حصاد اليوم- لبنان والعالم في انتظار الرد الإيراني لاستشراف موقف إسرائيل انطلاقًا من حجم العملية

حصاد اليوم- لبنان والعالم في انتظار الرد الإيراني لاستشراف موقف إسرائيل انطلاقًا من حجم العملية

الكاتب: beirut24
5 آب 2024

مما لا شك فيه أن الانتظار بات ثقيلًا على الجميع: إيران تهندس مع أذرعها ردًا مدروسًا و”مدوزنًا” لا يستدعي ردًا إسرائيليًا على الرد يكون أشد قسوة ويهدد بانزلاق المنطقة الى حرب لا تريدها طهران بالتأكيد. إسرائيل تستعد من جهتها لاستيعاب رد طهران وأذرعها والانتقال تلقائيًا من الدفاع الى الهجوم في حال تعرضها لأضرار غير محسوبة. الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة تواصل حشد قواتها في المنطقة بشكل غير مسبوق من جهة، وتفعّل دبلوماسيتها من جهة ثانية مع طهران لإقناعها برد محدود يمنع انزلاق الجميع الى حرب لا يريدها أحد باستثناء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي يرى أن الفرصة سانحة لضرب إيران والتخلص تحديدًا من برنامجها النووي، لتنتقل المفاوضات معها في مرحلة لاحقة من وقف البرنامج النووي الى وقف تمددها خارج حدودها. أما لبنان الرسمي التائه في هذه المعمعة الدولية فيكتفي بمراقبة ما سيحصل، مدركًا أن لا حول له ولا قوة على التأثير في مجريات الأحداث، حتى وإن كان سيدفع غاليًا ثمن مغامرات الآخرين على أراضيه.

تفادي التصعيد

وبينما يترقب لبنان والعالم رد ايران و”حزب الله”، عشية كلمة مرتقبة للامين العام للحزب السيد حسن نصرالله الثلاثاء في اسبوع القيادي في الحزب فؤاد شكر، تتواصل الاتصالات لتلافي التصعيد الكبير، في وقت يستمر التصعيد العسكري الاسرائيلي جنوبًا على حاله.

قصف وغارات

في التطورات الميدانية اليومية، خرق الطيران الحربي الاسرائيلي اليوم جدار الصوت بشكل عنيف فوق الجنوب وبيروت محدثا دوي انفجار هائل. واستأنف “حزب الله” عمليّاته باكراً بعد سقوط عنصرَين له بالأمس في غارة إسرائيلية على بلدة حولا. وفي أولى عمليّاته شنّ هجوماً جوياً بِسربٍ من المسيّرات ‏الإنقضاضية على مقر قيادة الفرقة 91 المُستحدَث في ثكنة إيليت وأصابها بشكلٍ مباشر، وأوقع في جنودها عدداً من القتلى والجرحى”. واعلن ايضا انه استهدف “عند الساعة (8:15) ‌‏من صباح اليوم موقع المالكية ‏بِمسيرة هجومية إنقضاضية فأصابت أهدافها بِدقة”. وردت إسرائيل باستهداف مسيّرة محيط الجبانة قرب الساحة في بلدة ميس الجبل، مما أدى الى سقوط قتيلين ووقوع عدد من الاصابات. وفي وقت لاحق، نعت جمعية كشافة الرسالة الإسلامية الشهيد محمد فوزي حمادي (أبو زينب) وهو مسعف في الدفاع المدني من بلدة ميس الجبل. كما نعى حزب الله علي غالب شقير “جهاد” مواليد عام 1996 من بلدة ميس الجبل في جنوب لبنان.

الاغتيالات مستمرة

وبعد الظهر، اغار الطيران المسير بصاروخين على منطقة درب الحورات في ميس الجبل.. ثم اغار على رب تلاتين، وتعقيبا، صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن ان الغارة العدوة التي وقعت في البلدة أدت إلى جرح شخص نقل إلى المستشفى وحالته مستقرة. واعلن الحزب انه استهدف ثكنة زرعيت بالقذائف ‏المدفعية. ايضا اعلن انه استهدف موقع رأس الناقورة البحري بالقذائف ‏المدفعية الثقيلة.

وقرابة السادسة مساءً شن الطيران المعادي غارة استهدفت دراجة نارية في جبشيت، وأدت إلى استشهاد شخص وجرح آخر.

مواكبة سياسية

في المواكبة السياسية للتطورات، تلقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اتصالا من وزيرة خارجية كندا ميلاني جولي جرى في خلاله البحث في الوضع في لبنان والتطورات في المنطقة. وكان تشديد على ضرورة وقف التصعيد واللجوء الى الحلول السلمية وتطبيق القرارات الدولية وفي مقدمها القرار 1701.

ايضا، بحث وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب  في الاوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة ، مع كل من المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت، وسفير اسبانيا لدى لبنان هيسوس سانتوس اغوادو.

الوضع خطير للغاية

من جهته، علق مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك بشأن خطر اندلاع صراع أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط. وقال في بيان وزعه مكتب الامم المتحدة في بيروت “أشعر بقلق عميق إزاء الخطر المتزايد لاندلاع صراع أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط، وأناشد جميع الأطراف، إلى جانب الدول ذات النفوذ التحرك بشكل عاجل لتهدئة الوضع الذي أصبح خطيراً للغاية”. وشدد على”وجوب أن تكون حقوق الإنسان، وأولاً وقبل كل شيء حماية المدنيين، على رأس الأولويات”.

مساعدات طبية

وفي إطار الإجراءات الاحترازية، تسلم وزير الصحة فراس الأبيض شحنة مساعدات طارئة، مقدمة من “منظمة الصحة العالمية” للبنان بزنة “32 طنا من المستلزمات الطبية والأدوية المخصصة لمعالجة إصابات الحرب”، في إطار رفع جهوزية القطاع الصحي لمواجهة أي تصعيد محتمل في العدوان الإسرائيلي على لبنان. في غضون ذلك، أكد نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون أنه رفع مخزون المستلزمات الطبية قدر الامكانات المادية، بما يكفي لحوالي ثلاثة أشهر في حال توسع الحرب بصورة كلاسيكية على غرار العام 2006.

مغادرون

في الاثناء، واصلت دول عدة عمليات إجلاء رعاياها من لبنان بصورة عاجلة، ما أحدث زحمة خانقة في مطار رفيق الحريري الولي، خصوصًا في ظل وقف عدد كبير من الشركات رحلاتها الى بيروت.

معاقبة الكيان

وسط هذه الاجواء، اكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في مؤتمر صحافي ان “ايران لا تسعى إلى تصعيد التوتر في المنطقة، وقد بذلت كل جهودها لوقف آلة الحرب الإسرائيلية واستعادة الاستقرار في المنطقة”. وقال: “من المؤسف أن هذا الكيان  الصهيوني الذي استجاب بشكل سلبي لجهود جميع الأطراف التي أرادت العودة إلى الاستقرار، وقام بأعمال وعمليات استفزازية أخرى، بما في ذلك الإرهاب العابر للحدود في لبنان وسوريا وإيران وغيرها من البلدان، وعرض الأمن في المنطقة للخطر”. واشار الى انه “إذا استخدمت إيران حقها في معاقبة الكيان، فإن ذلك يهدف إلى إرساء الاستقرار في المنطقة. ولو عملت أميركا وفق مسؤوليتها الأخلاقية، لما شهدنا هذا المستوى من خطر عدم الاستقرار في المنطقة”. واوضح ان” إيران لا تسعى إلى زيادة التوتر فحسب، بل تسعى أيضا إلى إرساء الاستقرار، ولكنها تعتقد أن الاستقرار سيتحقق بمعاقبة المعتدي”. ونفى كنعاني توجيه أي رسالة إلى تل أبيب عبر وزير خارجية مصر، أو وصول وفد أميركي إلى طهران لبحث رد إيران المتوقع على إسرائيل.

الرد اليوم؟

في الغضون، أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وزراء خارجية دول مجموعة السبع أن هجوم إيران و”حزب الله” على إسرائيل قد يبدأ الاثنين، حسبما أفاد موقع “أكسيوس” الإخباري. وأشارت المصادر لـ “أكسيوس” إلى أن بلينكن قال إن “الولايات المتحدة تعتقد أن إيران و”حزب الله” سينتقمان، لكن ليس من الواضح بعد ما هو الشكل الذي سيتخذه الانتقام”. وفي الوقت نفسه، أوضح بلينكن بحسب المصادر، أن الولايات المتحدة لا تعرف التوقيت الدقيق للهجوم المحتمل، لكنه أكد أنه قد يبدأ خلال 24-48 ساعة المقبلة. وأشار “أكسيوس” إلى أن بلينكن أبلغ وزراء خارجية مجموعة السبع أن زيادة عدد القوات الأميركية في المنطقة تستهدف “أغراضاً دفاعية بحتة”.