حصاد اليوم- “الهدهد 3” يعود بفيديوهات من إسرائيل وباسيل يرسل للحزب إحداثيات تموضعه الجديد
فيما يستمر الشلل والتعطيل مسيطرين على الساحة الداخلية، يناقش مجلس الامن الدولي رسالة المبعوثة الاممية الى لبنان حول القرار 1701، ويلقي رئيس الحكومة الاسرائيلية بينامين نتنياهو خطابا امام الكونغرس الاميركي في الساعات المقبلة، قبل ان يجتمع مع كبار المسؤولين الاميركيين، مع ما ترتّب هذه المحطات الدولية من تداعيات على الداخل اللبناني.
هدهد جديد
وبينما يناقش مجلس الأمن القرار 1701، يواصل الطرفان، لبنان وإسرائيل، خرقه يوميًا حتى تحولت القوة الدولية في الجنوب “اليونيفل” إلى مجرّد شاهد على حرب مفتوحة لا قدرة لها على وقفها.
واليوم نشر “حزب الله” فيديو “الهدهد 3” الذي يظهر خرق العمق الإسرائيلي يوم أمس، وهذه المرة في عمق قاعدة “رامات دافيد” الجوية الإسرائيلية، والتقاط الفيديوهات والصور للمكان. ولفت الاعلام الحربي الى ان “هذه المرة الأولى في تاريخ الكيان التي يجري فيها إختراق المجال الجوي لقاعدة جوية صهيونية، وانه على الرغم من الاستنفار العالي داخل الكيان الصهيوني وتوقعه هجمات من اليمن تمكنت المقاومة من إرسال الطائرة”.
وأكد “ان المقاومة من خلال “الهدهد3″، تمكنت من تضليل الدفاعات الجوية وأجهزة الرصد والاستطلاع والعودة بالصور المطلوبة للقاعدة الجوية”.
في الميدان، تعرضت كفرشوبا وحولا لقصف مدفعي اسرائيلي. كما شنت الطائرات الإسرائيلية غارة استهدفت منزلاً في بلدة كفرحمام ما ادى الى تدميره بشكل كامل. واغار الطيران المسير على بلدتي كفركلا وحولا دون تسجيل اصابات. وشن الطيران الحربي غارة على بلدة طيرحرفا في قضاء صور استهدفت منزلاً في البلدة بصاروخين ودمرته تدميراً كلياً.
زيادة مدى النيران
في المقابل، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن “حزب الله” يواصل زيادة مدى نيرانه إلى مناطق لم يتم إخلاؤها. واعلن الجيش الإسرائيلي ان قوات لواء الاحتياط استكملت هذا الأسبوع تمرينا يحاكي سيناريوهات الحرب في لبنان. واشار ايضا الى إصابة 14 عسكريا في غزة والضفة الغربية والحدود مع لبنان خلال الساعات الـ 24 الماضية.
الوضع متقلب
تزامنًا، اشارت السفارة الكندية في لبنان في رسالة وجهتها الى الكنديين والمقيمين الدائمين وأفراد أسرهم المباشرين في لبنان، الى ان “الوضع في لبنان متقلب وغير قابل للتنبؤ بسبب الأحداث الأخيرة والمستمرة في إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة”، ولفتت الى ان “على الكنديين والمقيمين الدائمين وزوجاتهم وأطفالهم اتباع نصائح السفر إلى لبنان والمغادرة حيث الرحلات الجوية التجارية متاحة”.
الخسائر هائلة
في المواقف، وبينما لا رد من عين التينة على المطالبة بجلسة مساءلة للحكومة في ملف حرب الجنوب، أشار عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور إلى أن “الخسائر البشرية والصحية والعمرانية والزراعية والبيئية نتيجة للإعتداءات الإسرائيلية باتت هائلة، بحيث تشير التقديرات الأولية للمؤسسات اللبنانية المعنية إلى كلفة تقريبية تبلغ ملياري دولار أميركي حتى اللحظة عدا عن الأضرار والخسائر الأخرى”. وقال أبو فاعور في تصريح بعد اجتماع لجنة الشؤون الخارجية النيابية مع سفراء الدول الأوروبية لعرض نتائج الاعتداءات الإسرائيلية: “نحتاج إلى خطة واضحة وجهد دبلوماسي وسياسي منظم للتعامل مع نتائج الاعتداءات الاسرائيلية في أسرع وقت ممكن، وتبقى مصلحة لبنان العليا في تطبيق القرار 1701 لمصلحة لبنان وليس لمصلحة أي طرف آخر بموازاة الاستمرار في الدعم السياسي للشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة للاحتلال”.
جبران ينحني للشهداء
من جهته، وفي محاولة أخرى لرأب الصدع مع “حزب الله”، قال رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في عشاء منطقة المتن: “نحن ننحني لجميع الشهداء، وننحي اجلالا لشهدائنا في الجنوب ولو كنا غير موافقين على الاستراتيجية الهجومية وخصوصا أننا نتفق على الاستراتيجية الدفاعية وليس الهجومية، لكنهم يستشهدون، ولو لم يقوموا بذلك لكانت اجتاحتنا اسرائيل”. ايضا، لفت الى أن “من مد لنا يده متنيا مددنا له يدنا وفتحنا قلبنا وسنعمل معه في البلديات والنيابة ومع رفاقنا في حزب الطاشناق لتحسين أوضاع البلدات ونعمل سويا لإنماء المتن”.
استهتار بالشراكة
رئاسيا ايضا، استغرب النائب اشرف ريفي “رفض الثنائي الشيعي لقاء وفد المعارضة والاستماع الى طرحه، واضعا ذلك في خانة الاستهتار بالشراكة الوطنية والقوى السياسية”، مؤكدا ان “ما تطرحه المعارضة وطني سيادي ودستوري مئة بالمئة وهو ما لا يريده حزب الله”. وفي حديث اذاعي أشار ريفي الى ان “الحزب أداة ايرانية تخدم مشروع طهران وليس لبنان”، مشددا على ان “قوى المعارضة لن تتخلى عن وطنيتها ولن تصرخ أولا”، وقال: “لقد ولّى زمن الخضوع لحزب الله. ونعدّ العدة للمواجهة المقبلة”. وأوضح ريفي ان “خطاب المعارضة ليس مزدوجا إنما هناك مواقف تتطلب واقعية في التعاطي للحفاظ على مصالح لبنان العليا”.
التعطيل والحرب
بدوره، استقبل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب، رئيس “مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان” ادوارد غبريال ترافقه شيّان معوض، بحضور رئيس جهاز العلاقات الخارجية في الحزب الوزير السابق ريشار قيومجيان وعضو الهيئة التنفيذية جوزف جبيلي، حيث تم التداول في التطورات على الساحتين المحلية والإقليمية، لا سيما في موضوعي تعطيل الانتخابات الرئاسية من قبل فريق الممانعة، والحرب الدائرة في غزة والجنوب اللبناني وانعكاساتها السلبية على لبنان.