مع تزايد آثار النزاع المسلّح في الجنوب، إطلاق خطوط مساعدة للصحّة النفسيّة
صدر عن “أطباء بلا حدود” بيان، أعلنت فيه اطلاق خطوط مساعدة للصحة النفسية. وجاء في البيان: مع اقتراب النزاع المسلح في جنوب لبنان من إتمام عامه الأول، وتكثيف القوات الإسرائيلية للقصف العنيف على مناطق مختلفة من البلاد، تتفاقم الأعباء النفسية والمالية الناجمة عن النزوح وفقدان الممتلكات واستمرار حالة انعدام الأمان. في السادس من سبتمبر/ أيلول 2024، إطلاق خطي مساعدة للصحة النفسية لتقديم الدعم النفسي الضروري والمجاني للمجتمعات التي تعاني من ضغوط نفسية نتيجة النزاع المستمر.
يقدم هذان الخطان خدمات الصحة النفسية المجانية، بما في ذلك الإسعافات الأولية النفسية، والاستشارات، والدعم بالإحالات إلى المرافق القريبة للمجتمعات النازحة والمتضررة من النزاع. سيتوفر اختصاصيان نفسيان من ذوي الخبرة لتلقي المكالمات من الساعة التاسعة صباحا حتى الرابعة مساءً، من الاثنين إلى الجمعة، على الأرقام التالية: 30 88 32 70 و36 75 26 70. جميع الخدمات مجانية والمكالمات سرية ولا تكشف هوية من يجريها
تأتي هذه الخطوة إضافة إلى الفريق الطبي المتنقل الذي تنشره أطباء بلا حدود في الجنوب منذ شهر تشرين الثاني الماضي، كجزء من استجابتها الطارئة للمساعدة في تلبية الاحتياجات الصحية المتزايدة وسد الفجوات.
وفي هذا الصدد، قالت المنسقة الطبية لأطباء بلا حدود في لبنان الدكتورة لونا حماد:غالبا ما تغفل الصحة النفسية في أوقات الأزمات، ولكنها لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية. يمكن للتوتر والخوف وعدم اليقين الذي يعيشه السكان في لبنان أن يترك تأثيرا كبيرا على صحتهم النفسية. وقد يؤدي إهمال هذه الاحتياجات إلى عواقب طويلة الأمد تؤثر على الأفراد والأسر والمجتمعات”.في ظل استمرار النزاع في جنوب لبنان، تستمر الأعمال العدائية من دون توقف. وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، هناك أكثر من مئة وثلاثة عشر ألف شخص نزحوا من منازلهم، و98 في المئة منهم يقيمون خارج مراكز الإيواء الجماعية.
يحدث هذا في وقت يواجه فيه لبنان أحد أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم، ما يزيد من الأعباء المالية ويصعب الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية. ومنذ بدء النزاع، كان التأثير على الرعاية الصحية مدمرًا، مع تقارير من منظمة Insecurity Insight ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تفيد بمقتل 39 من العاملين الصحيين وإغلاق ستة مراكز رعاية صحية أساسية. يتفاقم هذا الوضع سوءًا بسبب النقص الحاد في المتخصصين في الصحة النفسية وخصخصة القطاع الصحي في لبنان، ما يؤكد الحاجة الملحة إلى إتاحة رعاية الصحة النفسية للجميع.
تقدم هذه الخطوط نهجًا مجانيًا وغير مركزي للمساعدة في تلبية الاحتياجات النفسية المتزايدة والمنتشرة في أنحاء البلاد. يتمثل الهدف بضمان حصول من لا يستطيعون الوصول إلى الرعاية حضوريًا على الدعم النفسي الضروري في الوقت المناسب.
منذ التصعيد المسلح في جنوب لبنان، أطلقت أطباء بلا حدود فريقًا طبيًا متنقلًا لدعم مراكز الرعاية الصحية الأساسية والملاجئ الجماعية في محافظات الجنوب وقد وفر الفريق المتنقل الرعاية الصحية المستمرة لـ1,357 مريضًا، مما ضمن متابعة علاج الأمراض المزمنة وتقديم الاستشارات للنازحين، بالإضافة إلى جلسات التوعية الصحية والإسعافات النفسية الأولية. وتماشيًا مع خطة الاستعداد للطوارئ التابعة لوزارة الصحة العامة، نفذت أطباء بلا حدود عدة دورات تدريبية للعاملين الصحيين وأودعت ما يصل إلى عشرة أطنان من الإمدادات والمعدات الطبية في مستشفيات في جميع أنحاء البلاد.