حصاد اليوم- التصعيد الميداني يواكب مفاوضات غزة وميقاتي يتحدث عن تفهّم دولي للإبقاء على مهام اليونيفل
مع استمرار تعثّر مفاوضات غزة بما لا ينبئ باقتراب التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس”، يستمر التصعيد الميداني جنوبًا ومعه المواكبة الرسمية للتطورات، وخاصة ما يتعلق باستحقاق التجديد لقوات الطوارئ الدولية في الجنوب “اليونيفل”.
تمرير المرحلة الصعبة
وفي هذا الإطار، جدّد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي “التأكيد ان كل الاتصالات واللقاءات الديبلوماسية التي يجريها حاليا تصب في سياق العمل على تأمين التمديد التلقائي لقوات “اليونيفل”، في مجلس الامن الدولي، بالتوازي مع الاتصالات لوقف العدوان الاسرائيلي المتمادي على لبنان، والتطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701 بكل مندرجاته، لكونه المدخل الطبيعي والاساسي لحل الوضع في جنوب لبنان”. وفي خلال لقاءاته في السراي قال “ان الاتصالات التي نقوم بها بشأن التمديد لليونيفل أظهرت تفهما للمطلب اللبناني بوجوب الابقاء على مهامها كما كانت عليه، وعدم ادخال تعديلات من شأنها تعقيد الاوضاع المتأزمة اصلًا”. اضاف “ان الحكومة مستمرة في عملها لتمرير المرحلة الصعبة التي نمر بها، ومن لديه اقتراحات عملية للمعالجة فليتقدم بها، بدل الانتقاد لمجرد الانتقاد او اللجوء الى سلاح السلبية والمقاطعة الذي لا يقدم اي حل”.
لتجنّب التصعيد
في الموازاة، تلقّى وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب اتصالا هاتفيا من وزيرة خارجية اليابان يوكو كاميكاوا ناقشا خلاله الوضع المتوتر في الشرق الأوسط. وجدد بوحبيب التحذير من أنه في حال فشلت المفاوضات بشأن غزة فإن الوضع قد يخرج عن السيطرة في المنطقة. وأعاد التشديد على عدم رغبة لبنان بالتصعيد وإندلاع حرب، وعلى الحاجة الى وقف اطلاق النار في غزة لإرساء التهدئة في جنوب لبنان والمنطقة. من جهتها، أكدت الوزيرة كاميكاوا أن اليابان تراقب بقلق بالغ الوضع في الشرق الأوسط وتدعو الأطراف كافة الى الامتناع عن التصعيد والى تجنّيب المنطقة حرب شاملة، متمنية على الحكومة اللبنانية الطلب من “حزب الله” عدم التصعيد. وأعربت الوزيرة عن دعم اليابان للجهد الثلاثي الذي تقوده الولايات المتحدة ومصر وقطر للتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار في غزة.
وضع الميدان
وبينما طالبت الصين رعاياها اليوم بمغادرة لبنان بأسرع وقت ممكن، استمرت المواجهات جنوبا. فبعد ليل ساخن، أعلن “حزب الله” في بيان، انه استهدف عند الساعة 7:00 من صباح اليوم ثكنة برانيت بقذائف المدفعية الثقيلة وأصابها إصابة مباشرة. واعلن ايضًا أنه شن هجوما جويا بسرب من المسيرات الانقضاضية على تموضعات لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة كريات شمونة وأصابت أهدافها بدقة. و استهدف ايضا التجهيزات التجسسية في موقع جل العلام بمحلقة انقضاضية، كما استهدف تموضعات لجنود الجيش الإسرائيلي في محيط موقع المطلة. واستهدف أيضًا تموضعاً لجنود العدو في محيط موقع الغجر.
قصف وغارات
في المقابل، استهدف القصف المدفعي الاسرائيلي اليوم الخيام وشبعا ومروحين ويارون التي تعرضت لقصف بالقذائف الفوسفورية ما ادى الى نشوب حرائق في الاحراج.
وكان الطيران الحربي الاسرائيلي شنّ فجر اليوم سلسلة غارات جوية استهدفت بلدات وقرى في جنوب لبنان. وطالت الغارات عيتا الشعب، كفرشوبا، محيبيب، الخيام، ميس الجبل، وادي العزبة عند أطراف زبقين، شيحين، كوثرية السياد، راميا، كفركلا، رامية، الناقورة، وجبلي اللبونة والعلام. في المقابل، كتب المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي، في منشور على حسابه عبر منصة “إكس”: “في هجوم واسع النطاق خلال الليلة الماضية، هاجم جيش الدفاع ودمر أهدافًا لحزب الله في أكثر من 10 مناطق مختلفة في جنوب لبنان”. وأضاف: “من بين الأهداف التي تم استهدافها، مخازن أسلحة، مبانٍ عسكرية، ومنصة إطلاق استخدمها حزب الله لتنفيذ عمليات هجومية ضد دولة إسرائيل”.
مطار جديد
وفي ضوء التوتّر المتصاعد الذي قد يؤدي الى توسعة الحرب، تتصاعد المطالبة الداخلية بمطار جديد في لبنان. في السياق، كتب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على منصة “اكس”: هل يستطيع أحد ان يفسِّر لي لماذا لا تبادر الحكومة الى تشغيل مطار القليعات، خصوصاً أن بناه التحية متوافرة بشكل كامل تقريباً، ولا يلزمه إلا بعض التجهيزات التقنية، وخصوصاً أيضاً أن القاصي يعلم كما الداني بأن مطار بيروت معرّض للمخاطر والمحاذير.
مشروع الموازنة
ماليا، رأس رئيس الحكومة اجتماعا لاستكمال البحث في مشروع موازنة العام 2025. شارك فيه نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، وزير المالية يوسف الخليل، المدير العام لوزارة المالية جورج معراوي ومستشار رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس.
اللائحة الرمادية
وفي شأن متصل، شدد حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري على أن “مصرف لبنان يعمل على إرساء حالة من الاستقرار في انتظار حلول كبرى تتطلب إجراءات من القوى السياسية”، مؤكداً “ما زلنا نعمل جاهدين لمنع إدراج لبنان على اللائحة الرمادية”.
استقالة بعاصيري
ايضا، تحدثت أنباء عن أن المدير الموقت لبنك الاعتماد المصرفي الدكتور محمد بعاصيري قدّم استقالته بعدما أنهى مهامه على صعيد البنك المذكور، ولأسباب صحيّة. على أن تسري هذه الاستقالة اعتباراً من نهاية الشهر الجاري. وأشارت إلى أن بعاصيري قدّم استقالته للهيئة المصرفية العليا التي يرأسها حاكم مصرف لبنان بالإنابة، بعدما رفع تقريراً حول كيفية حل مشكلة حقوق المودِعين في المصرف، يعتمد في شكل أساسي على رفع رأسمال المصرف، إضافة إلى اقتراحات أخرى”.