حصاد اليوم- تعزيزات أميركية استثنائية الى المنطقة ولبنان الرسمي يراجع خططه استعدادًا للأسوأ
على طريقة إعلان اللوتو اللبناني (إذا ما كان الاثنين الخميس) يستمر لبنان والمنطقة على مستوى الترقب والحذر نفسه في انتظار تصريحات المسؤولين والمحللين والعرّافين لسبر أغوار الضربة الإيرانية المرتقبة لإسرائيل، لجهة معرفة موعدها وحجمها والأطراف المشاركة فيها. وبينما تتجه الأنظار الى مفاوضات الخميس بين إسرائيل وحركة “حماس” بدعوة من الوسطاء في جولة محادثات وُصفت بالفرصة الأخير للتوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة، يستمر تدفق الحشود العسكرية الأميركية الى المنطقة، وكذلك تتواصل الاستعدادات الرسمية في لبنان تحسّبًا لإمكانية تدهور الوضع واتساع رقعة الحرب.
قصف وغارات
في الأثاء استمر الوضع على حاله جنوبًا حيث استهدف الجيش الاسرائيلي بعد الظهر حرج بلدة كونين بالقذائف الفوسفورية، ما تسبب باشتعال حريق فيه. وافيد عصر اليوم عن غارتين اسرائيليتين استهدفتا بلدتي مارون الراس وعيتا الشعب. وكان الطيران الحربي الاسرائيلي قد اغار على بلدة شيحين في القطاع الغربي، وسجّل تحليق مكثف للطيران الحربي على ارتفاع متفاوت في اجواء قرى وبلدات الجنوب، مترافقاً مع تحليق دائم للطيران المسيّر. واستهدفت مسيّرة بلدة برج الملوك بالقرب من متنزه ميمارولا بصاروخ. وتعرّض محيط ساحة بلدة عيتا الشعب، لسقوط 4 قذائف مصدرها دبابة “ميركافا”.
عمليات الحزب
في المقابل، أعلن “حزب الله” عبر بيان أنّه قصف المقر المستحدث لقيادة الفرقة 146 في جعتون بِصليات من صواريخ الكاتيوشا. كما أطلق صاروخين مضادين للدروع على المطلة. كما اعلن الحزب استهدافه عند الساعة 03:20 من بعد ظهر اليوم موقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بقذائف المدفعية.
الجيش واليونيفل
في الغضون، صدر عن قيادة الجيش- مديرية التوجيه البيان الآتي: تداول بعض وسائل الإعلام معلومات حول وقف الدوريات المشتركة بين الجيش وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفل. تؤكد قيادة الجيش أن الوحدات العسكرية تُواصل تنفيذ المهمات المشتركة مع اليونيفل، والتعاون والتنسيق الوثيق معها، وذلك ضمن إطار القرار 1701، في ظل الظروف الاستثنائية والتطورات التي تشهدها البلاد ولا سيما الاعتداءات المستمرة من جانب العدو الإسرائيلي.
تعزيزات أميركية
وفي شلأن متصل، وفيما استمرت شركات الطيران في تعليق رحلاتها الى المنطقة في انتظار الرد الايراني، أعلن البنتاغون أن وزير الدفاع الأميركي أمر بإرسال غواصة صاروخية إلى الشرق الأوسط وتسريع وصول مجموعة حاملة طائرات إلى المنطقة قبل هجوم إيراني متوقع ضد إسرائيل. وكانت الغواصة “يو إس إس جورجيا”، وهي غواصة تعمل بالطاقة النووية ومسلحة بصواريخ كروز، تعمل في البحر الأبيض المتوسط في الأيام الأخيرة، بعد أن أكملت للتو التدريب بالقرب من إيطاليا. وقال البنتاغون إن الوزير لويد أوستن أمر الغواصة بالدخول إلى مياه الشرق الأوسط. ووفق شبكة “سي أن أن” فإن “الإعلان عن حركة الغواصة هو رسالة واضحة لردع إيران ووكلائها، الذين تعتقد الولايات المتحدة وإسرائيل أنهم يستعدون لهجوم محتمل واسع النطاق على إسرائيل”. كما أمر أوستن مجموعة حاملة الطائرات “يو إس إس أبراهام لينكولن” بتسريع عبورها إلى الشرق الأوسط، وفق ما قال البنتاغون. وجاء إعلان أوستن، عقب مكالمة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت.
الاستعدادات المحلية
وفي إطار الاستعدادات المحلية، أكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي استمرار الوزارات والادارات اللبنانية كافة، بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية وهيئات المجتمع المدني، في اتخاذ كل الاجراءات والخطوات المطلوبة في اطار خطة الطوارئ الحكومية، لمواجهة الظروف الصعبة التي نمر بها وكل الاحتمالات التي قد تحصل. وشدد في الوقت ذاته على أن الاتصالات الدبلوماسية ناشطة في أكثر من اتجاه لوقف التهديدات الاسرائيلية ضد لبنان، وعلى خط آخر للتوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة. وشدد رئيس الحكومة على ان الرسالة الابلغ التي يشدد عليها في كل لقاءاته واتصالاته الدبلوماسية هي تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701 لكونه حجر الزاوية لضمان الإستقرار والأمن في جنوب لبنان”.
اجتماع في السراي
وكان ميقاتي قد رأس اجتماعا موسعا في السراي، قال بعده الوزير ناصر ياسين: “في إطار الاجتماعات المستمرة، عقد هذا الاجتماع والذي كان هدفه التأكد من جهوزية خلايا الأزمة والطوارئ الموجودة على مستوى المحافظات وتعزيزها في حال وجود نقص أو حاجة لتعزيز هذه الخلايا، وكل ذلك في إطار التحضير والتعزيز في حال توسعت الاعتداءات إلى المناطق غير الجنوبية”.
مجلس وزراء
على صعيد آخر، يعقد مجلس الوزراء، بهيئة تصريف الاعمال، جلسة في التاسعة والنصف من صباح الأربعاء المقبل في السراي، للبحث في 46 بندا على جدول الاعمال.
القوات وبري
رئاسيا، صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية” البيان الآتي: كرّر الرئيس نبيه بري، اليوم، معادلة “الحوار تمهيدًا للرئاسة”، مبديًا “استعداده التام للدعوة إلى الحوار أو التشاور فورًا تمهيدًا لانتخاب رئيس الجمهورية، إذا كان المعنيون جاهزين للتجاوب مع هذه الدعوة على قاعدة حوار، فرئاسة. ولا بد أمام تكرار الرئيس بري لمعادلته من تكرار الثوابت الدستورية التالية: الثابتة الأولى: إنّ الدستور لا ينصّ بأيّ شكل من الأشكال على حوار يسبق الانتخابات الرئاسيّة، ونكرَّر تمسّكنا بتطبيق الدستور كما هو بعيدّا من أي تعديلات أو أعراف جديدة. الثابتة الثانية: إنّ الدستور يقول بوضوح إنّ الانتخابات تحصل على قاعدة جلسة مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية. الثابتة الثالثة: إنّ الانتخابات الرئاسيّة مسؤولية مجلس النواب عن طريق الاقتراع حتى انتخاب رئيس للجمهورية، ومحاولة وضع ملف رئاسة الجمهورية بين يدي رئيس مجلس النواب هي مخالفة للدستور والميثاق والأعراف والتقاليد. الثابتة الرابعة: إنّ الشغور الرئاسي مسؤولية الفريق الممانع الذي يعطِّل انتخاب رئيس للجمهورية من خلال خروجه من جلسات الانتخاب بعد انتهاء الدورة الأولى. الثابتة الخامسة: إنّ الحوار له عدّة أشكال بعيدًا من خلق أعراف أو محاولة وضع الانتخابات الرئاسية في عهدة رئيس المجلس، وقد عرضت المعارضة النيابية عدة مقاربات للحوار، ولكن تبيّن أنّ المطلوب ليس الحوار، إنما فرض مشيئة فريق الممانعة على اللبنانيين..