حصاد اليوم- واشنطن وباريس تضغطان وإسرائيل تنسف المبادرة وتواصل التصعيد وتقصف المعابر مع سوريا

حصاد اليوم- واشنطن وباريس تضغطان وإسرائيل تنسف المبادرة وتواصل التصعيد وتقصف المعابر مع سوريا

الكاتب: beirut24
26 أيلول 2024

على طريقة تفخيخ الجولات المتلاحقة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة ونسفها من الداخل، لجأ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الى الحيلة نفسها في التعامل مع المشاورات الجارية في مجلس الأمن والمساعي الدولية للوصول الى هدنة مع “حزب الله”، في وقت واصل الجيش الإسرائيلي استهداف معاقل الحزب واغتيال قادته أينما وُجدوا. ومع استمرار جولات الاتصالات في أكثر من اتجاه في الأمم المتحدة لإقناع إسرائيل بفرملة اندفاعتها نحو الحرب، عاد خيار الأمر الواقع الى التداول بقوة، مع تكثيف اسرائيل غاراتها واغتيالاتها وبلوغ عدد الضحايا أرقاما غير مسبوقة.

النتائج سلبية

في أية حال، تبقى الأنظار متجهة الى نيويورك على أمل التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار. إلا أن مصدرًا دبلوماسيًا عربيًا قال إن المندوب الإسرائيليّ في الأمم المتحدة أبلغ الجميع في نيويورك بوضوح، أنّ العملية على لبنان لن تتوقف وأنّ لديهم تعليقات كثيرة على الاقتراح الأميركيّ، مؤكدًا أن النتائج سلبية حتى الساعة. وقال: “المبعوثون الذين يتواصلون مع “حزب الله” لديهم إجابات غير واضحة منه، فهو يربط الحل بالتفاهم مع حركة “حماس”، و”حماس” لا توافق على صياغة الاقتراح لأنه لا يتضمن تعهدات بوقف نهائي لإطلاق النار”. وأضاف: “هناك اجتماع قريب بين مسؤولين من المخابرات الأميركية والفرنسية والقطرية والمِصرية لبحث تعديل الصيغ المقترحة للحل”.

ضغوط أميركية

من جانبها، علقت مصادر مقرّبة من رئاسة الحكومة على رفض إسرائيل لعدة مبادرات وقرارات، بأنّ “التعويل بات على الدول التي وقّعت النداء من أجل أن تضغط على إسرائيل لقبول ما تم الاتفاق عليه”. الى ذلك، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تضغط بشكل عاجل على إسرائيل و”حزب الله” لوقف الهجمات الجوية المتصاعدة داخل وخارج لبنان، علمًا أن الخطة التي توسطت فيها الولايات المتحدة تدعو إلى وقف القتال لعدة أسابيع يتم خلالها تحرك دبلوماسي للوصول إلى تسوية أكثر ديمومة.

نتنياهو لمواصلة القتال

في الأثناء، نفى مكتب نتنياهو تقارير بشأن إصداره أوامر بتهدئة الهجمات في لبنان. وأعلن نتنياهو أنه “أصدر تعليمات للجيش بمواصلة القتال بكامل قوته”، مشيرًا إلى أنه لم يقدّم أي رد على الاقتراح الأميركي الفرنسي لوقف إطلاق النار.

ميقاتي ينفي التوقيع

في المقابل، صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بيان نفى أن يكون الأخير قد “وقع على مقترح اتفاق وقف إطلاق النار بعد لقائه وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن والوسيط الاميركي اموس هوكشتاين”. ونّكر البيان بما كان اعلنه ميقاتي فور صدور النداء المشترك لإرساء وقف مؤقت لإطلاق النار في لبنان، حيث قال دولة الرئيس بالحرف: “نرحب بالبيان وتبقى العبرة في التطبيق عبر التزام اسرائيل بتنفيذ القرارات الدولية”.

بيان وقف النار

وكان صدر عن الولايات المتّحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الغربية والعربية، نداء مشترك لإرساء “وقف موقت لإطلاق النار” لمدة 21 يوما في لبنان. وقالت الدول الموقعة على البيان: “لقد حان الوقت لإبرام تسوية دبلوماسية تمكّن المدنيّين على جانبي الحدود من العودة إلى ديارهم بأمان”. وحذر النداء المشترك من أنّ “الوضع بين لبنان وإسرائيل منذ 8 تشرين الأول 2023 لا يطاق، ويشكّل خطرا غير مقبول لتصعيد إقليمي أوسع، وهذا لا يصبّ في مصلحة أحد: لا في مصلحة شعب إسرائيل ولا في مصلحة شعب لبنان”. ودعا “كل الأطراف، بمن فيهم حكومتا إسرائيل ولبنان، إلى تأييد وقف إطلاق النار المؤقت على الفور بما يتفق مع قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2735 المتعلق بوقف لإطلاق النار في غزة”. وأكّدت الدول في ندائها استعدادها “لدعم كل الجهود الدبلوماسية الرامية لإبرام اتفاق بين لبنان وإسرائيل خلال هذه الفترة، بناء على الجهود التي بذلت على مدى الأشهر الماضية، لإنهاء هذه الأزمة بشكل باتّ”.

تنسيق أميركي- فرنسي

 في السياق، قال الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان مشترك: “عملنا معاً في الأيام الأخيرة على دعوة مشتركة لوقف مؤقت لإطلاق النار لمنح الدبلوماسية فرصة للنجاح وتجنّب مزيد من التصعيد”، مشيرين إلى أنّ “البيان الذي تفاوضنا عليه بات الآن يحظى بتأييد كلّ من الولايات المتّحدة وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر”.

اغتيال جديد في الضاحية

في التطورات الميدانية، اغار الطيران الحربي عند الثالثة والربع من بعد الظهر على شقة سكنية في مبنى من عشر طبقات في حي القائم، عند تقاطع حي الرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت، مستهدفًا قائد وحدة المُسَيَرات في “حزب الله” محمد سرور الملقب بـ”ابو صالح”. واعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي انه تم تنفيذ العملية بطائرة إف 35، فيما قالت “يديعوت أحرونوت” إن عملية الاغتيال تأتي ردا على إطلاق صواريخ باتجاه تل أبيب أمس.

استهداف في الكحالة

وعند كوع الكحالة استهدفت مسيّرة شخصا داخل سيارته قرابة الخامسة الاربعا عصرا ما اسفر عن اصابته. وأفاد مصدر أن المستهدَف ينتمي الى “حزب الله” ويدعى علي حمود.

تفجير البيجرز

وبعد الظهر أيضًا، دوّى انفجار هائل سمع في بيروت وضواحيها ليتبيّن أنه ناجم عن تفجير الجيش لأجهزة البيجرز والاتصال غير المنفجرة.

غارات نوعية

في الغضون، بقيت الغارات والقصف عنيفين جنوبا وبقاعا متسببين بدمار وسقوط شهداء وجرحى. والجديد تمثل في ضربات هي الاولى من نوعها، اذ استهدفت غارات اسرائيلية المعابر الحدودية مع سوريا في البقاع الشمالي. واعلن وزير النقل علي حمية عن قصف إسرائيلي على معبر حدودي بين لبنان وسوريا من الجانب السوري للحدود. وقال الجيش الإسرائيلي: استهدفنا نقطة حدودية تستخدم كممر للسلاح من سوريا إلى “حزب الله”.

115 اعتداءً

ونشر منسّق لجنة الطوارئ الحكومية وزير البيئة الدكتور ناصر ياسين مساء اليوم تقريراً جديداً حول الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، جاء فيه أنه سُجل خلال هذا اليوم حوالى 115 اعتداء في مناطق مختلفة من لبنان أدت إلى سقوط 60 شهيداً و81 مصاباً.

أزمة النزوح

وفي شأن متصل، أعلن وزير الداخلية بسام مولوي اليوم أن عدد النازحين في مراكز الإيواء بلغ 70100 نازح في 533 مركزا تحت إدارة المحافظين. كما كشف عن تفعيل كل خلايا إدارة الكوارث بجميع المحافظات. وقال: “طلبنا العناية بأصحاب الامراض المزمنة وسنؤمن الفرش والأدوية ونركز على تداعيات النزوح على المناطق المضيفة”.