حصاد اليوم- تكليف التفتيش بالتحقيق في أزمة الكهرباء وفياض يتّهم البيروقراطية ويرى الحل بفتحة حنفيّة
تياران وصلا الى الحضيض وأوصلا البلد الى جهنم: الأول في السياسة والثاني في الكهرباء، علمًا أن الأول مسؤول عن نكبة الثاني المتفاقمة منذ تولى مسؤوليته قبل نحو 15 عامًا. وبعدما وصل الى نقطة الصفر، أي الى العتمة 24/24 راح ملف الكهرباء الفارغ من أي محتوى يتنقّل بين بيروت وبغداد والجزائر بحثًا عمّن يتصدق على لبنان بشحنة فيول تنقذ ما يمكن إنقاذه من مرافق حيوية في البلاد. إلا أن سؤالًا بديهيًا يطرح نفسه: أين كانت لجنة الطوارئ الوزارية التي تستعد على كافة المستويات لحرب واسعة مع إسرائيل عندما فرغت خزانات معامل شركة كهرباء لبنان من الفيول حتى توقفت المعامل من دون علم ولا خبر؟ أم أن الظلام الدامس يكون أنسب في مثل هذه الحالات لتمرير الصفقات “ولا مين شاف ولا مين دري”؟
تبرير الوزير
في ضوء هذه المعطيات المظلمة قفز ملف الكهرباء الى واجهة الاهتمامات السياسية والشعبية متقدّمًا على ما عداه من ملفات سياسية وأمنية. في السياق، وجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كتاباً إلى رئيس هيئة التفتيش المركزي، لاجراء تحقيق فوري في موضوع الانقطاع الكلي للتيار الكهربائي. ايضا اجتمع رئيس الحكومة مع وزير الطاقة والمياه وليد فياض الذي قال: “عقدت اجتماعا مع دولة الرئيس ووضعته في التطورات بالنسبة لأزمة الكهرباء التي حصلت، وساهم دولة الرئيس في معالجة الموضوع خلال اليومين الماضيين، واستطعنا تامين الديزل من منشآت النفط، حيث كان هناك بعض العرقلة على مستوى الإدارة بسبب عدم وجود صلاحية لاتخاذ القرار. آليات اتخاذ القرارات فيها الكثير من البيروقراطية مما يؤخر العمل كثيرا، وكان بالامكان تفاديها لو تم اخذ الديزل الموجود في المنشآت “بفتحة الحنفية”، خصوصاً انني كنت اقترحت طريقتين مختلفتين لتزويد المعامل بالديزل الاولى عبر الجيش والمخزون الموجود لديه والثانية عبر المنشآت كإعارة”. وأضاف: “في موضوع تجديد الالتزام العراقي، فإن العراق قيادة وشعبا يؤكد وقوفه الى جانب لبنان وإعادة التزامهم بتزويد لبنان بمادة زيت الوقود الثقيل وتمديد الاتفاقية وتجديدها، كذلك التزام بزيادة الكميات خلال هذا الشهر ليصبح 125 الف طن بدلا من 100 الف طن ويفترض تحميلها من العراق في السادس والعشرين من الشهر الحالي. وتابع: “ما حصل معنا استراتيجيا خلال هذه الازمة منبثق من اعتمادنا على مصدر واحد، بينما الاتكال على عدة مصادر هو الافضل. وكان مدير عام الكهرباء طلب تغطية من الرئيس ميقاتي بقرار خطي، كي يكون لدينا مصدر آخر لاستيراد الفيول حتى لا نقع بالعتمة، علما اننا أجرينا المناقصة في حزيران وتم تلزيمها مؤقتا في اوائل تموز، وانتظرنا اكثر من عشرة ايام للتلزيم النهائي كي تكون شركة الكهرباء مستعدة لاستلام البضاعة، ولكنها ربطت قرارها بمجلس الوزراء او بقرار مكتوب من الحكومة مما ادى الى تأخر الموضوع”.
الخارجية على الخط
بدوره، ثمّن وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، خلال استقباله سفير الجزائر لدى لبنان رشيد بلباقي، المبادرة الأخوية المقدّرة جداً للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بتزويد لبنان بشكل فوري بالفيول لسدّ حاجته في قطاع الكهرباء. ونقل بوحبيب للقيادة الجزائرية، عبر السفير بلباقي، إمتنان الحكومة اللبنانية وتقديرها الكبيرين لقرار الرئيس تبون، وهو قرارٌ ليس مستغربا أن يصدر عنه وعن دولة الجزائر الشقيقة التي لطالما وقفت الى جانب لبنان وشعبه ودعمتهما في أصعب الظروف التي مرّت ولا تزال عليهما. من ناحيته، أكد سفير الجزائر أن دعم بلاده للبنان كامل ومطلق، مجددا الإشارة الى ما سبق وأكده الرئيس الجزائري من أن الجزائر لن تترك لبنان لوحده.
العراق ينفي التوقّف
الى ذلك، نفى المتحدث الرسميّ باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، ما يشاع عن توقف العراق عن تزويد لبنان بالوقود. وأوضح أنّ التأخير حصل لأسباب فنية ولوجستية تتعلق بالنقل والشحن. وقال العوادي إنّ العراق ملتزم بالاتفاق، الذي وقع بين بغداد وبيروت، “والأهم والأصدق هو الالتزام الاخويّ والقوميّ والإنسانيّ من الحكومة العراقية والشعب العراقي تجاه اشقائنا في لبنان في الأوقات العصيبة الحالية”.وأكد أنّ الشحنة الجديدة ستحمل خلال الايام المقبلة.
أزمة المياه
وفي تفاعلات أزمة الكهرباء، أكّد المدير العام لمؤسسة المياه في بيروت وجبل لبنان جان جبران أن تزويد المياه يتأثر في انقطاع الكهرباء، وخاصةً المحطات المباشرة التي تنقل المياه عبر خط ساخن. وعن المناطق التي تأثّرت بشكل مباشر بانقطاع الكهرباء، أعلن جبران في حديث إذاعي ان بيروت الكبرى هي الأكثر تأثرًا لأنها تتزود بالمياه من محطة ضبية التي تحصل على التيار الكهربائي عبر خط ساخن مباشرة من شركة الكهرباء. وأشار جبران إلى أن أكثر من 24 محطة تعمل على الطاقة الشمسية.
إدارة فاشلة منذ 15 عامًا
في ردود الفعل، صدر عن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بيان قال فيه: “لم يكتفِ البعض في هذه الحكومة بارتكاب خيانة عظمى، بل يقوم ايضا بارتكاب خيانة صغرى، من خلال مزيد من حرمان المواطن اللبناني المحروم أصلا بضعَ ساعات كهرباء كانت مؤمنة له، وذلك بعدما كانت مؤسسة كهرباء لبنان قد رفعت أسعار الكهرباء والتي أصبحت مع ملحقاتها توازي في مكان ما أسعار المولدات في الأحياء.. لذلك، لم يبقَ سوى حل واحد وهو إشراك القطاع الخاص فورا في عملية توليد الكهرباء وتوزيعها في لبنان. إني أتوجه الى رئيس اللجنة النيابية للأشغال النائب سجيع عطية كي يستعجل مناقشة اقتراح قانون أو أكثر موجودين أمامه لإشراك القطاع الخاص، ويرسلها الى اللجان المشتركة في أسرع وقت ممكن، وبناء عليه، يُطلب من الرئيس نبيه بري الدعوة إلى جلسة تشريعية تحت بند الضرورة القصوى، لأن إخراج المواطن اللبناني من العتمة هو أقصى الضرورات التي تتطلّب إقرار قانون واضح وصريح في المجلس النيابي لإشراك القطاع الخاص في إنتاج الكهرباء وتوزيعها في لبنان.
قصف وغارات
ميدانيا، استمر التصعيد جنوبا، حيث شن الطيران الحربي الاسرائيلي بعد الظهر غارة استهدفت منزلاً في الساحة العامة لبلدة طيرحرفا في القظاع الغربي من قضاء صور. وألقى الجيش الاسرائيلي قذائف فوسفورية على منطقة تل نحاس مما أدى إلى اندلاع حريق قرب مركز قوة “اليونيفيل”. وتعرض وادي حامول اطراف الناقورة في القطاع الغربي لقصف مدفعي. كما خرق الطيران الحربي جدار الصوت على دفعتين فوق بيروت وضواحيها وكسروان، وصولا الى صيدا ومنطقة جزين وعلى علو منخفض.
عمليات الحزب
في المقابل أعلن “حزب الله” انه “بعد منتصف الليل، وبعد مراقبة ومتابعة لقوات الجيش الإسرائيلي، وعند رصد تسلُّل مجموعة من جنوده إلى حرش حدب عيتا، تصدّى لها مجاهدونا واستهدفوها بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية، ممّا أجبرها على التراجع وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة”. وأعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت مبكر صباحا، أنّ “طائراته هاجمت بالأمس مبانٍ عسكرية ل”حزب الله” في عيتا الشعب وبيت ليف وحولا في جنوب لبنان”. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن غارة العدو الإسرائيلي على بلدة حولا هذا الصباح أدت إلى استشهاد شخصين، فيما نعى “حزب الله” “الشهيد المجاهد عباس بديع ملحم “جهاد” مواليد عام 1990 من بلدة مجدل سلم في جنوب لبنان، والشهيد المجاهد محمد علي حسن قدوح “أمير” مواليد عام 2005 من بلدة الغندورية في جنوب لبنان”.
شكوى لبنانية
الى ذلك، وبناء على تعليمات وزير الخارجية وجهت بعثة لبنان الدائمة في نيويورك شكوى إلى مجلس الأمن حول خرق الطيران الحربي الإسرائيلي لجدار الصوت فوق المناطق اللبنانية ومن ضمنها العاصمة بيروت. وأدان لبنان في متن الشكوى هذه الخروقات التي تشكل إنتهاكاً صارخاً لسيادة لبنان ومجاله الجوي، ولقرار مجلس الأمن رقم 1701.