حصاد اليوم- إسرائيل تواصل حربها الإلكترونية ضد الحزب في مواجهة مفتوحة لم تعد محدودة المدى والمدّة‏

حصاد اليوم- إسرائيل تواصل حربها الإلكترونية ضد الحزب في مواجهة مفتوحة لم تعد محدودة المدى والمدّة‏

الكاتب: beirut24
18 أيلول 2024

بعد أن بدأت إسرائيل الثلاثاء حربها الإلكترونية التي واصلتها الأربعاء ضد كوادر “حزب الله” في لبنان وسوريا في ما وصف بأنه أضخم عملية استخباراتية- سيبرانية في تاريخ الحروب الحديثة، لم يعد السؤال عن توسعة الحرب أو مدتها جائزًا. فقد بدأت إسرائيل بالفعل حربًا غير محدودة المدى والمدة، وهي لن تنتهي بالتأكيد إلا باستسلام أحد طرفي الصراع وإعلان هزيمته المطلقة، خاصة وأن الطرفين (إسرائيل وإيران) قررا خوض حرب بالنقاط وليس بالضربة القاضية التي كان يمكن أن تقصّر أمد الصراع.

فبعد عملية الثلاثاء التي أدت الى سقوط 12 شهيدًا وأكثر من ثلاثة آلاف جريح، كررت إسرائيل بعد ظهر اليوم العملية نفسها مستبدلة تفجير أجهزة “البيجر” بتفجير أنواع أخرى من الأجهزة اللاسلكية التي يستخدمها “حزب الله”، متسببة بسقوط أكثر من عشرة شهداء ومئات الجرحى، لتؤكد بذلك أن مرحلة جديدة من الحرب مع الحزب قد بدأت.

وبالرغم من التطورات الميدانية المتسارعة أعلن وزير التربية عباس الحلبي يوم الخميس يوم تدريس عادي في المدارس والثانويات والمعاهد الفنية الرسمية والخاصة والجامعة اللبنانية ومؤسسات التعليم العالي الخاصة كافة الخميس.

وقبل ساعات من كلمة مصيرية منتظرة يوجهها الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله عصر الخميس، اسئلة كثيرة ما زالت تطرح حول كيفية حصول الاختراق الاوسع لشبكة اتصالات الحزب، لكن الثابت والاكيد ان الغد لن يشبه الأمس في الصراع الدائر في المنطقة.

استيعاب الصدمة

وقبل أن يستوعب “حزب الله” ولبنان كله صدمة الحدث الامني غير المسبوق الذي عاشته البلاد الثلاثاء، عادت تفجيرات اليوم لتزيد الأمور تعقيدًا وتطرح المزيد الأسئلة، فيما وُضع القطاع الاستشفائي في حالة استنفار قصوى لمواكبة الكارثة.

أرقام مخيفة

في حصيلة تفجيرات الثلاثاء أعلن وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض في مؤتمر صحافي عقده بعد الظهر اثر جولة على المستشفيات أرقامًا مخيفة، حيث قال إن “عدد الشهداء حتى الآن هو 12 من بينهم طفلان (فتاة تبلغ 8 سنوات وشاب 11 سنة) بالإضافة إلى عاملين في القطاع الصحّي، والجرحى ما بين 2750 و2800 مصاب (750 في الجنوب و150 في البقاع و1850 في بيروت وهناك 300 مصاب بحالة حرجة)”. وأضاف أن “بعض الحالات تمّ نقلها من البقاع إلى سوريا ومنها إلى إيران وأكثر من 90 في المئة من الإصابات تواصل علاجها في لبنان”، موضحاً أن “الإصابات تركزت على منطقة الوجه واليدين ولا تزال هناك إصابات حرجة وتم إجراء 460 عملية للمصابين”. ولفت إلى أن “القطاع الصحي أدّى عملاً جباراً وتمكّن من تقديم ردّة فعل مسؤولة من دون الالتفات إلى الماديّات”. وأشار إلى أن “حجم الضربة كان كبيراً جدًّا والمستشفيات استقبلت عدداً هائلاً من الجرحى وفي وقت قصير من دون إنذار”.

لا سياسة

وفي حضرة الدم تخجل السياسة من نفسها، إلا في ما يتعلق بمتابعة التطورات الميدانية، حيث استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وجرى عرض لتطورات الاوضاع السياسية والميدانية. واكتفى الرئيس ميقاتي بعد اللقاء بالقول: “من الطبيعي في هذه الظروف ان اتشاور مع الرئيس بري بالاوضاع الراهنة تكلمنا وناقشنا كل الامور”.

مساعدات اردنية

ومواكبة للحدث، اعلنت قيادة الجيش ان الأردن أرسل طائرة تحمل كمية من الأدوية والمستلزمات الطبية إلى مطار رفيق الحريري الدولي. وجرى تسلم الهبة بحضور السفير الأردني في لبنان وليد الحديد وممثل قائد الجيش.

واشنطن لا تعلم

على صعيد المواكبة الدولية، وفي حين دعت الامم المتحدة محاسبة المسؤولين عن تفجير أجهزة الاتصال في لبنان، نفى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تقارير أفادت بأن الولايات المتحدة ضالعة أو على علم مسبق بالعملية. وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري بدر عبد العاطي في القاهرة: “ان وقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة هو أفضل وسيلة لمنع المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط”.

دعم للبنان

أيضا، تلقى الرئيس ميقاتي إتصالا من رئيس جمهورية العراق عبد اللطيف رشيد عبّر خلاله عن تضامنه مع لبنان في هذه المحنة التي يمر بها، مؤكدا ان العراق يضع كل امكاناته في سبيل دعم لبنان لتجاوز ما تعرض. وقد شكر رئيس الحكومة للرئيس العراقي عاطفته، مؤكدا ان لبنان يقدر للعراق وقوفه المستمر الى جانبه، كما شكره على ايفاد طاقم طبي وارسال شحنة مساعدات طبية الى لبنان صباح اليوم لدعم جهود الاغاثة. كذلك تلقى رئيس الحكومة اتصالا من وزير خارجية تركيا هاكان فيدان الذي نقل اليه تحيات الرئيس رجب طيب أردوغان وتضامنه مع لبنان في هذا الظرف الصعب واستعداد تركيا لمد لبنان بكل المساعدات اللازمة لتجاوز المحنة الراهنة. وقد عبّر رئيس الحكومة في تصريح عن شكر لبنان وتقديره لكل الدول التي عبّرت عن تضامنها معه في هذه الظروف الصعبة وهي الاردن والعراق وتركيا ومصر وسوريا وايران. كما اشاد رئيس الحكومة بالوحدة الوطنية التي تجلّت بالامس بعد الحادث الجلل الذي حصل، مؤكدا ان هذه الوحدة هي الرد الاقوى على العدوان الاسرائيلي على لبنان وشعبه.

حافة الهاوية

وتلقى وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب إتصالا” هاتفيا من الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، حيث وضعه بوحبيب في آخر المعطيات المتعلقة بالهجوم السيبيراني الذي تعرض له لبنان. وقد نبَّه بوحبيب من خطورة هذا التصعيد، وجر المنطقة كلها الى حافة الهاوية. كما وعد بوريل بالدعوة الى مشاورات أوروبية لدراسة ما يمكن إتخاذه من خطوات ومواقف تساهم في لجم التصعيد وخطر الحرب الموسعة.

جبهة الجنوب

اما جنوباً، فأعلن “حزب الله” أنه استهدف “مرابض المدفعية الإسرائيلية في نافيه زيف بصلية من الصواريخ”. كما استهدف مقرا لقوة استخبارات العدو في عرب العرامشة.

في المقابل استهدفت غارة إسرائيلية أالطراف بين مجدل زون وشمع. واستمرّ تحليق الطيران الاستطلاعي والمسّير فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولاً إلى مشارف مدينة صور.

اعتداء على “اليونيفل”

أيضًا في تطورات الجنوب، أوقف عدد من الشبان آلية تابعة ل “اليونيفل” في شارع العريض في الحوش شرق صور، وافادت المعلومات عن عمليات تكسير للآلية عبر رمي الحجارة عليها.