حصاد اليوم- إسرائيل تواصل الاغتيالات في البقاع والجنوب ولبنان يحذّر من أن توسيع الحرب سيدمّر المنطقة
مع تراجع وتيرة الحركة السياسية رئاسيًا، أثمرت حركة التسويات والمحاصصات التي يبرع أركان السلطة في ممارستها، توافقًا في مجلس الوزراء حول ملف تلاميذ الكلية الحربية بعد تدخل الرئيس نبيه بري مع قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي لبّى طلب وزير الدفاع موريس سليم فخرج الجميع رابحًا. ومع استمرار التحركات السياسية العقيمة في الداخل، واصلت إسرائيل اغتيالاتها بقاعًا حيث قتلت مسؤولًا في “الجماعة الإسلامية”، وجنوبًا حيث قتلت عنصرًا في “حزب الله” في غارتين بمسيّرتين.
إغتيالان بمسيّرتين
في الميدان، قتل القيادي في “الجماعة الإسلامية” ابو محمود محمد جبارة جراء غارة معادية استهدفت سيارته على طريق بلدة غزة في البقاع الغربي، ممّا أدّى إلى اشتعالها. واستهدفت غارة اسرائيلية ثانية منطقة مفتوحة في الجبل فوق بلدة عين التينة في البقاع الغربي.
أما في المستجدات الميدانية على الجبهة الجنوبية، فقد أغار الطيران المسيّر الاسرائيلي على سيارة “رابيد” في بلدة جبال البطم في قضاء صور. ونعى “حزب الله” بعدها “الشهيد حسن علي مهنا “أبو هادي” من بلدة جبال البطم”. ونقل الدفاع المدني اصابات جراء الغارة. وقام الجيش الاسرائيلي بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة باتجاه بلدة الوزاني. واستهدف بلدة شيحين بصاروخ موجه. واغار الطيران المسيّرعلى غرفة غير مأهولة اندلعت فيها النيران في وادي العزية، اطراف بلدة زبقين وتوجهت فرق الاطفاء الى المكان. وشن غارة ثانية استهدفت المنطقة الواقعة ما بين ياطر وزبقين. وتسبب الدوي الهائل الناتج عن خرق الطيران الحربي الاسرائيلي لجدار الصوت وعلى دفعتين ظهرا في اجواء منطقة النبطية بانهيار جزء من سقف منزل في حي فريدي في بلدة كفرتبنيت، ونجت العائلة بأعجوبة.
عمليات الحزب
في المقابل، اعلن “حزب الله” انه قصف التجهيزات التجسسية في موقع حدب يارين بالأسلحة المناسبة ما أدى إلى تدميرها. كما أعلن الحزب انه “شنّ هجوماً جوياً بِسرب من المسيرات الإنقضاضية على قاعدة فيلون جنوب شرق مدينة صفد واستهدف أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها وحققنا فيها إصابات مؤكدة”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم مقتل ضابط متأثرا بجراح أصيب بها في انفجار مسيّرة في الجولان. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الضابط هو الرائد في الاحتياط افرايم بن عمرام (25 عاما)، كان يخدم في قاعدة “معاليه” الإسرائيلية، وقد قٌتل متأثرا بإصابة في رأسه في مستشفى رمبام في حيفا بعدما انفجرت في قاعدته طائرة مسيرة أطلقها “حزب الله”.
لبنان في نيويورك
الحماوة جنوبًا المترافقة بتهديدات إسرائلية يومية دفعت وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الى حمل الهواجس اللبنانية الى نيويورك على هامش مشاركته في النقاش المفتوح حول الحالة في الشرق الأوسط في مجلس الأمن. وعقد اليوم إجتماعات ثنائية مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ووزير الخارجية الإيراني علي باقري كني. كما التقى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيير لاكروا، ورئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش إيغر. ففي الإجتماع مع لافروف، تم التشاور في الوضع في جنوب لبنان وسبل خفض التصعيد. في لقائه مع نظيره الإيراني، تم التباحث في الأحداث والتطورات الاخيرة في المنطقة. واتفق الوزيران على ضرورة بذل كل الجهود الممكنة للتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة وفي جنوب لبنان، حيث أن أي تصعيد محتمل سوف يتطور إلى مواجهة كبيرة في المنطقة. في اللقاء مع لاكروا، عبّر بوحبيب عن إمتنان لبنان للدور الذي تلعبه قوات اليونيفل في جنوب لبنان. كما أعاد التأكيد على ضرورة تنفيذ القرار 1701 بطريقة شاملة وكاملة، مؤكدًا أن أي حرب على لبنان سَتُوَلّد الدمار ليس فقط للبنان بل للمنطقة جمعاء. في اللقاء مع رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تباحثا في الإنتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي الإنساني. كما تناولا أزمة النزوح السوري المستمر في لبنان.
حل واعتراض
في التطورات الداخلية، جلسة لمجلس الوزراء عقدت اليوم ببند وحيد حُلت فيها مسألة مباراة الدخول الى الكلية الحربية، الا ان مسألة ايجاد حل لتعيين قائد الاركان، لم تحل. فقد أصدر مجلس الوزراء قراراً وافق بموجبه على كتاب وزير الدفاع الوطني موريس سليم، إجراء مباراة بهدف إكمال عدد الضباط لدورة الكلية الحربية والذي يصل عددهم الإجمالي إلى 200، على أن يُلحق جميع الناجحين في آن واحد قبل نهاية تشرين الأول المقبل. الا ان وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي أعلن انه سجل اعتراضه على “التسوية التي تمت، فمن الأولى ان تزال التحفظات عن إصدار مرسوم رئيس الأركان وهذا ما يساعد على انتظام العمل في المؤسسة العسكرية”.
اشتدي يا أزمة تنفرجي
في المواقف، أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “الأمل اليوم أكبر من أي وقت مضى بحل الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعصف بلبنان، تبعاً للمثل اللبناني القائل “اشتدي يا أزمة تنفرجي”، فمع اشتداد الأزمة أصبحت ماهيتها ومسبباتها واضحة وجليّة أمام أعين جميع اللبنانيين، وبالتالي أصبح الجميع مجبراً على البحث عن الحلول، لذا هناك أمل أكبر في إيجاد الحل”. وشدد على “ضرورة تعرية من تسبّبا بهذه الأزمة ومواجهتهما، وهما “فريق الممانعة” و”التيار الوطني الحر”، اللذان يُعيقان التغيير في البلاد”. وأوضح جعجع، في كلمة ألقاها خلال العشاء السنوي لإذاعة “لبنان الحر”، أن “فريق الممانعة، من خلال حروبه العبثية وزج لبنان في صراعات لا علاقة له بها، دمر البنية الأساسية للدولة اللبنانية”. وقال: “هذا الفريق اضطر للتعامل مع أفسد الفاسدين من أجل تدعيم وضعيته الداخلية، ما أدى إلى تفشي الفساد في أنحاء البلاد كافة”، معتبراً أنه لا يمكن للبنان أن يتعافى في ظل سيطرة هذا الفريق”.
حداد على العدالة
الى ذلك، وتعليقا على قرار الحكومة اعلان الحداد العام في ذكرى 4 آب، كتب عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك عبر منصة “اكس”: ” كان أحرى بمجلس الوزراء، بدلاً من ان يعلن الحداد الوطني على ضحايا انفجار 4 آب، ان يعلن الحداد على العدالة وعلى نفسه لتقصيرهما الفاضح في احقاق الحق والاقتصاص من القتلة، فخنوعهما يتجاوز بفداحته الانفجار. ليت الحكومة لا تزني ولا تتصدق”.