رادار- حكاية إبريق الزيت
إنها حكاية إبريق الزيت تتكرر في مثل هذه الفترة من كل عام، على أبواب الموسم السياحي، وفي عزّ حاجة المواطنين والمنتجعات السياحية الى الطاقة الكهربائية درءًا للارتفاعات اليومية في حرارة الطقس التي تتجاوز في بعض الأحيان حرارة الخلافات السياسية الداخلية والحرب في الجنوب.
في مثل هذه الفترة من كل عام تبدأ وزارة الطاقة بتهديد المواطنين بالعتمة الشاملة لابتزاز مصرف لبنان ووزارة المال لفتح اعتمادات لشراء الفيول، من دون أن يعرف أحد أين تذهب أموال الجباية لصالح مؤسسة كهرباء لبنان والتي بات لهيبها أشد قسوة من حرارة تموز.
بعد ذلك تبدأ مرحلة تقاذف الاتهامات والمسؤوليات بين الوزارات لتدخل رئاسة الحكومة ورئاسة مجلس النواب على الخط فتحل المسألة وتتوفر الأموال ويفتح الاعتماد بسحر ساحر.
إنها حكاية إبريق الزيت تتكرر مع مطلع كل صيف منذ بدأت الإنجازات تتطاير من وزارة الطاقة بدءًا من الوعود بكهرباء 24/24 وصولًا الى “ما خلّونا”.. والمواطن يدفع الثمن دائمًا.
مواطن مقهور جلس مع صديقه يفكر بهذا الوضع فقال: أتذكر يا صديقي في بداية الأزمة الاقتصادية نظرية الزراعة على البلكون؟
أجابه صديقه: نعم، ولكن ما دخل هذا بذاك؟
رد عليه قائلًا: الخيار والبندورة مشكلتها بسيطة ويمكن شراؤها من أي مكان، أما الكهرباء فلا. منذ الغد سأبيع مصاغ زوجتي وأزرع السطح والبلكون وكل مكان تصله الشمس بألواح الطاقة الشمسية، فأتحرر من مافيات الوزارة والمولد في وقت واحد، لأنه لا يبدو من حل لهذه الأزمة المستعصية طالما أن المسؤول عن المشكلة هو نفسه المسؤول عن الحل.. ومن جرّب المجرّب كان عقلو مخرّب.