حصاد اليوم- خلافات داخل الحزب حول خلافة نصرالله وبري وميقاتي يربطان الانتخابات الرئاسية بوقف النار
قبل تشييع جثمان الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي تأجل الى موعد غير محدد لأسباب غير معروفة، أطلّ نائبه الشيخ نعيم قاسم ليعلن لبيئته وجمهوره بالدرجة الأولى جملة مواقف تتعلق بالحزب ما بعد نصرالله، لعل أبرزها أنه لم يتم انتخاب هاشم صفي الدين أمينًا عامًا كما أشيع بالأمس وأن الأمر بحاجة لبعض الوقت، ما اعتبره بعض المراقبين تظهيرًا لصراعات أجنحة داخل الحزب من جهة وبين أحد أجنحة الحزب وإيران من جهة ثانية. وبينما سعى قاسم الى رفع معنويات مقاتلي الحزب وأنصاره بالتأكيد أنه “في هيكيلية “حزب الله” هناك نواب للقادة وبدائل احتياط جاهزة عند إصابة القائد في أي موقعٍ كان، والأخوة يتابعون عملهم وفق الهيكلية المنظمة ويعملون وفق الخطط البديلة للأفراد والقادة، وقد تجهزنا ومستعدون للإلتحام البري والعدو لن يحقق أهدافه”، واصلت اسرائيل استهداف مواقع الحزب وكوادره وأنصاره على طول مساحة الوطن بما فيها العاصمة بيروت.
على كوكب آخر
وفيما تتجه الأنظار الى إيران لمحاولة استنباط ردها المحتمل على اغتيال نصرالله وما سبقه وأعقبه من حرب اسرائيلية مفتوحة على لبنان، وفيما يبدو أن “حزب الله” ما زال مصرًا على ربط جبهتي لبنان وغزة وفق ما أعاد قاسم التأكيد عليه اليوم، ما زالت الحكومة اللبنانية تعيش على كوكب آخر وفق ما أعلنه رئيسها نجيب ميقاتي بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة اليوم لجهة استعداد لبنان لتطبيق القرار 1701 وإرسال الجيش الى الجنوب وانتخاب رئيس توافقي فور وقف اطلاق النار.
لقاء عين التينة
بالعودة الى تمسك لبنان بالقرار 1701، قال ميقاتي من عين التينة: “وضعت الرئيس بري في أجواء الحركة الدبلوماسية التي قمت بها في نيويورك خلال اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة والتأييد الذي حصل للبنان”. أضاف: “أكدنا في خلال هذا اللقاء موقفنا الذي أعلناه في نيويورك وخلاصته الموافقة على الالتزام بالنداء الذي صدر عن الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا والاتحاد الاوروبي واليابان والمملكة العربية السعودية وقطر والمانيا وأوستراليا وكندا وايطاليا. كل هذه الدول أصدرت بيانا ونحن كحكومة، وبعد الاتصال مع الرئيس بري، نؤكد تعهدنا بتطبيق كل النقاط التي وردت في البيان ومنها وقف اطلاق النار فورا من اجل بداية البحث في تطبيق القرار 1701 كاملا”.
الرئيس بعد وقف النار!
وتابع ميقاتي :”تحدثنا أيضا عن المسار الرئاسي وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت. اكد لي دولة الرئيس بري خلال اللقاء انه فور حصول وقف اطلاق النار ستتم دعوة مجلس النواب الى انتخاب رئيس توافقي وليس رئيس تحد لاحد. وهذا الامر هو من الايجابيات التي يجب ان نستفيد منها في اسرع وقت من اجل استقامة المؤسسات الدستورية واكتمال عقدها وانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة”.
القائد في عين التينة
واثر مغادرة ميقاتي وصل الى عين التينة قائد الجيش العماد جوزيف عون واستقبله الرئيس بري. وافيد ان قائد الجيش ناقش مع برّي مواضيع الأمن الداخلي والاجتياح البرّي الإسرائيلي المحتمل وتطبيق الـ1701.
المسعى الفرنسي
وسط هذه الاجواء، جال وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو والوفد المرافق، على القيادات اللبنانية، فزار أولًا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، لينتقل بعدها الى السراي حيث استقبله ميقاتي الذي جدد التأكيد “أن مدخل الحل في وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان”. بدوره شدد وزير خارجية فرنسا على”اولوية انتخاب رئيس الجمهورية والعمل على وقف المواجهات المسلحة”. وأكد ان “فرنسا تدعم لبنان وشعبه على الصعد كافة، وهي مهتمة جدا بدعم الجيش ومساعدته في هذه الظروف الدقيقة”.. بعدها التقى بارو بري في عين التينة. كذلك، استقبله قائد الجيش.
مظلة الأمان
في المواقف الداخلية، رأت الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية” في بيان أن “ما يجمع البلد بعد النكبة التي ألمّت به هو الدستور والمؤسسات، والخطوة الأولى في هذا الاتجاه والفورية تكمن في انتخاب رئيس للجمهورية وفاقًا لهذا الدستور، وأن يصار بعدها إلى تكليف رئيس حكومة وتشكيل حكومة تأخذ على عاتقها تطبيق الدستور والقرارات الدوليّة المتعلقة بلبنان”، مشيرة الى ان “مظلة الأمان الوحيدة للبنانيين هي الدولة، وحان الوقت لأن تتحمّل الدولة وحدها مسؤولياتها، ومع انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة تعقد طاولة الحوار في بعبدا بهدف معالجة نهائية لأزماتنا اللبنانيّة الوجوديّة والوطنيّة والسياسيّة”.
الغارة على الكولا
في التطورات المدانية المستمرة على مدار الساعة، أعلنت وزارة الصحة عن مقتل 105 أشخاص وسقوط 359 جريحاً من جراء الغارات الإسرائيلية خلال الـ24 ساعة الماضية. وافيد عن إستشهاد جندي لبناني إثر اصابته باستهداف إسرائيل لدراجة بالقرب من حاجز للجيش اللبناني في الجنوب… وشن الطيران الإسرائيلي، فجر الاثنين، غارة جوية استهدفت شقة سكنية في منطقة الكولا، في أول هجوم جوي على المدينة منذ فتح جبهة الجنوب. وفيما أعلنت “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” مقتل ثلاثة من عناصرها في الهجوم. اعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة أن غارة الكولا أدت إلى استشهاد أربعة أشخاص وإصابة أربعة آخرين بجروح.
استهداف قائد “حماس”
أيضاً، تلقت “حماس” ضربة قاسية اذ قتلت غارة اسرائيلية قائدها في لبنان فتح شريف أبو الأمين مع زوجته وابنيه في استهداف فجرا، في مخيم البص في صور. وسقط 3 قتلى في غارة على محيط ساحة بنعفول في قضاء صيدا. وأغار الطيران المسيّر على سيارة قرب بلدة ارزون، وافيد عن وقوع اصابات.
قصف وغارات
في الميدان الجنوبي، طال قصف مدفعي سهل مرجعيون وسجلت غارة على منزل في بلدة ام التوت. وطال قصف مدفعي قرى زبقين وشمع وطيرحرفا وشيحين والجبين وأطراف علما الشعب. وسجلت غارتان على برج رحال ومنطقة الجبل الاحمر في بلدة حاروف، واستهدفت غارة الخيام. وشن الطيران الاسرائيلي غارة استهدفت بدياس ومنطقة جوار النخل – قدموس في صور، ما تسبب بسقوط شهيد وجريحين. وأغار الطيران على منزل في بلدة طيرحرفا ولم يفد عن وقوع اصابات. وشنت الطائرات الإسرائيلية غارتين على بلدتي كفرشوبا وكفر حمام في قضاء حاصبيا وغارتين على شقرا وبرعشيت…
غارات على البقاع
كما شهدت منطقة الهرمل مجزرتَين جديدتَين نتيجة استمرار الغارات الإسرائيلية، حيث أُطلق صاروخان باتجاه المنازل السكنية في تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل، استهدف منزلَين في محلّتَي الشلمان وحوش السيد علي، ممّا أسفر عن سقوط عشرة شهداء، بالإضافة إلى إصابة عشرين فرداً من عائلة الحاج حسن الجوهري. وسقط شهداء من طواقم المسعفين في الهيئة الصحية الإسلامية، بعد استهداف مركز الهيئة في سحمر في البقاع الغربي فجرا.
عمليات الحزب
في المقابل، اعلن “حزب الله” أنه استهدف “قاعدة الناعورة بصلية من صواريخ فادي 2″، كما قصف “مدينة صفد المحتلة بصلية صاروخية”.
إحصاءات الصحة
واعلنت وزارة الصحة عن سقوط 45 شهيدًا و 70 جريحاً في الاعتداء الإسرائيلي على عين الدلب. واعلنت عن سقوط 12 شهيدا و 20 جريحا في حصيلة الغارات الإسرائيلية الليلية على الهرمل. ايضا، اعلنت ان “غارة معادية على مركز للدفاع المدني – الهيئة الصحية الإسلامية أدت إلى استشهاد ستة مسعفين وإصابة أربعة بجروح”.
هجوم بري قريب؟
واذ أفيد بانتشار لدبابات إسرائيلية على الحدود مع لبنان، وفي زيارة تفقدية للوائي المدرعات والمشاة على الجبهة الشمالية، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ما وصفه المراقبون في إسرائيل بأنه تلميح قوي لشن هجوم بري ضد “حزب الله” في لبنان. غالانت قال لمقاتلي اللوائين البريّين: “ستجعلون من لا يفهم في الجانب الآخر من الحدود يفهمون، ونحن نثق بقدراتكم على انجاز أي شيء”. أضاف إن “اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مرحلة هامة لكنها ليست نهاية المطاف”، مشيرا الى ان “هدفنا إعادة سكان الشمال وسنُفعل لأجل ذلك قواتنا برا وبحرا وجوا”.