حصاد اليوم- لبنان يترقّب الضربة الإسرائيلية المنتظرة ورعايا أجانب يغادرون وشركات طيران تعلّق رحلاتها
في ضوء التصريحات السياسية والتطورات العسكرية المتصاعدة، لم يعد السؤال المطروح هل ستوجه إسرائيل ضربة قاسية للبنان ردًا على هجوم مجدل شمس السبت، بل متى وأين ستكون هذه الضربة، وما هي أبعادها وحدودها. في الأثناء ما زالت المعطيات السياسية والامنية والدبلوماسية المتوافرة غير كافية لتحديد طبيعة الردّ من جهة وما اذا كانت سرعة الاتصالات على اعلى المستويات الدولية ستحد من خطورته، خصوصا ان دولًا كبرى كانت اول من حثت رعاياها على مغادرة لبنان نظرا للخطر الامني المحدق به، في حين علقّت شركات طيران عالمية رحلاتها لفترة غير محددة، ليكتمل بذلك مشهد عزل لبنان عن العالم. في المقابل لا إجراءات عملية من السلطة السياسية العاجوة في لبنان باستثناء بعض التصريحات التي لا تغيّر في المعادلات حاضرًا أو مستقبلًا.
ترقب ثقيل
وفي ظل حال الترقب الثقيل، نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول إسرائيلي قوله: نريد إيذاء “حزب الله” لكننا لا نسعى إلى حرب إقليمية شاملة. ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين ان إسرائيل تتأهّب لاحتمال اندلاع قتال لبضعة أيام بعد هجوم الجولان. من جانبها، اشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الى ان الرد على “حزب الله” سيكون “محدوداً لكنه ذو مغزى”.
رد واضح وقوي
دوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن “حزب الله” سيدفع ثمناً وسنترك الأفعال تتحدث لا الأقوال. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: الردّ سيكون واضحاً وقويّاً وسيستهدف “حزب الله” ونصرّ على إبعاده عن حدودنا وهذا هو الهدف الأكبر.
بين واشنطن وتل أبيب
في الغضون، تستمر الاتصالات الدولية لتفادي الاسوأ. فقد اكد وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن في اتصال هاتفي مع الرئيس الإسرائيلي أهمية منع تصعيد الصراع، فيما تركزت المحادثات، وفق وكالة “رويترز”، في حل دبلوماسي يسمح للسكان على جانبي الحدود الإسرائيلية واللبنانية بالعودة لمنازلهم.
لضبط النفس
في المقابل، واصل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اتصالاته الدبلوماسية المكثفة، وتلقى في هذا الاطار اتصالا من وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي الذي “جدد دعوة جميع الاطراف الى ضبط النفس منعا للتصعيد”. كما دعا “الى حل النزاعات سلميا وعبر تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة”.
بدوره، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط الأدميرال ادوارد اليغرين، حيث تم عرض للأوضاع في لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة إسرائيل لعدوانها على لبنان وقطاع غزة .
كما استقبل قائد الجيش العماد جوزيف عون في مكتبه في اليرزة المنسقة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان جانين بلاسهارت وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.
تعليق رحلات جوية
وسط هذه الأجواء، اعلنت مجموعة “لوفتهانزا”، في بيان، انها علقت رحلاتها الجوية إلى العاصمة اللبنانية بيروت حتى 30 تموز بسبب الوضع الراهن في الشرق الأوسط. وأضافت الشركة أن الرحلات الجوية التابعة للمجموعة، وهي الخطوط الجوية الدولية السويسرية و”يورو وينغز” و”لوفتهانزا” جرى تعليقها “كإجراء احترازي”. لاحقا، اعلنت “لوفتهانزا” الألمانية تمديد التعليق حتى 5 آب المقبل. بدوره اعلن طيران سويسرا تعليق رحلاته من وإلى بيروت حتى 5 آب. وعلقت شركتا الخطوط الجوية الفرنسية و”ترانسافيا” رحلاتهما نحو بيروت ليومين. وعلقت شركة “الملكية الأردنية” رحلاتها إلى بيروت وألغت رحلتين. وتم إلغاء رحلات “يورو وينغز” من بيروت وإليها حتى 5 آب في ظل التطورات في الشرق الأوسط.
الرعايا الأجانب
في السياق نفسه، نصحت السفارة الأميركية في بيروت رعاياها بمغادرة لبنان بأسرع وقت. ونشرت على منصة إكس” مقطع فيديو لمساعدة وزير الخارجية الأميركية للشؤون القنصلية رينا بيتر قالت فيه “ان الرحلات التجارية المعتادة هي دائما الخيار الأفضل، بينما ما زالت وسائل التواصل والمواصلات والبنية التحتية سليمة وتعمل بشكل طبيعي، تأكدوا من صلاحية جوازات سفركم على أنها صالحة وفي حال لم يكن جواز سفركم صالحًا لأكثر من ستة أشهر الرجاء زيارة موقع السفارة الأميركية في بيروت للحصول على موعد لتجديده. في حال لم تعد الرحلات التجارية متاحة، على الأشخاص الموجودين في لبنان التحضير لأخذ ملاجئ أماكن تواجدهم لفترات طويلة”… من جانبها، قالت الخارجية الألمانية: “ننصح رعايانا بمغادرة لبنان بشكل عاجل”. وطلبت السعودية من مواطنيها التقيد بقرار منع السفر إلى لبنان. وحث وزير الخارجية الإيطالية رعايا بلاده على مغادرة لبنان.
غارات وقصف
في تطورات الميدان، شنّت مسيّرة إسرائيلية، في وقت مبكر صباحا، غارتَين استهدفتا سيّارة ودراجة نارية، تباعاً، في محيط شقرا. في السياق، أفاد الدفاع المدني في الجنوب عن سقوط شهيدين و3 جرحى بينهم طفل في القصف على محيط بلدة شقرا. ونعى “حزب الله” لاحقًا “الشهيد عباس فادي حجازي من بلدة مجل سلم الجنوبية”، “والشهيد عباس محمد سلامي “زين العابدين” مواليد عام 1991 من بلدة خربة سلم وسكان بلدة شقرا في جنوب لبنان. ايضا، شن الطيران الاسرائيلي غارة على حولا واخرى على كفرحمام جنوبا. واستهدف قصف مدفعي أطراف بلدة عيترون. وتعرضت الاحياء السكنية في منطقة الصافح جنوب بلدة ميس الجبل لقصف مدفعي، وكذلك أطراف بلدة مركبا وميس الجبل.
عمليات الحزب
في المقابل، اعلن “حزب الله” انه “قصف موقع البغدادي الإسرائيلي بعشرات من صواريخ الكاتيوشا”. واشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى “رصد سقوط 4 صواريخ في منطقة الجليل الأعلى قرب الحدود اللبنانية من دون انطلاق صفارات الإنذار”. وافيد عن “حرائق كبيرة إندلعت في الاحراج المحيطة بكريات شمونا بعد سقوط صواريخ في المنطقة”.
حكم الغابة
في المواقف، كتب النائب وضاح الصادق عبر حسابه على “اكس”: “ما هو المنطق في عدم تشكيل لجنة طوارئ حكومية باجتماعات مفتوحة، وعدم دعوة مجلس النواب إلى اجتماع طارئ، والبلاد تشهد واحدة من اسوأ الأزمات في تاريخها. من يحكم هذه الغابة التي اوصلونا اليها؟”
من جهته، كتب النائب ميشال ضاهر عبر منصة “اكس”: “يمرّ لبنان بأوقات عصيبة جداً. علينا التيقّظ والحذر بموازاة استنفار كل الامكانات لمواكبة التطوّرات. كما أدعو الرئيس ميقاتي والحكومة اللبنانية لاعلان حال طوارئ دبلوماسية والاستعانة بكل أصدقاء لبنان لضبط الأمور وتجنيب المنطقة الانزلاق الى حرب شاملة لا تحمد عقباها”.
المرفأ والرئاسة
سياسيا، اتهم رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع الأطراف نفسها التي عطلت التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت بتعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية. وأوضح أن هؤلاء الأطراف لا يريدون انتخابات رئاسية حقيقية، بل يريدون ترتيب الأمور في الغرف المظلمة لاختيار رئيس الجمهورية بشكل صوري.