حصاد اليوم- الخماسية تحاول تحريك المياه الراكدة وغضبة للعسكريين المتقاعدين بعد مجلس الوزراء
كلما اشتدت الأزمات الداخلية وارتفعت وتيرة جولات العنف جنوبًا يعود سفراء المجموعة الخماسية الى تشغيل محركاتهم رئاسيًا بهدف تبريد الأجواء وكسب الوقت في انتظار حل لن يأتي إلا من الخارج، فيما نجح أعضاء حكومة تصريف الأعمال في “التسلل” الى السراي بعد الظهر وعقدوا جلسة لمجلس الوزراء برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، فرد العسكريون المتقاعدون بتحرك فوري باتجاه السراي لاقفال مداخلها اثناء انعقاد الجلسة، واشعلوا الإطارات وقطعوا الطرق المؤدية إليها. وفيما سجل انتشار للجيش في ساحة رياض الصلح لمنع تفلت الوضع، افيد عن استخدام القنابل المسيلة للدموع لابعاد العسكريين المتقاعدين من امام منزل ميقاتي في بيروت. كما أُفيد عن تحركات مماثلة في طرابلس.
حركة السفراء
في تطوّرات الملف الرئاسي، وعشية اجتماعهم في قصر الصنوبر السبت، توزع سفراء مجموعة الخماسية على المرجعيات السياسية، حيث زار السفير القطري عين التينة ، فيما توجه السفيران الفرنسي والمصري في السراي الحكومي، بعد زيارة للأخير الى معراب، باحثين عن بصيص أمل بإمكان التقد، بينما لا يزال تمترس القوى السياسية خلف مواقفها المتصلبة على أشدّه.
تحرّك أوروبي
في السياق، ستكون مجمل الملفات اللبنانية الساخنة من الشغور الرئاسي الى التطورات العسكرية المتسارعة الوتيرة جنوبًا، حاضرة في سلسلة لقاءات سيعقدها في الساعات المقبلة الممثل الأعلى للإتحاد الأوروبي ونائب المفوضية الأوروبيية جوزيب بوريل الذي وصل بعد الظهر الى بيروت على رأس وفد من المفوضية.
حركة الخماسية
الملفات هذه كانت ايضا مدار بحث في السراي. فقد عقد الرئيس ميقاتي اجتماعات دبلوماسية عدة، بدأها بلقاء سفير مصر في لبنان علاء موسى الذي قال: “هدف اللقاء مع دولة الرئيس اطلاعه على مجمل التطورات بالنسبة لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة والدور الذي تقوم به مصر والوسطاء، لان لبنان ومصر يتشاركان في ما يحدث في غزة وتأثيره على الإقليم وعلى لبنان تحديدا وعلى جبهة الجنوب. كما تحدثنا في عدد من الملفات التي لها علاقة بالداخل اللبناني، وتحديدا الملف الرئاسي، ووضعت دولته في نشاط “اللجنة الخماسية” والخطوات التي تنوي اتخاذها اعتباراً من الأسبوع المقبل، لربما نستطيع ان نحدث حلحلة في هذا الملف”.
كما استقبل ميقاتي سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو وعرض معه التطورات اضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين
ايضا، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، سفير دولة قطر لدى لبنان الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني، حيث تم عرض لتطورات الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية.
أفكار للحلحلة
وكان السفير المصري قد أشار من معراب بعد زيارته رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الى “اننا تناولنا الملف الرئاسي في لبنان وتحدثنا بالتفصيل عن أفكار عدة قد تساعد في إحداث بعض الحلحلة في هذا الملف وصولاً إلى انتخاب رئيس جديد، وأرجو في الفترة المقبلة أن نجد حلولاً سواء للملفات الإقليمية الراهنة أو للملف الرئيسي وهو المتعلق بانتخاب رئيس في لبنان. أتمنى أن نحدث الخرق الذي نبحث عنه في الملف الرئاسي، لأن لبنان بات في موقف لا يتحمل البقاء من دون رئيس لفترة أطول، نظراً للتحديات الكبيرة والمهمة الآتية، لذلك لا بد من وجود رئيس ومؤسسات بصلاحيات كاملة لمواجهة ما هو آتٍ من تحديات”.
إصرار على المعاندة
في المواقف الداخلية من الاستحقاق، إستنكر عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور، “الأنانية السياسية لدى القوى السياسية اللبنانية التي يصر بعضها على المعاندة والشروط والشروط المضادة في الملف الرئاسي”. وأشار أبو فاعور في حديث صحافي، إلى أن “قرار السلم والحرب في غزة ليس في يدنا، لكن التخفيف من التوترات الداخلية نستطيع التحكم به”. وعبّر عن أمله وتفاؤله “بالأجواء الخارجية الايجابية والنشطة رئاسيا”، مؤكدا أن “الاجتماع بين المستشار السعودي نزار العلولا والموفد الفرنسي جان إيف لوديان في الرياض كان ايجابيا، ويمكن البناء عليه”.
رواتب القطاع العام
حياتيا، وفي وقت عقد مجلس الوزراء عند الثالثة من بعد الظهر جلسة برئاسة ميقاتي في السراي لبحث جدول الأعمال الموزع اصولاً وضمن المهلة القانونية، أشار المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة في بيان، إلى ان “تعليقا على ما يتم تداوله من اخبار مغلوطة بشأن عدم وجود خطة للحكومة لمعالجة موضوع تصحيح رواتب العاملين في القطاع العام ومنهم العسكريون العاملون والمتقاعدون يهمنا ايضاح “إن دولة الرئيس، وانطلاقا مما تعهد به سابقا، طلب من مجلس الخدمة المدنية اعداد مشروع متكامل لتصحيح رواتب القطاع العام. وبتاريخ الخامس من شهر آب الفائت، رفعت رئيسة مجلس الخدمة المدنية نص مسودة مشروع يرمي الى تعديل الرواتب والتعويضات الشهرية والاجور للعاملين في القطاع العام وتعديل بعض احكام نظام الموظفين ونظام التقاعد وتعويض الصرف من الخدمة، وبوشر النقاش في المشروع عبر اجتماعات متتالية معلن عنها رسميا رأسها رئيس الحكومة”…
الليلة الأعنف
في الجنوب، التصعيد يسود الميدان. فبعد ليلة من الأعنف منذ بدء حرب المشاغلة، استهدفت مسيّرة إسرائيلية دراجة نارية في بلدة ميس الجبل – قرب الطريق العام، ما أدى إلى مقتل عنصر من “حزب الله” وإصابة آخر. ايضا، شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على اطراف بلدة ياطر. وتعرّضت الأحياء السكنيّة لبلدة كفرشوبا لقصف مدفعي، كما اطراف بلدتي الضهيرة وعلما الشعب، مما ادى الى اشتعال النيران في المنطقة المستهدفة. واستهدفت الطائرات الإسرائيلية أطراف بلدة راشيا الفخار. وصباحاً، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على البساتين والاودية المجاورة للقليلة وزبقين والحنية ومجدل زون وطيرحرفا وعلى أطراف دير سريان وزوطر الشرقية.
عمليات وغارات
ونعى “حزب الله”، في بيان، هاني حسين عز الدين “إسماعيل” مواليد عام 2001 من بلدة دير قانون النهر في جنوب لبنان. ايضا، اعلن الحزب انه استهدف تجمعًا لجنود العدو في محيط موقع الراهب بالأسلحة الصاروخية وأصابه إصابةً مباشرة. كما استهدف موقع رويسة القرن في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، ودشمة يتموضع فيها جنود العدو في موقع المطلة. وكانت الطائرات الحربية الاسرائيلية شنّت فجراً، أكثر من 15 غارة جوية اعتباراً من الساعة الخامسة واستهدفت المنطقة الحرجية والبساتين المتصلة بين أطراف بلدات زبقين – الشعيتية – القليلة جنوب صور وشكلت حزاما ناريا بين تلك القرى.