رادار- أنا كمان عم نام على المروحة
جلس ظريف أمام منزله المتواضع في أحد شوارع بيروت القديمة ينتظر صديقه طريف كعادته في صبيحة كل يوم ليرتشفا معًا قهوة الصباح ويتداولا في أحوالهما وأحوال البلد وبلدان المنطقة. إلا أن الوضع كان مختلفًا اليوم. فظريف لم يكن على عادته، بل كان حزينًا مهمومًا وقد فارقت الابتسامة محيّاه.
بعد طول انتظار وصل طريف بصخبه المعهود، سكب فنجان القهوة، أخذ منه رشفة وصرخ بصديقه: ما بك يا ظريف نسيت أن تضيف السكر الى القهوة، فأنت وأنا نتناولها محلاة بعض الشيء.
أجاب ظريف وهو مطأطأ الرأس: كلا يا صديقي لم أنسَ لكنني قررت أن نشربها اليوم مرّة تضامنًا مع وزير آدمي خلوق لا يعرف الى الفساد طريقًا. ألم تسمع الوزير وليد فياض امس يصرّح على الـ mtv أنه “ينام على الموحة”؟ فهل يعقل أن يكون في لبنان بعد وزراء من هذه الخامة؟ هل يعقل أن أنام أنا سائق التاكسي البسيط على المكيّف لاستفيق صباحًا بكامل نشاطي، بينما ينام وزير على المروحة؟ هذا ليس عدلًا!!
رد طريف: الحل بسيط. فليستغن الوزير المتصابي عن إحدى سهراته الصاخبة ويدفع للمولّد وينام على المكيّف.
أجاب ظريف: كبّر عقلك يا صديقي، وهل يدفع وزير فاتورة سهراته؟ هي كلها تلبية لدعوات الأقارب الأصدقاء.
اغتاظ طريف من بساطة صديقه وسأله: كيف تدفع أنت فاتورة المولد؟
رد طريف: قررت أن أعمل ساعة إضافية على سيارتي كل يوم لأغطي الارتفاع في فاتورة المولد صيفًا، فانحلت المشكلة.
سأله صديقه: ولم لا يفعل الوزير فياض مثلك؟
أجاب: هنا تكمن المشكلة يا صديقي، لأن الوزير فياض لا يعمل أصلًا حتى في ساعات الدوام الرسمي ويتّكل على والدته ومستشاريه، حتى أنه لا يحضر جلسات مجلس الوزراء، فكيف له أن يعمل ساعة إضافية؟
يا من استلمتم القطاع منذ سنوات حتى أوصلتم الناس الى النوم على المروحة، وأحيانًا من دونها.. نرجوكم بإلحاح: أوقفوا استخفافًا بعقول البشر.