حصاد اليوم- تخلّف لبنان استعصى على مايكروسوفت وجبهات الممانعة تصعّد عملياتها في العمق الإسرائيلي‏

حصاد اليوم- تخلّف لبنان استعصى على مايكروسوفت وجبهات الممانعة تصعّد عملياتها في العمق الإسرائيلي‏

الكاتب: beirut24
19 تموز 2024

من قال أن التخلّف والجهل لا ينفعان صاحبهما أحيانًا؟ فالنظام التكنولوجي العالمي الذي أصيب بالشلل بعدما انهار من دون سابق إنذار، أصاب الاقتصاد العالمي بخسائر بالمليارات جراء توقف المطارات والمصارف والبورصات العالمية والمستشفيات وحركة التجارة العالمية لساعات عدة، جراء عطل عارض في شركة “مايكروسوفت” انعكس على المستخدمين في كل أنحاء العالم.

وحده لبنان لم يتأثّر بالانهيار وبقي بمنأى عن الأزمة العالمية، لا لشيء، إلا لأن تخلفه عن اللحاق بركب التكنولوجيا العالمية جنّبه الازمة التي لم يشعر بها إلا بشكل محدود ولفترة قصيرة في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.

قصف وغارات

إلا أن التخلّف التكنولوجي لم ولن ينجي لبنان من تداعيات الحرب التي تفتك بالبشر والحجر جنوبًا، فاستمر القصف الاسرائيلي على القرى والبلدات الجنوبية. وسقطت قذيفتان اليوم قرب مخفر الدرك عند مفرق المرج في بلدة حولا التي استُهدِفت بغارتين على منزلين في بئر المصلبيات مفترق العباد، ووقعت الغارة الثانية اثناء وجود فريق الدفاع المدني في مكان الغارة الأولى، ما ادى الى إصابة أحد المتطوعين بجروح طفيفة وآخر بالاختناق. وتعرض محيط بلدتي الضهيرة ويارين وأطراف بلدة مجدل زون منطقة السفرجل ووادي حسن لقصف اسرائيلي. كما اغار الطيران الحربي الاسرائيلي مستهدفا بلدة بليدا بصاروخين، وكذلك بلدة عيتا الشعب.

توسيع رقعة العمليات

من جهته، اعلن “حزب الله” في بيان، انه “استهدف موقع رويسات العلم في ‏تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بصاروخ “وابل” الثقيل وهو من صناعة مجاهدي المقاومة الاسلامية ما ‏أدى إلى إصابة الموقع إصابة مباشرة وتدمير قسم منه واشتعال النيران فيه”.‏ وأكد الحزب في بيان انه “ردا على اعتداءات العدو الإسرائيلي التي طالت المدنيين بالأمس في بلدات صفد البطيخ ومجدل سلم وشقرا، قصف مجاهدو ‏المقاومة الإسلامية وللمرة الاولى، ثلاث مستعمرات جديدة ‏وهي: أبيريم، نيفيه زيف ومنوت ‏بعشرات صواريخ الكاتيوشا. ‏وأعلن أيضاً أن عناصره استهدفوا انتشاراً لجنود الجيش الإسرائيلي في محيط ثكنة ‏راميم بصاروخ “بركان” وأصابوه إصابة مباشرة واندلعت النيران في المكان”. ‏
ونعى “حزب الله”، في بيان، “الشهيد محمد حسن مصطفى “مرتضى” مواليد عام 1987 من بلدة عيترون في جنوب لبنان”.

صواريخ من الجنوب

في المقابل، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية ان نحو 70 صاروخاً أطلقها “حزب الله” على إسرائيل منذ صباح اليوم. وأعلن الجيش الإسرائيلي “اعتراض هدف جوي تسلّل من لبنان من دون وقوع إصابات”. كما إندلعت حرائق في مستوطنة نهاريا الإسرائيلية، بعد إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان.

مسيّرة على تل ابيب

اقليميا، وفي تطور لافت، وقع انفجار قوي في شارع بن يهودا في تل أبيب، بالقرب من السفارة الأميركية، سُمعت أصداؤه في مناطق عدة وسط البلاد. وقال المتحدث العسكري الاسرائيلي دانييل هاغاري أن المسيرة الهجومية على تل أبيب انطلقت “بحسب تقديرنا” من اليمن واصطدمت بمبنى في وسط تل أبيب ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة ثمانية آخرين بجروح طفيفة. وأضاف المتحدث: “إن التحقيق الأولي أظهر أن المسيرة إيرانية الصنع من طراز صماد-3 واستخدمت في الهجوم الذي انطلق من اليمن بحسب تقديرنا”.

مبعوث روسي

وفي ظل المراوحة المحلية، إستقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي المبعوث الخاص لوزير الخارجية الروسي إلى لبنان فلاديمير سافرونكوف في السراي، وتم خلال اللقاء البحث في الوضع في جنوب لبنان وفي غزة ومسار السلام المتوقف. وشدد الموفد الروسي خلال اللقاء على ضرورة قيام كل الاطراف بضبط النفس تمهيدا لاحياء عملية السلام، ولفت الى ان زيارته للبنان تندرج في اطار جولة في المنطقة. ومن السراي، انتقل المبعوث الروسي والوفد المرافق الى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة حيث كان في استقباله رئيس مجلس النواب نبيه بري، وجرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.

مبادرة المعارضة

في تطورات الملف الرئاسي، التقى النواب في قوى المعارضة، الياس حنكش، فؤاد مخزومي، ميشال الدويهي، وغسان حاصباني قبل الظهر في المجلس النيابي، كتلة “نواب الارمن” آغوب ترزيان، وهاغوب بقرادونيان وذلك في اطار مبادرة نواب المعارضة بشأن الاستحقاق الرئاسي.

سجال جعجع وبري

وغداة حديث صحافي للرئيس بري اليوم، أصدر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بيانا اعتبر فيه “إنّ ربط الرئيس بري طاولات الحوار التي جرت عاميّ 2008 و2016 بانتخاب رئيس للجمهورية، غير صحيح ويُنافي الوقائع كلها، حيث أنّ طاولة الدوحة عُقِدت لمعالجة أزمة عسكرية أمنية متفاقمة تسبّب بها “حزب الله” بعد اجتياحه العاصمة وبعض الجبل، وليس لحلّ مسألة الانتخابات الرئاسية.. كما أنّ استذكار الرئيس بري لاجتماعات اتفاق الطائف، في غير مكانه، وقد كان لذلك الاتفاق ظروفه، والأحرى هنا، برئيس المجلس ومحوره أن يلتزموا هذا الاتفاق وتاليًا مندرجات الدستور، ويكفّوا عن التعطيل وابتداع أعراف جديدة. أمّا وقد قال الرئيس بري بأنّ “الأطراف جميعًا وافقوا على الحوار ما عدا واحدًا لا يريده”، ممتاز، وما عليه إذًا إلّا أن يعقد حواره هذا مع الأطراف هذه، بقدر ما يشاء، وعندما يدعو لجلسة مفتوحة بدورات متتالية، ستكون “القوات اللبنانية” أوّل الحاضرين…دولة الرئيس بري، طبِّق الدستور واُدْعُ لجلسة مفتوحة بدورات متتالية، وكفى تضييعًا للوقت وتمييعًا للحقائق وتمديدًا لمعاناة اللبنانيّين.
قبلان يردّ

في المقابل، توجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، إلى جعجع، قائلا: “لبنان ليس فرنسا، والبلد شراكة ميثاقية فعلية، والقطيعة لا تفيد البلد ولا أهله، وواقع البلد والمنطقة يعزز المناعة الوطنية ومصالحها، خصوصاً الانتصارات والإنجازات السيادية على جبهة الجنوب، التي لا تقاس من خلال الحجر بل بالقوة التي أرغمت تل أبيب على إنشاء حزام أمني، ودفعت بالجيش الأسطورة لحفر الأنفاق والخنادق للمرة الأولى في تاريخه”. وأضاف: “المطلوب – إن كنا صادقين بالنوايا والحرص على البلد وأهله – تسوية رئاسية بحجم وطنية الرئيس بري، وقدراته التاريخية مشهودة، وقد آن الأوان، ومن يقاطع يخسر لحظة التاريخ الحتمية لإنقاذ مصالح لبنان السياسية”.