حصاد اليوم- مبادرة المعارضة تحاول ملء الفراغ السياسي في انتظار تطوّرات خارجية لا تبدو قريبة

حصاد اليوم- مبادرة المعارضة تحاول ملء الفراغ السياسي في انتظار تطوّرات خارجية لا تبدو قريبة

الكاتب: beirut24
15 تموز 2024

لا يزال لبنان يتخبط في مستنقعه السياسي العقيم بالرغم من التحولات المتسارعة عسكريا في الجنوب وغزة، وسياسيا على مستوى المنطقة والعالم، وصولًا الى محاولة اغتيال الرئيس الاميركي السابق المرشح الرئاسي دونالد ترامب، ما يشي برسم معادلات جديدة لن يشارك لبنان في وضعها بل ستُفرض عليه، كما العادة، من الخارج.

ومع انطلاقة الأسبوع ظلت المراوحة تخيّم على المشهد السياسي، بالرغم من من مبادرة قوى المعارضة الرئاسية التي لا تزال على الطاولة، وإن لوقت ليس بطويل، بفعل تمسّك الثنائي الشيعي بشرط الحوار برئاسة رئيس مجلس النواب أوّلا، لتتم بعده الدعوة الى جلسة انتخاب.

تحرّك المعارضة

وقبيل لقاءات يفترض ان تجمع المعارضة وكل من “حزب الله” وحركة “امل” نهاية الاسبوع مبدئيا، التقى وفد نواب المعارضة: غسان حاصباني، ميشال الدويهي، اشرف ريفي وبلال الحشيمي، ظهر اليوم في مكتبة مجلس النواب، مع وفد من كتلة” التوافق الوطني” ضم النائبين حسن مراد ومحمد يحيى، وجرى البحث في مبادرة المعارضة بشأن الاستحقاق الرئاسي.

دليل جيوية

من جانبه، اعتبر النائب عبد الرحمن البزري أن المبادرات الرئاسية لإنهاء الشغور هي دليل حيوية، داعيًا إلى الإيجابية في هذا الملف. ورأى في حديث اذاعي أن الأساس هو التلاقي اللبناني- اللبناني لإحراز التقدم المطلوب في الملف الرئاسي. وعن مبادرة المعارضة، لفت البزري إلى إيجابية استجدت في المواقف لجهة القبول بمبدأ الحوار والتشاور داعيًا للبناء على هذه الإيجابية على الرغم من نقاط الخلاف حول شكل الحوار.

اللعب بالنار

 وقال رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل عبر منصة “إكس”: “لا يمكن لأحد أن يسيطر على التصعيد على جبهة الجنوب، والضرر الذي حل بلبنان كافٍ لإدانة ما قام به “حزب الله” بفتح هذه الجبهة من دون إستئذان اللبنانيين ومجلس النواب، إسناداً لغزة”. ورأى ان “التصعيد لن يؤدي الى حرب مفتوحة فالاسرائيلي لا يريد الدخول في حرب كبيرة في لبنان و”حزب الله” لا يريد حربا شاملة مع اسرائيل ولكن اليوم الجميع يلعب بالنار”.

أسئلة “القوات”

في السياق، رأت الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية” ان “محور الممانعة يواصل نشر المغالطات في الفضاء السياسي والإعلامي، ولا يمكن القفز فوق هذه المغالطات من دون تصويبها كي لا يعلق أي تفصيل غير صحيح في ذهن أحد من اللبنانيين: أولا، للذين يُبدون حرصهم على مبدأ الحوار ويدعون المعارضة إلى القبول بهذا الحوار، نلفت انتباه هذا البعض بأن المعارضة تقدمّت باقتراحين للحوار من دون المس بالدستور، وما على الممانعة سوى ان تختار المقاربة التي تريدها من هاتين المقاربتين. ثانيا، للذين يسألون عن الدوافع وراء رفض طاولة الحوار الرسمية نقول لهم بأن الناظم للانتخابات الرئاسية هو الدستور، والخروج عنه مرفوض، والدستور لا ينص على أي طاولة حوار رسمية.. ثالثا، قال البعض، أمس، أن “التمترس وراء آراء جامدة لا يفيد”، ولكن بربكم من الذي يتمترس وراء آراء جامدة ولا يتحرك قيد أنملة، أليس من رشح الوزير السابق سليمان فرنجية ولم يحد عنه لحظة واحدة منذ سنة نصف حتى الآن، أم الذي رشح النائب ميشال معوض ومن ثم رشّح الوزير السابق جهاد أزعور، ويعبِّر في كل مناسبة عن قبوله الذهاب إلى مرشح ثالث؟ رابعا، للذين يتكلمون عن الطعن بالظهر نذكرهم بأن كل ما نفعله هو طرح بعض الاسئلة المشروعة في الظرف الخطير الذي نعيشه، وطرح مخارج للمأزق الذي ورطوا أنفسهم به وورطوا البلد معهم، ومن طعن أكثرية الشعب اللبناني في ظهره هم الذين زجوه في حرب لا مصلحة لأحد فيها سوى إعلاء شأن إيران في المنطقة”.

التطورات الميدانية

ميدانيا، اعلن حزب الله انه “استهدف اليوم تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط ثكنة برانيت بالأسلحة ‏الصاروخية وأصابه إصابة مباشرة”. ايضا اعلن انه “استهدف التجهيزات التجسسية في موقع ‏الراهب بالصواريخ الموجهة”. في المقابل، استهدفت غارة اسرائيلية محيط بركة ميس الجبل. كما شن الطيران الاسرائيلي غارتين على بلدة مروحين الحدودية في القطاع الغربي.

توازيا، قال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي “لدينا مهمة واضحة في الشمال وهي إبعاد حزب الله عن السياج الحدودي”.

بدوره قال قائد قوات اليونيفيل” ان عمل قواتنا يعد أمرا حاسما لتحقيق الاستقرار على طول الخط الأزرق في لبنان”.

لقاءات

 وسط هذه الاجواء، إستقبل الرئيس بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، سفير روسيا الإتحادية لدى لبنان الكسندر روداكوف، حيث تم عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. واستقبل بري حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري.

كما التقى وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي، في مكتبه، السيناتور الفرنسي للمقيمين في الخارج اوليفييه كاديك، وجرى عرض للاوضاع على الساحة الداخلية لاسيما على الصعيدين السياسي والامني. وكانت مناسبة لمناقشة تطورات الوضع في الجنوب وضرورة تطبيق القرارات الدولية. وشكر مولوي السيناتور كاديك على “دعم فرنسا الدائم للبنان ووقوفها الى جانبه والجهود المبذولة من قبلها الى جانب الدول اعضاء اللجنة الخماسية لإنهاء الشغور الرئاسي”.