خاص- كم من خمسة أيام تريدون بعد؟
نقف اليوم على بعد خمسة ايامٍ من الذكرى الرابعة لتفجير مرفأ بيروت، اربع سنوات والجرح لم يلتئم لا بل ما زالت الدولة تنكّل به مع كلّ إشراقة يوم تعطيلٍ اضافيّ بالملفّ، أمّهات ضحايا لا تبرّد قلوبهنّ سوى معرفة من قتل فلذات اكبادهنّ، واباءٌ لا يثلج صدورهم سوى معلومة عن من قضى على أبنائهم، وجرحى لا تخفي ندوبهم سوى رؤية الفاعلين خلف قضبانٍ حديدية.
رئيس الّا دولة آنذاك، اعلن يوم السابع من اب 2019، اي بعد ثلاثة ايام من الواقعة الأليمة، عن انّ تحقيقًا سيستغرق خمسة ايام وعلى أثره ستكون ابواب المحاكم مفتحوحةً امام الكبار والصغار ولن يكون هناك اي غطاء لكل من تورّط بالجريمة، فرحل “الرئيس” ورحل التحقيق ورحلت الحقيقة، وابواب المحاكم أغلقت وفتحت مكانها ابواب المجلس النيابي ليتربّع على كراسيه بعض المتّهمين وكأنّ أسماءهم لم ترد في محاضر التحقيق ضاربين بعرض الحائط القوانين ملتحفين بغطاءٍ كان قد وعد “الرئيس القوي” بتجريدهم منه… فأمام أي تغييرٍ وإصلاحٍ كنّا يا فخامة “الرئيس”؟
كم من خمسة ايامٍ مرّت منذ ذلك التصريح وكم من قانونٍ تمّ تجاوزه منذ ذلك اليوم وكم علينا ان ننتظر لتظهر حقيقة ما جرى في ذلك اليوم الذي باتت فيه بيروت ثكلى تبكي اكثر من 220 من ابنائها غدروا ولم يستشهدوا وتضمّد جراح اكثر من سبعة آلافٍ جرحوا، تنادي بعودة آلافٍ تركوها محطّمة القلب والبنيان وهاجروا بعيدًا حيث لا مصير مجهول ولا خوف من انفجارٍ ولا صاروخ ولا نيترات ولا دولة مهترئة فاسدة.
نقف اليوم على بعد خمسة أيامٍ من الذكرى الرابعة لانفجار الفساد بوجهنا قبل وجه من نصّبتموهم انتم زعماء علينا منتظرين مكتوفي الأيدي ان يحدّدوا مصير حقيقةٍ من ابسط حقوقنا ان نعرفها… من قتلنا؟ من شوّهنا؟ من دمّر بيوتنا وأحلامنا؟
كم من انفجار تريدون لتتحركوا؟ كم من قتيلٍ وجريحٍ تريدون لتستفيقوا من سباتكم العميق؟ كم من خمسة أيامٍ تريدون بعد؟