حصاد اليوم- مفاوضات غزة تراوح وكذلك جبهة المساندة وفيّاض يتهم الحصار الأميركي بأزمة الكهرباء
فيما تراوح مفاوضات غزة مكانها بفعل الشروط والشروط المضادة بين حركة “حماس” وإسرائيل، وبينما يؤكد “حزب الله” يوميًا أن وقف إطلاق النار في غزة هو الممر الإلزامي لوقف إطلاق النار على الحدود الجنوبية، عادت لغة الميدان الى الواجهة وإن بشكل مضبوط وفق قواعد الاشتباك الجديدة، حيث طالت الغارات الاسرائيلية امس عمق البقاع وأوقعت 11 جريحًا، ورد “حزب الله” بإطلاق دفعات مكثفة من الصواريخ “على مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح ومقر فوج المدفعية ولواء المدرعات التابع للفرقة 210 في ثكنة يردن”. كما استهدف الحزب ثكنة برانيت، وقصف مقر الفرقة 146 في جعتون بصواريخ الكاتيوشا. وقد تحدث الجيش الإسرائيلي عن رصد إطلاق 55 صاروخا من جنوب لبنان واعتراض بعضها فيما سقط الباقي في مناطق مفتوحة. ومع تواصل القصف الاسرائيلي اليومي على البلدات والقرى الجنوبية، تعرضت بلدة طلوسة في قضاء مرجعيون لقصف مدفعي. وشن الطيران الحربي غارة مستهدفاً بلدة عيتا الشعب. ومساءً استهدفت غارة معادية دراجة نارية بين بافليه والشهابية من دون وقوع إصابات. كما استهدفت غارتان متتاليتان بلدة الضهيرة.
“حماس” تستنجد بالحزب
في الغضون، وجهت حركة “حماس” رسالة لـ “حزب الله”، جاء فيها: “لقد أخطأ العدو في تقديراته وحساباته ونحن متيقنون من أنكم ستؤدون مهمتكم بكل جدارة. إسرائيل غارقة في وحل غزة فكيف لها أن تواجه وتقاتل الحزب في لبنان”؟
خطة الطوارئ
في الغضون، عرض وزير البيئة ناصر ياسين في مكتبه في الوزارة، مع الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت والمنسّق المقيم للشؤون الإنسانية عمران ريزا، للأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة. كما عرض ياسين بصفته رئيس لجنة الطوارئ الحكومية مع بلاسخارت وريزا، للمستجدات في جنوب لبنان وسبل دعم خطة الطوارئ لتلبية حاجات النازحين من القرى الحدودية والاستجابة لأية تطورات في حال توسع رقعة الحرب.
أم الأزمات
في الغضون، وبينما ازمة الكهرباء مستمرة والعتمة سيّدة الموقف، إجتمع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع وزير الطاقة والمياه وليد فياض ومدير منطقة الشرق الأوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه في السراي. بعد الاجتماع قال فياض “جرى خلال الاجتماع البحث في استكمال برنامج البنك الدولي تمويل المشروع المتعلق بالطاقة المتجددة وتدعيم أنظمة كهرباء لبنان، والذي يبلغ حوالي 250 مليون دولار لتطوير هذا القطاع كجزء من استراتيجية البنك الدولي للاستثمار في ثلاثة قطاعات أساسية وهي: الطاقة والمياه والرقمنة”.
العقوبات الأميركية
في السياق، أكّد فياض أنّ “أزمة الكهرباء في لبنان ودخول البلاد في العتمة الشاملة تعود إلى أمرين أساسيين، الأول خارجي ويتمثل في الحصار المفروض والعقوبات الأميركية عبر قانون “قيصر”، ما أدى إلى حرمان لبنان من تعدد الموارد في حصوله على الفيول، وهو ما حدث بعد توقيع اتفاقيات مع مصر والأردن إلا أن قانون “قيصر” منع تنفيذها، والأمر الثاني وهو العامل الداخلي المتمثل في المناكفات السياسية بين الافرقاء”.
وكشف فياض في تصريح إذاعي عن “رسالة أميركية وصلت الى السلطات اللبنانية قبل عامين تعد بحل العقوبات المتعلقة بقانون “قيصر”، إلا أن الأمر لم يحصل حتى الساعة لا بل على العكس، فالشروط التي كانت تتخذ طابعا إداريا تحوّلت إلى شروط مالية وأمنية تتعلق بأمن إسرائيل، ونحن نريد مساعدة بدون شروط”.
لبنان يشكر الجزائر
من جانبه، أجرى وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب اتصالا هاتفيا بنظيره الجزائري أحمد عطاف جدد في خلاله شكر الحكومة اللبنانية وتقديرها لمبادرة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بتزويد لبنان بالفيول لتشغيل محطاته الكهربائية، ونقل له تأثر اللبنانيين وامتنانهم لخطوة الجزائر الشقيقة. من جهته، قال الوزير عطاف إن الجزائر لا ترغب في أن ترى لبنان في ظلام دامس، وهي تنظر حاليا في أسرع طريقة ممكنة لإرسال الفيول اليه.
طفح الكيل
في الإطار نفسه، صدر عن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، البيان التالي: مجددًا، يُلهينا وزير الطاقة والمياه، حيث لا طاقة ولا مياه، بخبر عن فيول من دولة الجزائر، وبخبر آخر عن فيول من دولة العراق، واهمًا اللبنانيّين بأنّ الحل لأزمة انقطاع الكهرباء، سيأتي من الدولتين الشقيقتين مشكورتين، في حين أنّ الشعب اللبناني، الذي تتواصل معاناته منذ 15 عامًا، شَهِدَ على وعود كثيرة مماثلة، وعلى هدر مليارات الدولارات على هذا القطاع من دون نتيجة.. لقد طفح الكيل من مجمل هذا المسار المأساوي. فالمطلوب الانتقال فورًا إلى حلّ جذري، لا يكون إلا بإشراك القطاع الخاص في توليد الكهرباء وبيعها، كما في أكثرية دول العالم المتحضّر، وأي مماطلة أو تأخير، لن يُشكّل سوى مزيد من إغراق اللبنانيّين بالعتمة والعجز والعذابات.
الوجود السوري
ايضا، التقى جعجع، النائب نعمة إفرام في المقر العام للحزب في معراب، حيث ناقشا الأوضاع العامة في البلاد والمنطقة. كما تطرقا بشكل خاص إلى مشكلة الكهرباء، مؤكدين أن الحل الوحيد يكمن في إشراك القطاع الخاص في عملية الإنتاج والبيع. كما بحثا مسألة الوجود السوري غير الشرعي في لبنان، وأكدا على ضرورة أن تقوم الحكومة بإبلاغ المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بعدم شرعية أي بطاقات لجوء كانت قد أصدرتها المفوضية سابقًا باعتبار أن المرجع الصالح والوحيد لإعطاء صفة لاجئ لأي أجنبي على الأراضي اللبنانية هي الدولة اللبنانيّة. كما تداولا في أوضاع مرفأ جونيّة وأملا بأن يتم افتتاح المرفأ في اسرع وقت ممكن بعد الخطوة المشجعة بتكليف رئيس جديد له.
دعم البلديات
اما وزير الداخلية بسام المولوي فقال من عين التينة: “وضعنا الرئيس بري في أجواء عمل القوى الامنية وإهتمامها بالمناطق التي يحصل فيها النزوح حيث يجب ان تبقى الدولة واجهزتها موجودة الى جانب المواطنين الصامدين والنازحين خاصة النازحين الذين أغلبهم ما زالوا في مناطق الجنوب”. وتابع “كما وضعنا دولته، في أجواء عمل البلديات وكيفية القيام بدورها في هذه الظروف الصعبة وفي كيفية قيامنا بالجهد اللازم لتأمين الدعم المطلوب للبلديات عبر الموارد المتعددة التي يمكن أن نؤمنها للبلديات لإستمرار القيام في عملها”.