حصاد اليوم- إسرائيل تغتال قائد قوة الرضوان بالضاحية لتؤكد أنها بدأت حربًا من نوع آخر مع الحزب

حصاد اليوم- إسرائيل تغتال قائد قوة الرضوان بالضاحية لتؤكد أنها بدأت حربًا من نوع آخر مع الحزب

الكاتب: beirut24
20 أيلول 2024

لم يكد “حزب الله” يستفيق من عمليتي “البايجر” و”التوكي ووكي” الثلاثاء والأربعاء وما خلفتاه خسائر بشرية هائلة، حتى انقضت مقاتلة إسرائيلية من نوع “أف 35” بعد ظهر اليوم على مركز للحزب في محلة الجاموس في الضاحية الجنوبية لبيروت في أثناء اجتماع لقيادة قوة الرضوان، ما أدى الى استشهاد قائد القوة إبراهيم عقيل وعدد من قادة الفرقة. عملية اليوم، على أهميتها الأمنية، تؤكد أن إسرائيل بدأت بالفعل حربًا من نوع آخر ضد “حزب الله” بعدما توصلت الى قناعة مفادها أن أي تسوية مع الحزب لم تعد ممكنة من دون ضغط عسكري، على ما صرح مسؤول إسرائيلي. وبناءً عليه لم يعد حجم الحشود العسكرية الإسرائيلية على الحدود مهمًا طالما أن إسرائيل قادرة على تحقيق أهدافها من دون تحريك دبابة واحدة عبر الحدود.

وفي انتظار انعقاد جلسة مجلس الامن لبحث التطورات الامنية بين “حزب الله” واسرائيل، وبالتزامن مع الغارة على الضاحية، انهمرت الصواريخ بالمئات من “حزب الله” على الاراضي المحتلة، في مقابل استهداف الجيش الإسرائيلي نحو ألف منصة لإطلاق الصواريخ التابعة للحزب في الجنوب، وأسر عنصرين عند الحدود بعد استشهادهما.

قيادة “الرضوان”

وبينما أكدت إسرائيل أن المستهدف في الغارة هو ابراهيم عقيل الذي استشهد في الغارة، فقد أدت الغارة الى سقوط 14 شهيدًا على الأقل و66 جريحًا جراح بعضهم خطرة بالإضافة الى عدد كبير من المفقودين، فيما نقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي قوله إنه “تم القضاء على كامل القيادة العليا لقوة الرضوان في الضربة” التي أدت الى انهيار مبنيين سكنيين.

وأعلن الإعلام الإسرائيلي أن عقيل هو قائد منظومة العمليات الخاصة في “حزب الله” وعضو المجلس الجهادي في الحزب وهو رقم 3 وأصبح رقم 2 بعدما تم تعيينه مكان فؤاد شكر الذي اغتالته إسرائيل الشهر الماضي.
لا خطوط حمراء

في الأثناء، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي أنه لا توجد خطوط حمراء حالياً والهدف هو ملاحقة “حزب الله”، مؤكدًا أن الحرب دخلت مرحلة مختلفة.

البيت الأبيض يعلّق

وتعليقًا على الغارة قال البيت الأبيض: “لم نتلق إخطارا مسبقا بخصوص الهجمات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت”. وأضاف: “نشدد على أننا لا نريد التصعيد ولا نريد رؤية فتح جبهة جديدة في الشرق الأوسط”. ودعا الرعايا الأميركيين مجددًا الى مغادرة لبنان، وطلبت منهم بشدة عدم زيارته.

مَن هو ابراهيم عقيل؟

وللدلالة على أهمية العملية بالنسبة لإسرائيل لا بد من التذكير بتاريخ ابراهيم عقيل العسكري والأمني في “حزب الله”.

إبراهيم عقيل، المعروف أيضاً باسم “تحسين”، هو عضو في أعلى مجلس عسكري تابع للحزب، ألا وهو مجلس الجهاد.
وأدرجت وزارة الخزانة الأميركية عقيل على لائحة المواطنين المدرجين بشكل خاص في 21 تموز 2015، وذلك بموجب الأمر التنفيذي رقم 13582، بالنظر إلى عمله لصالح “حزب الله” أو بالنيابة عنه. وأدرجت عقيل على لائحة الإرهابيين الدوليين المدرجين بشكل خاص في 10 أيلول 2019 بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224 بصيغته المعدلة.

كذلك، كان برنامج “مكافآت من أجل العدالة” التابع لوزارة الخارجية الأميركية والذي تديره خدمة الأمن الدبلوماسي، قد أعلن عن عرض مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار مقابل الحصول على معلومات تفضي إلى الكشف عن عقيل أو مكان وجوده أو إلى اعتقاله و/أو إدانته.

أسر جثتين للحزب

ميدانياً، أمضت جبهة الجنوب يوما ساخنا جدا وتطور ميداني خطير، تجلى في أسر الجيش الإسرائيلي جثماني شهيدين من “حزب الله” على الحدود اللبنانية. وبحسب المعلومات، كان الشهيدان في مهمة عند الحدود حيث وقع اشتباك مع جنود إسرائيليين أسفر عن استشهادهما، وقام العدو بنقل الجثمانين إلى داخل إسرائيل. ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على حسابه عبر منصة “إكس”، فيديو لعملية الأسر، معلقًا: “شاهدوا العنصرين من حزب الله وهما يحاولان الهرب بعد كشفهما ورصد محاولتهما زرع عبوة ناسفة على الحدود قبل أيام. المسلحان قُتلا”.

قصف وغارات

توازيا، تواصل القصف الاسرائيلي مستهدفاً القرى والبلدات الجنوبية. وفي هذا الإطار، تعرّضت بلدة بيت ليف لقصف مدفعي اسرائيلي أدّى الى استشهاد عنصر من “حزب الله”، هو يوسف محمد السيد “نينوى” مواليد عام 2003 من بلدة بيت ليف، الذي نعاه “الحزب” لاحقاً. وتعرضت بلدة عيتا الشعب لقصف مدفعي إسرائيلي متقطع. وجدد الطيران الحربي الاسرائيلي غاراته مستهدفاً منطقة المرج الشمالي في بلدة ميس الجبل واطراف العديسة- كفركلا و بلدة الطيبة. كما تعرض وادي زبقين في القطاع الغربي لقصف مدفعي اسرائيلي. ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي قرابة الحادية عشرة والنصف عدوانا جويا مستهدفا بلدتي عيترون ويارون وحانين وعيتا الشعب في قضاء بنت جبيل. كما تعرضت أطراف بلدة كفرشوبا لقصف مدفعي إسرائيلي.

عمليات الحزب

من جهته، أعلن “الحزب” انه استهدف نقطة تموضع لجنود العدو الإسرائيلي في موقع المطلة بصاروخ موجه واصابها إصابة مباشرة. كما استهدفوا أيضاً القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع لقيادة ‏المنطقة الشمالية في ثكنة بيريا بصليات من ‏صواريخ الكاتيوشا. كذلك، استهدف المقر المستحدث للفرقة 91 في اييليت هشاحر بصلية من صواريخ الكاتيوشا. ونعى “حزب الله” في بيان العنصر علي حسن الزين “رضا” مواليد عام 1996 من بلدة قبريخا في جنوب لبنان.

مقتل جنديين إسرائيليين

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين وإصابة تسعة آخرين في هجمات شنها “حزب الله” على الحدود مع لبنان. وبحسب بيان الجيش، وقعت باقي الإصابات في انفجار مسيرات استهدفت منطقة الجليل الغربي، ليرتفع بذلك عدد قتلى الإسرائيليين إلى 715 جنديا منذ السابع من تشرين الماضي.

قلق أممي

في السياق، حضّت قوّة الأمم المتحدة الموقّتة في لبنان على خفض التصعيد.وأكد المتحدث باسم “اليونيفل” أندريا تيننتي لـ”رويترز”، إنّ قوّة اليونيفل ترى “تصاعداً كبيراً في الأعمال القتالية عبر الخط الأزرق وفي جميع أنحاء منطقة عملياتها”. وأضاف: “يساورنا القلق من التصعيد المتزايد عبر الخط الأزرق ونحضّ جميع الأطراف المعنية على خفض التصعيد على الفور”.

الفوز بالحرب

وفيما ينتاب الولايات المتحدة القلق من احتمال أن تشن إسرائيل هجوما بريا على جنوب لبنان، اعتبر المرشح الرئاسي للحزب الجمهوري دونالد ترامب أن ما حصل في لبنان كان جنونا، وأن هذه حرب لا بد من بذل كل الجهود للفوز بها.

ماكرون- بلينكن

وفي باريس، التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وبحث معه في “ضرورة خفض التصعيد في لبنان والتزام حل دبلوماسي يسمح بعودة السكان في شمال إسرائيل”. وبحسب وزارة الخارجية الأميركية، “فقد ناقش بلينكن وماكرون تطورات الشرق الأوسط،”. كما ناقشا “الحاجة إلى خفض التصعيد في لبنان والالتزام بحل دبلوماسي يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة الآمنة إلى ديارهم”.

رفع جلسة مجلس الوزراء

بالعودة الى الداخل، أعلن وزير الإعلام زياد مكاري بعد رفع جلسة مجلس الوزراء بسبب استهداف الضاحية، أن “رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي طلب من وزير الخارجية عبد الله بو حبيب بأن يلقي كلمة لبنان في الجمعية العمومية ومجلس الأمن لكن بسبب الاحداث الأخيرة التي حصلت طلب بأن أذهب أنا عوضًا عنه للتكلم عن الاعتداءات الإسرائيلية”.

جنبلاط: كارثة وطنية

في السياق، أشار رئيس الحزب التقدمي السابق وليد جنبلاط بعد لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، إلى أن “كارثة وطنية تحل  بلبنان جراء العدوان الإسرائيلي المتكرر”.

في وقتٍ لاحق، أشار في حديثٍ تلفزيوني، إلى أن “العدوان الإسرائيلي تجاوز كل الخطوط الحمر والولايات المتحدة هي التي تغطي هذا العدوان على لبنان وهي شريكة في الجريمة في غزة ولبنان ولاحقا في الضفة”.