حصاد اليوم- إسرائيل تنتظر ردّ إيران والحزب وتهدّد بضربة سريعة لأي مكان بالشرق الأوسط
فيما لا يزال لبنان والعالم في انتظار رد إيران و”حزب الله” على اسرائيل انتقامًا لاسماعيل هنية وفؤاد شكر، وبينما لم يحمل خطاب الامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله اية مؤشرات الى موعد رد الحزب على اغتيال ابرز قادته وإن اتّسم بعبارات لا تدل على رد متهوّر قوي قد يشعل المنطقة، واصلت إسرائيل تهديداتها للبنان. فقد نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت خلال زيارة للجبهة الشمالية قوله ان نصرالله “قد يجر لبنان لدفع أثمان باهظة جدا”، محذرا من أنه “يمكن أن يحدث شيء لا أحد يقدر على تخيله ويفوق المنطق”. وأضاف: “سنوسع عملياتنا ما قد يؤدي إلى تدحرج الأوضاع إلى حرب إذا اقتضى الأمر”.
فوق الأرض وتحتها
وفي الإطار نفسه، شدد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي على أن إسرائيل ستوجه “رسالة في غاية الوضوح لأعدائها مفادها أن الذين اعتدوا عليها، والذين يتحدثون في كل خطاب عن كيفية تدمير دولة إسرائيل، ستضربهم وستواصل زيادة قوتها”. وقال من قاعدة تل نوف الجوية اليوم: “سنكون قادرين على شن هجمة سريعة للغاية، على كل مكان في لبنان، وعلى كل مكان في غزة، وعلى كل مكان في الشرق الأوسط، فوق الأرض، وتحت الأرض”.
الاستعداد للأسوأ
وفي سياق أجواء الاستعداد للأسوأ، رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اليوم سلسلة اجتماعات وزارية في اطار مواكبة الاوضاع الراهنة. وفي هذا الاطار اجتمع رئيس الحكومة مع وزيري البيئة ناصر ياسين والاشغال العامة والنقل علي حمية والامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، والامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد المصطفى. بعد الاجتماع قال الوزير ياسين “عرضنا نتائج الاجتماع الموسّع لـ”لجنة ادارة الأزمات والكوارث” الذي انعقد في السرايا اليوم لعرض الجهوزية وتعزيزها في حال توسع الاعتداءات الاسرائيلية. وتمت دعوة كل الوزارات والإدارات الرسمية وكذلك المنظمات الدولية الشريكة بتنفيذ خطة الطوارئ والنقابات الأساسية من نقابة مستوردي الغذاء وغيرها، وتمت مناقشة خمس نقاط اساسية: موضوع الإيواء، وموضوع الصحة وخطة الطوارئ التي تعمل عليها وزارة الصحة، وموضوع الغذاء حيث تم التأكيد من قبل مستوردي الأغذية بان المواد الغذائية مؤمنة، وموضوع الفيول وهو متوفر حاليا ولا يزال وضعه طبيعيا”.
المواد النفطية
ليس بعيدا، حذّر رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس من اللجوء الى تخزين المواد النفطية بين البيوت المأهولة لما لذلك من خطورة على أمن وسلامة المواطنين. وفي حديث اذاعي، أوضح شماس أنّ الكميات المتوفرة اليوم تكفي لشهر بما في ذلك الكميات الموجودة في المستودعات أو لدى المستهلك سواء في السيارات او المولدات الكهربائية. ورأى شماس أنّ على المواطنين ملء سياراتهم بمادة البنزين تحسّباً لأي طارئ من دون أن يكون ذلك مدعاة هلعٍ.
تحذيرات للرعايا الأجانب
في الغضون، جددت وزارة الخارجية الألمانية دعوتها مواطنيها “إلى مغادرة لبنان بشكل عاجل”. وكانت أعلنت شركة “لوفتهانزا” الألمانية عن “تعليق جميع الرحلات إلى تل أبيب وطهران وبيروت حتى 13 آب”. ايضا، أعلنت السفارة الأميركية في بيروت، أنه يُمكن للأميركيين الراغبين بمغادرة لبنان التقدم بطلب للحصول على قرض مالي تحت عنوان “العودة إلى الوطن”.
اتصالات لتجنّب التصعيد
في الاثناء، جدد وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، خلال اتصال هاتفي تلقاه اليوم من نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، التأكيد على ضرورة وضع حد للتصعيد الاسرائيلي في لبنان والمنطقة، لتجنب الدخول في حرب إقليمية شاملة لن تكون في صالح أحد. ودعا المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي الى الابتعاد عن سياسة إزدواجية المعايير واعتماد معايير موحدة في النزاع الدائر، والتحرك بشكل عاجل وحقيقي لوقف جرائم الحرب التي ترتكبها اسرائيل في لبنان وغزة، ومخططاتها المتهوّرة لإطالة أمد الحرب. كما تلقى بو حبيب اتصالا هاتفيا من نطيره القبرصي كونستانتينوس كوبوس تباحثا خلاله في تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة. واستقبل بو حبيب سفير استراليا لدى لبنان أندرو بارنز الذي نقل رسالة من الحكومة الاسترالية، بشأن تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة، تتمنى فيها تجنب التصعيد العسكري، وحل النزاعات.
قصف وغارات
في الميدان، استهدفت غارة إسرائيلية بصاروخ دراجة نارية بعد ظهر اليوم في وادي حيدرة في بلدة جويا جنوبي لبنان، وأدت الى سقوط قتيلين وستة جرحى. وقد اعلن الجيش الإسرائيلي “مقتل حسن فارس قائد وحدة الصواريخ المضادة للدبابات في حزب الله في غارة جويا”. ايضا، استهدف قصف مدفعي اسرائيلي أطراف بلدة الناقورة. واستهدفت غارتان كونين وكفركلا. وتعرضت أطراف بلدة زبقين والأودية المجاورة لقصف مدفعي متقطع، صباح اليوم. كما استهدف قصف مدفعي انشطاري منطقة وادي حسن التي تربط اطراف قرى طيرحرفا والجبين وشيحين ومجدلزون. وأغار الطيران الحربي الاسرائيلي بعد ظهر اليوم على بلدة عيترون، وأدت الغارة في حصيلة أولية إلى إصابة شخصين بجروح. وخرق الطيران الحربي الاسرائيلي جدار الصوت على دفعتين فوق بيروت وجبل لبنان، وفوق جزين وصيدا وفي أجواء الجنوب.
عمليات الحزب
في المقابل، اعلن “حزب الله” في بيان أنه “استهدف موقع الراهب بالقذائف المدفعية وأصابه إصابة مباشرة”. واعلن ايضا انه استهدف موقع جل العلام بالقذائف المدفعية. وفي وقت لاحق نعى الحزب الشهيد حسن فارس جشي “غالب” مواليد عام 1986 من بلدة جويا في جنوب لبنان.
المطارنة وبري
في المواقف من التطورات، سجل المطارنة الموارنة عقب اجتماعهم الشهري “تخوفهم من انعكاسات الحرب في غزة وجنوب لبنان وما قد تقود إليه من تصعيد شامل لأعمال العنف بإرادة أجنبية ولمصالح لا تمت إلى الوطن بصلة، فيما يعرف القاصي والداني أن الحل الوحيد الذي يأتي بالهدوء وبنوع من الإستقرار يبقى في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة وخصوصا القرار 1701”. اضافوا في بيان “أمام الأخطار التي تهدد الوطن وهول الحرب الدائرة في جنوب لبنان، ولأن الدولة يجب أن تكون حاضرة بكل مؤسساتها وأجهزتها لمواجهة هذا الواقع المصيري، نجدد مطالبة رئيس مجلس النواب نبيه بري بالدعوة إلى عقد جلسة نيابية بدورات متتالية حتى إنتخاب الرئيس، كما يدعون كل الكتل النيابية للمشاركة في هذه العملية الدستورية الأساسية”.
جحيم الجنوب
من جانبه، عبّر رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع، عن أعمق مشاعر التعاطف مع اللبنانيين الجنوبيين، خصوصاً أهالي القرى الحدودية، “الذين منذ عشرة أشهر وحتى اليوم، لم يعرفوا النوم أو لحظة سكينة، هذا إن لم يسقط لهم شهيد”. واختصر جعجع حياتهم بأنها “جحيم”. كما تساءل عن سبب هذه المعاناة وما هو مبررها، مستفسرًا عن ضرورات الأمن القومي اللبناني التي دفعت البلاد إلى هذا الواقع.
أزمة كهرباء؟
حياتيا، اعلنت مؤسسة كهرباء لبنان انه “إلحاقًا ببيان مؤسسة كهرباء لبنان تاريخ 27/07/2024، تفيد المؤسسة بأنه قد تم خروج قسري فجر اليوم الأربعاء، لمعمل دير عمار عن الخدمة بالكامل جراء نفاذ خزينه من مادة الغاز أويل بالكامل، ولا يزال يتبقى فقط في الخدمة مجموعة وحيدة في معمل الزهراني من أجل تغذية المرافق الحيوية الأساسية في لبنان (مطار، مرفأ، مضخات مياه، صرف صحي، سجون، إلخ)، علمًا أنه من المرتقب أن تخرج تلك الأخيرة أيضًا عن الخدمة يوم السبت الواقع فيه 17/08/2024 على أبعد تقدير”.
ابي رميا خارج التيار
على صعيد آخر، وفي انتكاسة جديدة تصيب “التيار الوطني الحر” وتكتل “لبنان القوي”، أعلن النائب سيمون ابي رميا خروجه من “الإطار التنظيمي للتيار الوطني الحر”، مؤكدا انه سيبقى مخلصاً للمبادئ الوطنية لهذه الحالة السياسية التي رافقته طويلاً.
“في المقابل رد “التيار” على بيان ابي رميا، مؤكدًا أنه لم يتفاجأ بقراره كونه يندرج في مسار سياسي مخالف للنظام اتّبعه منذ مدّة طويلة. وعاهد التيار محازبيه بأنه “سيكون محصّناً اكثر من قبل، وان عملية “التشحيل” الذاتي الحاصلة فيه سوف تساعد على ذلك”.