حصاد اليوم- “سهام الشمال” تطال كسروان وجبيل وبري يقود مساعٍ جدية لتهدئة الوضع
مع ارتفاع وتيرة التصعيد على جانبي الحدود الجنوبية وتفلت الأمور لدرجة أطاحت بجميع قواعد الاشتباك ومعها الخطوط الحمر العسكرية والإنسانية حتى بات لبنان كله معرّضًا للضربات الإسرائيلية، برزت في الأفق ملامح مساع جدية أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه يجريها مع أطراف دولية بينها الولايات المتحدة للجم التصعيد الإسرائيلي الأخير، وأكد ان “الساعات الأربع والعشرين المقبلة ستكون حاسمة في نجاح هذه المساعي أو فشلها”. وفي السياق نفسه، نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول لبناني قوله إن “حزب الله منفتح على أي تسوية بشأن غزة ولبنان”. وأفادت “رويترز”، نقلا عن مصادر مطلعة، بأن “واشنطن تقود جهودا جديدة لإنهاء الأعمال العدائية في غزة ولبنان”، مضيفة أن “الاتفاق الذي تسعى إليه واشنطن قد يشمل إطلاق سراح أسرى من غزة”.
أنباء مقلقة للغاية
تزامنًا صدر عن البيت الابيض بيان يصف الأنباء عن هجوم صاروخي لـ”حزب الله” على إسرائيل بالـ”مقلقة للغاية”، معتبرا ان على الرئيس الإيراني مسؤولية الضغط على الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله لوقف إطلاق الصواريخ. في المقابل أعلنت اسرائيل بلسان قائد القيادة الشمالية في الجيش عن دخول مرحلة جديدة “يتعين أن نكون معها على أهبة الاستعداد للمناورة والقتال”، فيما أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، أن “طائراتنا تهاجم دون توقف في لبنان ونستعد لعملية برية”. وقال: “حزب الله وسع دائرة قصفه وسيحصل خلال هذا اليوم على رد قوي”.
مشهد متناقض
تناقضات عدة تجتمع إذًا في مشهد واحد، إلا أن القاسم المشترك بينها هو بداية البحث الفعلي عن مخرج للأزمة يسمح لطرفَي النزاع بالخروج من المأزق “منتصرَين”، أو ربما بأقل الخسائر الممكنة، لأن التفلت الحاصل إذا ما استمر، قد يصل بالأمور الى نقطة اللا عودة بحيث لا يعود ممكنًا إنهاء الحرب إلا بمنتصر ومهزوم، وهو ما يبدو أن الأطراف الدولية تتجنّب حصوله.
كسروان وجبيل
وفيما الاتصالات لا تتوقف بين بيروت ونيويورك وعواصم القرار لوقف الجنون الاسرائيلي، رفعت اسرائيل وتيرة استهدافاتها واستدعت عشرة الاف جندي من الاحتياط، بموازاة تكثيف غاراتها متسببة باستشهاد عشرات اللبنانيين يومياً، وقد توغلت في العمق اليوم باستهداف فتوح كسروان بصاروخين على بلدة المعيصرة للمرة الأولى منذ بداية الحرب، ما ادى الى سقوط 3 قتلى و9 جرحى، وكذلك بلدتي راس اسطا وبشتليدا في قضاء جبيل ما أدى الى سقوط جريحين.
وفيما تضاربت المعلومات عن هوية المستهدف في الغارة على المعيصرة، أفادت معلومات ان المنزل المستهدف يعود للشيخ محمد عمرو مسؤول جبل لبنان والشمال في “حزب الله”، بينما أشارت معلومات اخرى الى أن عمرو لم يكن موجودًا في المنزل المستهدف، وهو أصلًا ليس صاحب المنزل بل يعود إلى إبن شقيقه.
صاروخ على تل ابيب
وفي اليوم الثالث لحرب “سهام الشمال”، وفي مقابل وابل الغارات التي لم تهدأ جنوبا وبقاعا مستهدفة عددا كبيرا من القرى والبلدات وصولا الى اقليم الخروب، اعلن الجيش الإسرائيلي انه هاجم 60 مقر قيادة لاستخبارات “حزب الله”، وأنّ الدفاعات الجويّة اعترضت صاروخاً واحداً أطلق من لبنان باتجاه تل أبيب، فيما افاد الحزب أنه أطلق صاروخا باليستيا من نوع “قادر – 1” مستهدفا مقر قيادة الموساد في ضواحي تل أبيب، لأن هذا المقر هو المسؤول عن اغتيال القادة وعن تفجير البايجرز وأجهزة اللاسلكي.
عمليات الحزب
كما أعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات ان مجاهدي “المقاومة الاسلامية” استهدفوا مستعمرة حتسور وقاعدة دادو بعشرات الصواريخ. كما استهدفوا أيضاً مستعمرتي ساعر وكريات موتسكين بصليات من الصواريخ، وقصفوا للمرة الثانية مستعمرة كريات موتسكين بصليات من صواريخ فادي 1 وكذلك مصنع المواد المتفجرة في منطقة زخرون بصلية من صواريخ فادي 3.
من جهة ثانية، وبعدما أعلن “حزب الله” اليوم أنّ أحد قادته العسكريين، إبراهيم قبيسي، قُتل في غارة إسرائيلية استهدفت الثلاثاء الضاحية الجنوبية لبيروت، نعى كلا من حسين أحمد عوالي “ميثم” مواليد عام 1974 من بلدة برج البراجنة، ومحمد حسين علي الرباح “عمار” مواليد عام 1990 من بلدة تمنين الفوقا، وعباس إبراهيم شرف الدين “السيد جمال” من كفرتبنيت في الجنوب.
شهداء وجرحى
وفي شأن متصل، أفاد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة بأن غارة إسرائيلية على بلدة عين قانا أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثلاثة عشر بجروح. كما أدّت غارة على بلدة جون- قضاء الشوف في حصيلة أولية إلى استشهاد أربعة أشخاص وإصابة سبعة بجروح، فيما أسفرت غارة على بلدة بنت جبيل جنوب لبنان إلى استشهاد أربعة أشخاص. أما الغارة على بلدة تبنين جنوب لبنان فأدت إلى استشهاد شخصين وإصابة سبعة وعشرين شخصا بجروح. وأدّت الغارات المتتالية على بلدات في بعلبك الهرمل إلى استشهاد سبعة أشخاص وإصابة ثمانية وثلاثين شخصا بجروح. وأصيب شخصان بجروح في مارون الراس وجرح شخص في عيناتا.
البابا: تصعيد مروّع
في ردود الفعل الدولية، اعتبر البابا فرنسيس أن ما يحصل غير مقبول وندد بـ”التصعيد المروّع” في لبنان، ودعا المجتمع الدولي الى بذل كل الجهود من أجل وضع حد له. وقال: “تحزنني الأنباء من لبنان حيث تسببت ضربات مكثّفة خلال الأيام الماضية بمقتل العديد من الضحايا والدمار، وأتمنى أن يبذل المجتمع الدولي كل الجهود الممكنة لوضع حد لهذا التصعيد المروّع. هذا أمر غير مقبول”.
حراك بري
سياسياً، تابع الرئيس نبيه بري تطورات الأوضاع الميدانية والسياسية، وأجرى لهذه الغاية إتصالاً برئيس الحكومة نجيب ميقاتي المتواجد في نيويورك لوضعه في اجواء ما قام به من إتصالات واسعة لوقف العدوان.
وقال بري في حديث صحافي: “أقوم بمساع جدية مع أطراف دولية بينها الولايات المتحدة للجم التصعيد الإسرائيلي الأخير على لبنان والساعات الـ24 المقبلة ستكون حاسمة في نجاح هذه المساعي أو فشلها”.
خيبة أمل
من جهته، عبّر وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب عن خيبة أمله إزاء تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن الأزمة المتصاعدة بين لبنان وإسرائيل، لكنه قال إنه يأمل في أن تتمكن واشنطن من التدخل للمساعدة لأنها الدولة الوحيدة التي يمكنها حقا إحداث فارق في الشرق الأوسط. وقدر وزير الخارجية عدد النازحين جراء التصعيد بين إسرائيل و”حزب الله” في الجنوب بنصف مليون نازح.
وإلتقى بوحبيب بوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود حيث وضعه في أجواء الأوضاع الميدانية. وقد تبادل الوزيران الأفكار حول كيفية الخروج من هذه الحلقة في ظل الصعوبات التي تواجه وقف اطلاق النار في غرة وانهاء الصراع. كما حث بن فرحان اللبنانيين على انتهاز الأحداث الأخيرة لإجراء خرق في الإنتخابات الرئاسية.
لودريان وسفراء الخماسية
الى ذلك، واثر جولة على كبار المسؤولين والقيادات السياسية والحزبية، اجتمع الموفد الفرنسي جان ايف لودريان مساء امس في قصر الصنوبر مع سفراء مجموعة الخماسية. وتم خلال اللقاء البحث في توحيد الجهود، واطلاع الدول الأعضاء في اللجنة على اتصالاته التي تمت على صعيد المنطقة، كذلك وضعهم في أجواء اللقاءات التي قام بها، والاصرار على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في هذه الظروف. إلا أن مصادر شاركت في لقاءات لودريان اكدت ان لا جديد حمله المبعوث الفرنسي، موضحة ان القوى السياسية المحلية على مواقفها.
المطار يعمل
في التطورات الداخلية، أعلن وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية خلال اجتماع مطول عقده في المديرية العامة للطيران المدني، أن “لا إجلاء لأي رعايا عبر مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، والباب مفتوح لكلّ السفارات في هذا الخصوص”، مؤكداً أن “مطار بيروت مستمرّ في العمل وهناك شركات طيران علّقت بعض رحلاتها وهذا القرار يعود إليها، وعدد المغادرين والقادمين عبر المطار لا يزال بالآلاف”.
ثلاث دفعات
ماليا، أصدر حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري بياناً أعلن فيه أنه قرّر الطلب من المصارف التسديد استثنائياً ولمرة واحدة مبلغ يساوي 3 دفعات شهرية للمستفيدين من التعميمَين 158 و166 بداية تشرين الأول.