حصاد اليوم- نصرالله يؤكد أن المعركة تجاوزت الإسناد وبريطانيا تحذّر من سوء حسابات تؤدي الى التصعيد
ردّ الأمين العام لـحزب الله” السيد حسن نصرالله على “تحيّة” رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بمثلها، مؤكدًا بدء مرحلة الحرب المتفلتة من أية ضوابط، ما يجعل الحرب الشاملة بحكم الأمر الواقع، وإن بعد حين. وبموازاة الاستنفار السياسي والدبلوماسي المحلي والدولي غير المسبوق لتحجيم ردّي إيران و”حزب الله” على اغتيال إسرائيل اسماعيل هنية في طهران وفؤاد شكر في الضاحية الجنوبية، أطل نصرالله خلال تشييع شكر ليؤكد “أننا أمام معركة كبرى ومفتوحة تجاوزت مسألة جبهات الاسناد لقطاع غزة”، مشيرًا إلى أنّ “المعركة دخلت مرحلة جديدة”.
إيران لن تسكت
وتحدث نصرالله نيابة عن الإيرانيين قائلًا: “هل يتصورون بأنهم سيقتلون إسماعيل هنية في طهران وأن إيران ستسكت؟ ما سمعناه من الإمام الخامنئي وكل المسؤولين الإيرانيين، أنهم لا يعتبرون فقط أنه تم المس بسيادتهم، بل يتحدثون عن المس بسيادتهم وأمنهم وهيبتهم وشرفهم”.
وتوجه الى العدو بالقول: “أنتم لا تعرفون أية خطوط حمر تجاوزتم، ونحن في كل جبهات الاسناد دخلنا مرحلة جديدة مختلفة عن السابق. اليوم على العدو أن ينتظر ثأر الشرفاء في هذه الأمة وانتقامهم لكل الدماء التي بذلت”. واكد ان”المقاومة لا يمكن إلا أن ترد وعلى العدو ان ينتظر ردنا الآتي حتماً، وبيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان”.
وساطات دولية
في المقابل، وفيما هددت إسرائيل بأن الحرب الشاملة ستقع لا محال في حالة الرد الإيراني، طلب وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن من قطر نقل رسالة إلى طهران بعدم الرد على إغتيال هنية، فيما انهالت الدعوات الدولية على ايران لتهيّب الوضع وعدم تفجير المنطقة.
تحذير إسرائيلي
وبالتزامن مع الترقب الدولي لرد فعل ايران، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن أن إسرائيل نقلت رسالة إلى “حزب الله” عبر دبلوماسيين غربيين تفيد بأن استهداف المدنيين الإسرائيليين بشكل واسع سيؤدي إلى حرب شاملة. وقالت الصحيفة إن الرسالة الموجّهة إلى “حزب الله” أشارت إلى أن إسرائيل تستهدف القادة والمقاتلين في “الحزب” بدلاً من البنية التحتية، والتوقع كان أن “حزب الله” يجب أن يستهدف فقط العسكريين الإسرائيليين. وذكرت الصحيفة أن “حزب الله والحرس الثوري قد يؤخران الرد من أجل الاستعداد بشكل شامل”، وأشارت إلى أن “إسرائيل تستعد لرد محتمل مشترك بين حزب الله والحرس الثوري الإيراني”. من جهة أخرى، أفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية على جهوزية عالية لاعتراض أي تهديد من لبنان فيما تحلّق مقاتلات من سلاح الجو في أجواء البلاد.
تحرّك بريطاني
وفي إطار المساعي الخارجية لتفادي التصعيد، جال وزير الخارجية البريطانية ديفيد لامي ووزير الدفاع جون هيلي على المسؤولين اللبنانيين. اولى محطاتهما المحلية كانت في قصر بسترس حيث استقبلهما وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، الذي شدد على أهمية التطبيق الكامل للقرار 1701 باعتباره المفتاح الأساس لعودة الهدوء الى جنوب لبنان. كما حذّر من خطر الانزلاق الى حرب شاملة في حال لم تقم الدول المؤثرة القريبة والصديقة لاسرائيل بالضغط عليها لخفض التصعيد ولجمها عن اللجوء الى الخيار العسكري غير المسؤول. في المقابل أعرب وزير الخارجية البريطاني عن قلقه من أن يؤدي سوء حسابات الأطراف كافة الى جرّ المنطقة لمزيد من التصعيد.
مستعد للدفاع
وفي مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الوزيرين البريطانيين. وجدد بري التأكيد “أن لبنان لا يريد الحرب ، لكنه في نفس الوقت مستعد للدفاع عن نفسه، وأنه على مدى أشهر كانت مساعيه وجهوده مع كافة الدول المهتمة بلبنان، الوصول للظروف التي تسمح بتطبيق القرار 1701 الذي التزم به لبنان منذ اليوم الأول لإقراره، والذي نرى الفرصة لتطبيقه بوقف دائم للعدوان على قطاع غزة أو من خلال هدنة لأسابيع”. وأكد الوفد الوزاري البريطاني، في خلال اللقاء “إهتمام بلاده بوجوب الوصول الى التهدئة ووقف لإطلاق النار في غزة ولبنان”، مبديا “قلقا بالغا من التصعيد الأخير”، لافتا الى “أن اي سوء تقدير لهذا التصعيد قد يؤدي الى توسيع رقعة الحرب في المنطقة”.
الـ1701 هو الحل
بعدها، زار الوفد السراي حيث التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي شدد على “ان اسرائيل إنتهكت السيادة اللبنانية واعتدت على ارضنا مخالفة القوانين الدولية وتعتدي يوميا على المدنيين المدنيين بشكل سافر”. وقال “إن الحل لن يكون الا سياسيا عبر تطبيق القرارات الدولية بما فيها القرار 1701، داعيا بريطانيا والمجتمع الدولي الى الضغط على اسرائيل لوقف عدوانها”. أما وزير الخارجية البريطاني فدعا جميع الاطراف الى احترام القرار الدولي الرقم 1701 وتطبيقه بكل بنوده ومندرجاته.
مرض غزة
ليس بعيدا، إستقبل ميقاتي سفير مصر لدى لبنان علاء موسى الذي زار ايضا عين التينة. وقال: “اكدت لميقاتي موقف مصر الثابت والرافض لاي اعتداء على لبنان، والوقوف الى جانبه دوماً، فالتصعيد الاسرائيلي هو الذي يقود إلى العنف ونؤكد مرة أخرى على ان سياسة الاغتيالات لن يكون لها الا نتائج سيئة على الجميع وعلى المنطقة”. وأضاف: “الجبهة في لبنان مهمة للغاية لكنها عارض لمرض رئيسي هو الوضع في غزة، ونحن سنتعامل مع شركائنا الإقليميين والدوليين ومع مجلس الأمن من اجل إصدار قرار ملزم لوقف إطلاق النار في غزة”.
المخرج الوحيد
ايضا، استقبل ميقاتي وفدا من “نواب المعارضة” ضم النواب ميشال معوض، جورج عقيص، مارك ضو، ميشال الدويهي، اديب عبد المسيح، اضافة الى الوزير السابق الان حكيم. وقال ضو بعد اللقاء “بعد ما شهدناه من مخاطر نتيجة العملية التي حصلت في بيروت وتداعيات العمليات التي جرت في طهران، لا نرضى ان يكون لبنان ساحة لتصفية الحسابات لاحد وعرضة للمخاطر من اجل خدمة أي اهداف إقليمية او رد أي اعتبار لاي قوى إقليمية”. وأضاف: “لا مخرج لاحد من الاحداث والقتال الذي نشهده اليوم، الا عبر تطبيق القرار 1701″.
شكويان
في الغضون، تقدمت وزارة الخارجية بشكوى أمام مجلس الأمن الدولي وأمام الأمين العام للأمم المتحدة عبر بعثتها الدائمة في نيويورك، طالبت بموجبها الدول الأعضاء في مجلس الأمن بـ”إدانة الاعتداءات الإسرائيلية السيبرانية على لبنان والتي تشكل خطراً جدياً على خدمات الطيران المدني فيه، وتهدد أمن وسلامة شبكات الاتصال والأجهزة والتطبيقات والبيانات الإلكترونية في المنشآت والمرافق الحيوية اللبنانية”.
كما تقدمت بعثة لبنان الدائمة في نيويورك اليوم بشكوى أخرى إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، بشأن عدوان إسرائيل الأخير على ضاحية بيروت الجنوبية.
تحذيرات وإجراءات
وبينما لا تزال حركة الطيران تتاثر بالغاء الشركات رحلاتها الى بيروت، طلبت أستراليا من مواطنيها في لبنان المغادرة على الفور، قائلة إن هناك خطرًا حقيقيًا من تصاعد حدة التوتر على نحو خطير بين إسرائيل و”حزب الله”. كما نصحت فرنسا مواطنيها بعدم السفر إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية ولبنان، وسط مخاوف من تصعيد حاد في الشرق الأوسط.
غارة على شمع
ميدانيًا، وفيما تواصل القصف المدفعي على عدد من قرى الجنوب، استهدفت غارة معادية بعد ظهر اليوم منزلًا في المنطقة الواقعة بين بلدتي شمع وطيرحرفا لجهة مجدل زون، في القطاع الغربي، ما أدى الى سقوط ثلاثة شهداء وخمسة جرحى حال بعضهم خطرة.