية
في التطورات الميدانية، فقد شهدت الحدود الجنوبية اليوم اولى المواجهات العسكرية البرية بين الجيش الاسرائيلي و”حزب الله” بعد نحو عام من حرب إسناد غزة، وذلك مع انطلاق العملياتِ البرية الإسرائيلية. فقد اعلنت المقاومة الاسلامية في بيان بعد الظهر انها “تخوض اشتباكات مع جنود العدو الإسرائيلي المتسللة إلى بلدة مارون الراس من الجهة الشرقية وأوقعت في صفوفه إصابات عدة وما زالت الاشتباكات مستمرة”، فيما اشار إعلام إسرائيلي الى إصابة 35 جنديا إسرائيليا في مكمن في مارون الراس، في حين اشارت مصادر إسرائيلية الى مقتل 14 جنديا إسرائيليا باشتباكات في جنوب لبنان.
فيديوهات ادرعي
من جهته، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي صورًا وفيديو لعمليات الكوماندوز والمظليين في جنوب لبنان. وقال عبر منصة “أكس”: “المشاهد الأولى لعمليات لواء الكوماندوز والمظليين في جنوب لبنان: تصفية مخربين من مسافة قريبة وتدمير مجمعات قتالية تابعة لحزب الله”. واضاف: “تواصل قواتنا عملياتها البرية الموجهة والمحددة في عدة مناطق، حيث عثرت القوات ودمرت مجمعًا قتاليًا ل”حزب الله” احتوى على منصة صاروخية ومخزون من العبوات الناسفة والعتاد العسكري. كما تقضي القوات بتعاون مع القطع الجوية على مخربين وتدمر بنى أرهابية من خلال أنواع الذخيرة الدقيقة وفي اشتباكات من مسافة قصيرة. حتى الان تم تدمير أكثر من 150 بنية ارهابية ل”حزب الله” من خلال الغارات الجوية ومن بينها مقرات ل”حزب الله” ومستودعات أسلحة ونقاط لإطلاق قذائف صاروخية”.
تعزيز القوات المهاجمة
وكان الجيش الإسرائيلي الذي طلب من المدنيين جنوبا اخلاء قراهم، قد أعلن صباحًا ضم قوات مدرعة إضافية إلى التشكيلات المشاركة في “العملية البرية المحدودة في لبنان”. وقال في بيان “تنضم الفرقة 36 بما في ذلك جنود لواء جولاني واللواء 188 مدرع، ولواء المشاة السادس، وقوات إضافية إلى العملية المحدودة والمحلية والمستهدفة على مواقع حزب الله والبنية التحتية للحزب في جنوب لبنان”، مؤكدا أنه “يرافق الجنود سلاح الجو الإسرائيلي ولواء المدفعية 282”.
اصابة عسكري
في المقابل، صدر عن قياد الجيش اللبناني البيان الآتي: خرقت قوة تابعة للعدو الإسرائيلي الخط الأزرق لمسافة 400 متر تقريبًا داخل الأراضي اللبنانية في منطقتَي خربة يارون وبوابة العديسة ثم انسحبت بعد مدة قصيرة. واعلن الجيش ان “أحد العسكريين أصيب نتيجة اعتداء طائرة مسيّرة تابعة للعدو الإسرائيلي أثناء عمل وحدة من الجيش على فتح طريق مرجعيون- حاصبيا عند مدخل بلدة كوكبا لتأمين عبور المواطنين”.
عمليات الحزب
من جانبه، أعلن “حزب الله” صباحا ايضا أن عناصره تصدوا “لِقوة من مشاة العدو الإسرائيلي حاولت التسلل إلى بلدة العديسة من جهة خلة المحافر واشتبكوا معها وأوقعوا بها خسائر وأجبروها على التراجع، كما استهدفوا قوة مشاة كبيرة في مستعمرة مسكفعام بالأسلحة الصاروخية والمدفعية وحققوا فيها إصابة مباشرة ودقيقة”. وأعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات انه قصف تجمعا لقوات إسرائيلية في ثكنة الشوميرا (شمال) برشقة صاروخية، كما استهدف تجمعاً لِقوات العدو الإسرائيلي في مستعمرة أفيفيم وشمال مدينة حيفا بِصلية صاروخية كبيرة. كما استهدف تجمعاً للقوات الاسرائيلية في مستعمرة أدميت بالصواريخ. واعلن أيضًا أنه قصف قاعدة “عميعاد” الإسرائيلية بصلية صاروخية كبيرة. وأعلن الاعلام الحربي في “حزب الله” ان عناصر الحزب قصفوا ثكنة زرعيت بصلية صاروخية من الكاتيوشا.
تغيير معالم الضاحية
ونظم “حزب الله” جولة في الضاحية الجنوبية لبيروت التي شهدت ليل امس اعنف الغارات، شارك فيها أكثر من 200 صحافي، حيث أكد مسؤول الإعلام في الحزب، محمد عفيف، أن الأبنية المستهدفة هي مدنية، مشددًا على أن الهدف من الهجمات الإسرائيلية هو تغيير معالم الضاحية. وفي تصريحاته خلال الجولة، قال عفيف: “تسعى إسرائيل لتحريض بيئة حزب الله ضد الحزب”. وأشار إلى أن “قصف إسرائيل لمقر قناة الصراط يعدّ عملًا إرهابيًا وعدوانيًا”. وتابع عفيف: “ما حصل في مسكاف عام ليس إلا البداية. قواتنا على أتم الاستعداد والمقاومة بخير، ومنظومة القيادة أيضًا بخير، والحرب هي جولات وصولات.”
مجلس وزراء
في المواكبة الرسمية للأحداث، رأس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء في السراي، خصصت لمناقشة أوضاع النازحين وإخراج البضائع. واتخذت سلسلة من القرارات.
مرونة بري
سياسيا، برزت حركة ناشطة تناولت الملف الرئاسي اليوم. وفي إطلالة هي الاولى بعد تشكيل الكتلة، زار 6 نواب من “اللقاء النيابي التشاوري المستقل” الذي يضم النواب الياس بو صعب وابراهيم كنعان والان عون وسيمون أبي رميا وميشال ضاهر ونعمة افرام عين التينة والتقوا الرئيس بري. بعد اللقاء، دعا بوصعب إلى إيجاد مساحة مشتركة تسمح بانتخاب رئيس للجمهورية بسرعة. وقال: “لمسنا من الرئيس بري مرونة إذ إنّه لم يعد متمسكًا بالحوار مثل قبل كشرط أساسيّ لانتخاب رئيس.” من جهته، قال كنعان بعد وصوله الى عين التينة: “ما نطمح اليه هو وقف اطلاق النار وهذا ما يجب علينا جميعنا ان نعمل عليه”… من جانبه، أكد النائب سجيع عطيّة بعد لقاء كتلة “الاعتدال” الرئيس برّي اليوم، أنه أكد “على وجوب انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن وفصل الرئاسة عن الحرب”.
الحكومة مسؤولة
في الحراك الداخلي ايضا، إستقبل ميقاتي النائب جبران باسيل وعرض معه التطورات الراهنة. كما استقبل رئيس الحكومة نواب “كتلة تجدد” وتضم النواب فؤاد مخزومي، أشرف ريفي وميشال معوض. وتحدث النائب ريفي بعد الاجتماع فقال: “بعد اللقاء الذي أجرته “كتلة تجدد” مع رئيس مجلس النواب، تزور الكتلة اليوم رئيس الحكومة في سياق الجهد الذي يفترض أن يُبذل من جميع المسؤولين لوقف اراقة الدماء وحماية لبنان الوطن والدولة، في ظل توسع الحرب التي فرضها “حزب الله” على لبنان دولة وشعباً، وتحويلها تدريجياً الى حرب إقليمية، والنتائج الكارثية المترتبة عنها على الصعد الإنسانية والاقتصادية كافة”.
وأضاف: “كما صارحنا رئيس الحكومة، انطلاقاً من أن الحكومة في غياب رئيس الجمهورية، هي المسؤولة الوحيدة عن السلطة التنفيذية وعن اتخاذ القرار باسم الشعب اللبناني، بأنه من غير المقبول ان تتخلى عن هذا الدور وتتبنى سردية الممانعة، بدل ان تمثّل صوت الشرعية والدولة اللبنانية الجامعة والحامية لشعبها، ودعوناه بالتالي الى استعادة المبادرة والعمل على استرداد قرار الحرب والسلم، كي تلعب الحكومة دورها الطبيعي في حماية لبنان واللبنانيين”.