حصاد اليوم- الجنوب مشتعل بالغارات والقصف ونصرالله يؤكد مجددًا حتميّة الردّ على إسرائيل
بالتزامن مع حالة الاستنفار القصوى التي تعيشها المنطقة والعالم، أطلّ الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله في ذكرى اسبوع القيادي في الحزب فؤاد شكر ليؤكد مجددًا أن “ردنا آت وسيكون قويًا ومؤثرًا وفاعلًا وبيننا وبينهم الأيام والليالي والميدان”. وفيما اعتبر أن “حزب الله وإيران واليمن ملزمون بالرد، والعدو ينتظر هذا الرد ونحن نتصرف بشجاعة وتأنٍ، والانتظار الإسرائيلي على مدى أسبوع هو جزء من العقاب”، كانت للداخل اللبناني رسالة مباشرة من نصرالله مفادها أنه “على البعض في لبنان فهم حجم مخاطر ما يجري في المنطقة وهم يعربون عن خوفهم إذا انتصرت المقاومة في المعركة، وأنا أقول لهم عليكم الخوف من انتصار العدو. ومن لا يؤيدنا في لبنان نطلب منه ألا يطعن المقاومة في الظهر ولا يشارك في الحرب النفسية ضدّنا”.
في الأثناء، تنتظر الجيوش والأساطيل المستنفرة في المنطقة الساعة الصفر لتشغيل محركاتها، فيما طهران وحدها تملك توقيت المعركة كونها المعنية بتسديد الضربة الأولى لإسرائيل في هذه الجولة من المعارك المتقطعة. أما في لبنان فكل شيء معلق على لحظة الرد وحجمه وكيفية تعامل تل ابيب معه.
تصعيد في الميدان
وقبل ساعات من كلمة نصرالله اشتعل الميدان الجنوبي بالقصف والغارات المتبادلة بين الحزب واسرائيل.
فقد تعرضت بلدة عيتا الشعب في القطاع الاوسط لقصف مدفعي متقطع اليوم. كذلك، أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على بلدة الخيام بصاروخين، كما أغارت مسيّرة اسرائيلية على منزل من طبقتين في حارة النادي في بلدة ميفدون موقعة خمسة شهداء. وفي بلدة الوزاني أدى القصف المدفعي الاسرائيلي إلى إصابة طفل من مواليد العام 2011 بجروح متوسطة. وأدت الغارة التي استهدفت الخيام إلى إصابة شخص بجروح. وافيد ان قتلى ميفدون عناصر في “حزب الله” وان احدهم هو “امين بدر الدين إبن شقيق مصطفى بدر الدين المتهم باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري”. ونعى الحزب “الشهيد حسن منصور من بلدة جبشيت في جنوب لبنان”… وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: الجيش والشاباك هاجما مبنى عسكريا تستخدمه وحدة جبهة الجنوب التابعة لحزب الله. ايضا، اعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة ان غارة استهدفت أطراف العديسة – رب الثلاثين وأدت في حصيلة أولية إلى استشهاد شخص وجرح آخر.
عمليات الحزب
في المقابل، أعلن “حزب الله” “رداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة، استهدف مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة افيفيم بالأسلحة المناسبة واصابوه إصابة مباشرة”. واعلن انه استهدف “تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي قرب موقع بركة ريشا بصواريخ بركان”. ايضا، اعلن انه “وردا على بلدة عبّا في الجنوب، شنّ هجومًا جويًا بطائرات مسيّرة على مقر قيادة لواء غولاني ووحدة إيغوز 621 في ثكنة “شراغا” شمال عكا محققًا إصابات دقيقة”. وقد اشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى إصابة شخصين أحدهما حالته حرجة بعد سقوط مسيرة لـ”حزب الله” في نهاريا. واشار موقع “واللا” العبري الى ارتفاع عدد المصابين في هجوم المسيرات إلى 6 بينهم اثنان في حالة حرجة. واعلن “حزب الله” ايضا “اننا استهدفنا ملالة إسرائيلية في محيط موقع رويسات العلم بالصواريخ الموجهة وحققنا إصابة مباشرة ما أدى إلى تدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح”. كما قصف “موقع المرج بقذائف المدفعية وحقق فيه إصابة مباشرة”.
ميقاتي والحرب النفسية
وسط هذه الاجواء الملبّدة، جدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مطالبة المجتمع الدولي بوقف الاعتداءات والتهديدات الاسرائيلية على لبنان تمهيدا لارساء حل يرتكز على التطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701. وقال: “العدوان الاسرائيلي الاخير على الضاحية الجنوبية لبيروت زاد من تعقيدات الوضع القائم وعزز المخاوف من مواجهات ميدانية من شأنها ان تدفع الامور نحو الحرب الشاملة”. وتابع “أن التهديدات الاسرائيلية ضد لبنان تندرج في اطار الحرب النفسية على اللبنانيين، ولكنّ المؤسف ان البعض يساهم في هذه الحرب عبر الحديث عن مواعيد للاعتداءات وتبرير اهدافها، فيما الجميع يعلمون ان مفتاح الحل يقضي بوقف اطلاق النار والاعتداءات الاسرائيلية، اضافة الى وقف العدوان على الشعب الفلسطيني واعطائه حقوقه المشروعة”.
التزام بالقرار 1701
من جانبه، أكّد وزير الخارجيّة والمغتربين عبدالله بوحبيب، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري بدر عبد العاطي عقب اجتماعهما في مقر وزارة الخارجيّة المصريّة في القاهرة، أنّ التصعيد الإسرائيلي الأخير في المنطقة يُقوّض الاتصالات والجهود التي تبذلها مصر للتهدئة، ويضرب بعرض الحائط مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار وقرار مجلس الأمن الرقم 2735 الذي تبنّى هذه المبادرة، ويعكس نيّات إسرائيل بإطالة أمد الحرب وتوسيع رقعة الصراع، مُشدّدًا على أنّ الخطوة الأولى باتجاه وقف التصعيد هي وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، من أجل أن نحمي المنطقة كلّها من تبعات اشتعال حرب إقليميّة. وثمّن بوحبيب الاتصالات التي تجريها مصر مع مختلف الأطراف المعنيّة لاحتواء التصعيد، وخصوصًا في ما يتعلّق بتأمين دعم عربي للبنان وسعيه للتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الرقم 1701.
الظرف معقّد
بدوره، أشار عبد العاطي إلى أن الظرف الإقليمي معقد وبالغ الخطورة، مشددا على أن مصر تدين الاعتداءات التي يتعرض لها لبنان، لاسيما القصف التي تعرضت له الضاحية الجنوبية. واذ دعا كافة أطراف الصراع لتجنب الانزلاق في حرب إقليمية شاملة، أكد دعم مصر الكامل لتنفيذ القرار 1701، مشددا على ضرورة التنفيذ الفوري لهذا القرار بشكل كامل من جانب كافة الأطراف المعنية.
المستلزمات الطبية
واذ يستمر تأجيل الرحلات الجوية من والى بيروت، وايضا التحذيرات الدولية للرعايا بضرورة مغادرة لبنان، أكدت نقيبة مستوردي المستلزمات الطبيّة سلمى عاصي ان التنسيق مع وزارة الصحة طاول استيراد المستلزمات الطبيّة الخاصة بالحرب. وفي حديث اذاعي، طمأنت عاصي إلى أن “لا مشكلة في المستلزمات الطبيّة، وهناك مخزون في المستشفيات وفي الشركات يكفي ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر على الأقل”.
إضراب كهربائي
حياتيا، وفي وقت اعلنت نقابة عمال ومستخدمي كهرباء لبنـان عن اضراب تحذيري الأربعاء ، رأس ميقاتي اجتماعا ضم المدير الأقليمي لدائرة الشرق الاوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه، رئيس مجلس الأدارة المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك ومستشاري رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس وسمير الضاهر. خصص الاجتماع للبحث في المواضيع التي ستدرج على جدول اعمال البنك الدولي في اجتماعات شهر ايلول المقبل، ومن ضمنها مشروع يتعلق بقطاع الكهرباء في لبنان.