حصاد اليوم- إسرائيل تحسّن شروطها في مفاوضات غزة بالتصعيد العسكري في لبنان والتهويل بتوسيع الحرب
إذا كان “حزب الله” قد فتح جبهة الجنوب في الثامن من تشرين الأول “إسنادًا لغزة”، فإن إسرائيل قرّرت منذ أيام رفع وتيرة عملياتها ضد الحزب إسنادًا لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، لرفع سقف مطالبها وتحسين شروطها في المفاوضات بالتأكيد للجميع أنها مستعدّة للحرب أكثر مما هي جاهزة للسلام، حيث قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو “إننا مستعدون لأي سيناريو في الدفاع أو الهجوم ضد التهديدات القريبة والبعيدة”. ومن هذا المنطلق واصلت إسرائيل استفزاز “محور الممانعة” بغارات متصاعدة تتنقل بين الجنوب والبقاع مستهدفة مواقع ومخازن صواريخ للحزب، فضلًا عن مواصلة عمليات اغتيال القادة العسكريين، وكان آخرهم اليوم خليل المقدح في صيدا، فيما لا يزال الجميع في انتظار الرد الموعود من إيران و”حزب الله” على اغتيال اسماعيل هنيّة وفؤاد شكر.
الحرب خلال ساعات
ومع ترنّح مفاوضات التهدئة في غزة، عاد التصعيد العسكري يسيطر على الاراضي اللبنانية، فيما تؤكد مصادر متابعة أن الأمور مرشّحة لمزيد من التصعيد. وفي السياق، قال النائب مروان حمادة اليوم ان لديه معلومات من مسؤولين على علاقة مباشرة بالمفاوضات أنّ الحرب واقعة خلال أيام قليلة أو ربما خلال ساعات.
اغتيال في صيدا
في الميدان، وللمرة الثانية على التوالي، اغار الطيران الاسرائيلي بقاعا أمس، كما نفذ اغتيالا في صيدا حيث شنت مسيّرة إسرائيلية غارة في منطقة الفيلات في صيدا، استهدفت سيارة الضابط المتقاعد في حركة “فتح” خليل المقدح، الذي قتل. وخليل المقدح هو شقيق القيادي في “فتح” منير المقدح ومن “كتائب شهداء الاقصى”. واعلنت القناة 14 الإسرائيلية ان خليل المقدح كان ناشطاً في “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني، فيما اشار الجيش الإسرائيلي الى ان المقدح كان ينقل الأموال والأسلحة إلى الضفة الغربية.
الحزب يرد
في المقابل، أعلن “حزب الله” أنه “رداً على اعتداء العدو الإسرائيلي الذي طال منطقة البقاع قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية اليوم قاعدة تسنوبار اللوجستية في الجولان السوري المحتل بصليات من صاروخ كاتيوشا”. كذلك، استهدف عند الساعة 09:30 صباحًا موقع حدب يارون بقذائف المدفعية. كما شن الحزب اليوم “هجوما جويا بأسراب من المسيرات الانقضاضية على المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في عميعاد، مستهدفة مراكز القيادة وأماكن تموضع ضباطها وجنودها وأصابت أهدافها بدقة”. كما استهدف الحزب دبابة ميركافا في موقع العباسية. وتم استهداف مقر في ثكنة راميم تشغله قوات من لواء غولاني بصلية كاتيوشا وتموضعات لجنود العدو في موقع مسكافعام. كما نعى الحزب خمسة من عناصره.
قصف وغارات
في الميدان أيضًا، استهدف قصف مدفعي بلدة علما الشعب. كما تعرضت اطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة لقصف مدفعي متقطع وكذلك بلدة الطيبة. كما تعرضت بلدة طلوسة لقصف مدفعي معاد. وبعد ليلة عنيفة عاشتها منطقة البقاع جراء سلسلة غارات شنّها الطيران الإسرائيلي في تصعيد يُنذر في اتّساع المواجهات إلى حرب أوسع، أغارت مسيّرة إسرائيلية قرابة السابعة صباحا، بصاروخ موجّه على سيارة في بلدة بيت ليف، وأدت الغارة الى استشهاد مواطن. كذلك أدى القصف الاسرائيلي المعادي على بلدة الوزاني إلى استشهاد شاب سوري. وكان قصف مدفعي من العيار الثقيل استهدف مجرى نهر الليطاني وأطراف بلدة ديرميماس. وبُعيد منتصف الليل، شنّ الطيران الحربي سلسلة غارات عنيفة على بلدات النبي شيت، بوداي وسرعين، خلّفت كرة لهب في سماء المنطقة، ودويّاً كبيراً في أرجائها. وأدت الغارات إلى استشهاد مواطن لبناني وإصابة ثلاثين.
تحذير من التصعيد
وفي شأن متصل، استقبل وزير الخارجية عبدالله بوحبيب رئيس بعثة الأمم المتّحدة لمراقبة الهدنة في لبنان اللواء باتريك غوشا يرافقه رئيس اللجنة المشتركة لمراقبة الهدنة في بيروت المقدم جيرارد كيرنز، وتم عرض الأوضاع المتوترة في لبنان والمنطقة. وشدد بوحبيب على ضرورة أن تلعب الأمم المتحدة وبعثتها لمراقبة الهدنة الدور المنوط بهما، وأدان الاستهدافات الاسرائيلية لقوات “اليونيفيل” في جنوب لبنان، كما أمل أن تـُصدر الأمم المتحدة تقريرا بشأن حادثة مجدل شمس لتبيان حقيقة ما جرى. من جهته، حذر اللواء غوشا من خطر التصعيد على الحدود بين لبنان واسرائيل، مؤكدا أن البعثة الدولية لمراقبة الهدنة تقوم بدورها وتراقب الحدود من الجهتين.
عتمة الكهرباء
في التطورات الداخلية، بقي ملف الكهرباء يحتل صدارة الأزمات، حيث رأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعاً في السراي اليوم، ضمّ وزير الطاقة والمياه وليد فياض، وزير المال يوسف خليل، المدير العام لوزارة المال جورج معراوي، ومستشار رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس. وصرّح فياض بعد الاجتماع: خصّص الاجتماع لبحث موضوع دفع مستحقات المؤسسات والإدارات العامة لصالح “كهرباء لبنان”، وكما هو معلوم كان هناك سلفة خزينة بقيمة 6800 مليار ليرة ولم يدفع منها سوى ألف مليار ونعمل على صياغة حل للمبلغ المتبقي كي يتم دفعها بأسرع وقت ممكن، عندها يمكن للمؤسسة أن تفي جزءاً من مستحقات العراق.
الهبة الجزائرية
في السياق، استقبل فياض سفير الجزائر لدى لبنان رشيد بلباقي وتناول البحث تفاصيل هبة “الفيول أويل” التي أعلنت الجزائر عن نيتها تزويد لبنان بها لمساعدته في تخطي أزمة العتمة الشاملة. وشكر الوزير فياض السفير بلباقي على مبادرة الجزائر، مثمّناً “وقوفها الدائم الى جانب لبنان في مختلف المجالات”. وتم الاتفاق على استكمال البحث لتحديد كمية الهبة وموعد وصولها.
إفادتا فياض وحايك
أيضا، وصل فياض إلى قصر العدل في بيروت ودخل فورا إلى مكتب النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار الذي باشر الاستماع إلى إفادته في ملف الكهرباء. وكان الحجار قد استمع قبل ذلك إلى المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال الحايك الذي غادر من دون الإدلاء بأي تصريح.
السواد المطلق
أيضًا في ملف الكهرباء، أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة”، سمير جعجع، أن “محور الممانعة” في لبنان أثقل آذاننا بالحديث عن “السواد الأعظم” حتى أوصل الشعب اللبناني إلى “السواد المطلق”. فصحيح أن من يتحمّل المسؤوليّة المباشرة لـ”العتمة الشاملة” التي يعيشها لبنان اليوم هم وزراء الطاقة المتعاقبون منذ العام 2009 وحتى اليوم، إلا أن هذا الأمر لا يعفي ابداً “محور الممانعة” من المسؤوليّة، لأن هؤلاء حلفاؤه الذين عطّل من أجلهم تشكيل الحكومات المتعاقبة”، لافتاً إلى أن “ما يحل بلبنان اليوم ليس بمفاجئ، فهذا المحور أينما حل، حل معه الخراب والدمار والسواد والموت”. وأشار جعجع إلى أن “أزمة الكهرباء اليوم نتيجة مباشرة لوعود كاذبة أطلقها وزراء الطاقة منذ الـ2009 بـ”الكهرباء 24/24″، وبعد فشلهم الذريع استمروا بالكذب والهروب إلى الأمام وانتقلوا إلى نغمة “ما خلونا”، في حين ان الحقيقة هي أن جل ما قام به هؤلاء على أرض الواقع لم يكن سوى فساد مستشر بشكل مطلق، ومحسوبيات وزبائنية وسمسرات أدت إلى إهدار مقدرات الدولة وإغراق البلاد في نهاية المطاف في الظلام الدامس”.
الملف الرئاسي
وفي شأن داخلي آخر لم يعد يتصدّر الاهتمام، علقت الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية” في بيان، على بيان وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري، فقالت “إنّ الكلام عن “ترشيح غير جدي لدى الفريق الآخر”، في غير مكانه، وقد انتهت جلسة الانتخاب الرئاسية الأخيرة، في 14 حزيران 2023، إلى نيل الوزير السابق جهاد أزعور (غير الجدّي) 59 صوتًا مقابل 51 للمرشّح الآخر (الجدي). إن مَن يدّعي طرح “المرشّح الجدي”، ومَن يتباهى بحرصه على “العمل الديموقراطي”، ما عليه سوى الحضور إلى جلسة انتخابية مفتوحة بدورات متتالية لا تنتهي إلا بانتخاب رئيس للجمهورية وفق نصوص الدستور اللبناني”.