حصاد اليوم- التجديد لـ”اليونيفل” دون تعديلات الخميس والبابا يطالب بالحقيقة والعدالة لضحايا انفجار المرفأ
أما وقد انتهى رد “حزب الله” على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر، وانتهى أيضًا الرد الإسرائيلي المسبق على رد “حزب الله” وعادت الطائرات الى قواعدها سالمة، وعاد اللبنانيون (ليس في القرى الحدودية طبعًا) الى منازلهم وفقًا لنصيحة الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله.. ماذا بعد؟ إنه بالتأكيد سؤال لا أحد يملك الإجابة عليه إلا إسرائيل، علمًا أن مسار الأمور سواء في مفاوضات غزة المتهالكة، أو في العمليات العسكرية المستمرة في لبنان لا تؤشر الى أن تل أبيب بوارد التهدئة أو الذهاب الى اتفاقات لوقف إطلاق النار، أقله في المدى المنظور.
الأسئلة كثيرة
صحيح أن أسئلة كثيرة ظلت من دون إجابات واقعية لجهة المواقع التي استهدفها الطرفان والأضرار التي خلفها الردّان المتزامنان، إلا أن الصحيح أيضًا أن دوّامة الانتظار الثقيل قد انتهت وأن قواعد اشتباك جديدة قد رُسمت والتزم بها الطرفان بدقة.
في الأثناء، وفيما تخيّم الشكوك على الرد الإيراني الموعود على اغتيال اسماعيل هنية وصعوبة تحقيقه تبعًا للتطورات العسكرية المتسارعة في المنطقة، تتجه الأنظار الى استحقاق التجديد لـ”اليونيفل”، مع مواصلة “حزب الله” وإسرائيل عملياتهم عبر الحدود.
تطوّرات الميدان
في الميدان، سجّل تراجع في نسبة العمليات العسكرية قياسًا بالفترة السابقة، علمًا أن إسرائيل أكدت مواصلة عمليات الاغتيال حيث استهدفت مسيّرة اسرائيلية بصاروخين سيارة رباعية الدفع من نوع هوندا CR-V عند اوتوستراد الشمّاع، بين حارة صيدا وعبرا، بعد الظهر. واشارت المعلومات الى ان لا اصابات في الغارة الاسرائيلية اذ ان المستهدف نجا قبل حدوث الضربة وهو القيادي في حركة “حماس” نضال حليحل.
قصف وغارات
على الحدود، استهدفت غارات إسرائيلية بلدتي علما الشعب و طيرحرفا، كما استهدفت غارة المنطقة الواقعة بين الطيبة والعديسة. واستهدفت غارتان بلدة كفركلا، فيما نفذت مسيّرة غارة على بلدة حانين.
ايضا، خرق الطيران الحربي الاسرائيلي جدار الصوت فوق مختلف الاراضي اللبنانية. وافيد عن تعرض أطراف بلدات طيرحرفا، شمع والناقورة لقصف مدفعي معاد. كما اعلن الجيش الاسرائيلي قصفه بالمدفعية شبعا وعيتا الشعب جنوبي لبنان. واعلن أيضا استهدافه مواقع عسكرية لـ”حزب الله” في كفركلا وطير حرفا.
في المقابل، اعلن “حزب الله” أنه “استهدف التجهيزات التجسسية في موقع راميا بمحلقة إنقضاضية واصابها مباشرة”.
التجديد لـ “اليونيفيل”
في ملف التجديد لقوات “اليونيفل”، افيد ان فرنسا قدمت الصيغة النهائية لقرار التجديد، على أن توضع خلال الساعات المقبلة باللون الازرق وتقرّ الخميس من دون تعديلات جوهرية مبدئياً. اما في الداخل، فاجتمع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب مع سفراء فرنسا، الصين، إسبانيا، وايطاليا والقائمَين بأعمال سفارتي روسيا والمملكة المتحدة، وذلك في إطار متابعته الحثيثة لمسار التمديد لليونيفل، التي تنتهي ولايتها نهاية شهر آب الجاري وكان الوزير بو حبيب ناقش أيضا في اتصال هاتفي مع سفيرة الولايات المتحدة الاميركية لدى لبنان آخر مستجدات التمديد لليونيفيل. وأعاد الوزير بو حبيب تأكيد موقف لبنان “الثابت للتمديد لليونيفيل لسنة أخرى، ومن دون إدخال أي تعديلات على قرار التمديد”. كما استقبل وزير الخارجية سفيرة قبرص لدى لبنان وتم عرض التطورات الأمنية في لبنان والمنطقة.
قلق أوروبي
وفي شأن متصل، وفي حين أعتبر وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أن “التصعيد في لبنان مقلق للغاية” مؤكدًا على الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار في غزة، تلقى بو حبيب اتصالا هاتفيا من مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عرضا خلاله التطورات الميدانية في جنوب لبنان والمنطقة. وأعرب بوريل عن تأييده لموقف لبنان المطالب بالتطبيق الفوري لقرار مجلس الأمن رقم 1701. وأسف الوزير بو حبيب وبوريل لعدم تحقيق انفراجة في الجولة الجديدة من المفاوضات للتوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة. وأكدا أهمية استمرار الجهود والمساعي لايقاف اطلاق النار في غزة باعتباره المدخل الأساس لوضع حد للتصعيد الدائر في المنطقة وتجنيبها حربا شاملة. وشدد الوزير بو حبيب على ضرورة أن يمارس الاتحاد الأوروبي ضغوطا على إسرائيل لتوقف عدوانها المستمر على لبنان وتلتزم بتنفيذ القرار 1701.
انفجار المرفأ
على صعيد آخر، أعاد البابا فرنسيس وضع ملف انفجار المرفأ على الطاولة من خلال دعوته إلى “الحقيقة والعدالة” في ما يتعلق بالانفجار الذي أدى إلى مقتل أكثر من 220 شخصا وإصابة أكثر من 6500 آخرين. وقال خلال استقباله أفرادا من عائلات الضحايا: “معكم أطالب بالحقيقة والعدالة اللتين لم تتحققا بعد. كلنا نعلم أن الموضوع معقد وشائك، وأن قوى ومصالح متضاربة تؤثر عليها”.
موازنة 2025
ماليا، قال وزير المالية يوسف الخليل بعد لقائه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى: “عرضت لسماحته للوضع الاقتصادي والمالي الذي بدأ يشق طريقه نحو الخروج من الأزمة والعودة الى الانتظام المالي الذي يستدعي من كل المؤسسات الدستورية التكامل في مجالي الإجراءات الحكومية والتشريعية. ويهمني ان أؤكد اننا ومن خلال التزامنا المواعيد الدستورية لإنجاز مشروع الموازنة قبل نهاية آب الحالي، فإننا اليوم نؤكد على هذا الالتزام بحيث ستكون موازنة 2025 أمام مجلس الوزراء في الأيام القليلة المقبلة بعدما بلغنا مرحلة وضع اللمسات الاخيرة عليها”.
وداع الحص
الى ذلك، ودّع لبنان الرئيس سليم الحص، الذي وافته المنيّة عن 95 عاماً امس ، بعد مسيرة زاخرة بالخبرة السياسية والاقتصادية وسيرة ملازمة للوطنية والاستقامة والإصلاح. مثّل الرئيس الراحل “ضمير” لبنان، والشخصية العابرة للسياسة بمعناها اللبناني الضيق، الواضحة في انتمائها، الفذّة التي اجتمعت على احترامها وثقتها ورجاحة عقلها شريحة من كبار السياسيين في الداخل والخارج.