حصاد اليوم- جبهات الجنوب في يومها الأعنف منذ 8 تشرين ومخاوف من عرقلة إسرائيلية للحل الدبلوماسي

حصاد اليوم- جبهات الجنوب في يومها الأعنف منذ 8 تشرين ومخاوف من عرقلة إسرائيلية للحل الدبلوماسي

الكاتب: beirut24
4 تموز 2024

إنه اليوم الأعنف على جبهات الجنوب المفتوحة على المجهول منذ قرر “حزب الله” في الثامن من تشرين الأول الماضي الالتحاق بعملية “طوفان الاقصى” دعمًا لغزة وتحقيقًا لوحدة الساحات الإيرانية في المنطقة، فيما تشق الحلول الدبلوماسية العلنية في غزة والسرّية في لبنان طريقها، وإن بصعوبة، الى التنفيذ، بعد فترة وجيزة من فتح قنوات التواصل المباشر بين واشنطن وطهران التي أثبتت أنها اللاعب الرئيسي، إن لم يكن الوحيد، في التطورات المتسارعة في المنطقة.

في المحصّلة، يقف الوضع بين إسرائيل و”حزب الله” على فوهة بركان، وسط خشية متعاظمة محلية ودولية من ان تضغط تل ابيب عسكريًا لتأجيل الحلول الدبلوماسية في محاولة لكسب الوقت على أمل تحقيق انتصارات، ولو معنوية، على الأرض.

تصعيد غير مسبوق

في تطورات الميدان، وغداة اغتيال القيادي البارز في “حزب الله” ابو علي ناصر، اشتعلت الجبهة الجنوبية وشهدت تصعيدا لافتا. فقد شنّ الطيران الحربي الاسرائيلي غارات على عيترون وعيتا الشعب وراميا. كما استهدفت المدفعية الاسرائيلية بلدة الخيام. وتعرضت اطراف بلدة الناقورة في القطاع الغربي لقصف مدفعي. واستهدفت مسيرة اسرائيلية منزلا في حولا ما اسفر عن سقوط قتيل. وقد نعى الحزب “هادي أحمد شريم “حيدر” مواليد عام 1996 من بلدة حولا”. كما أغارت مسيرة اسرائيلية بثلاثة صواريخ على حي المعاقب فوق الملعب في بلدة حولا ايضا. وأُصيب المواطنان أحمد غانم وعلي الحاج جراء استهداف منزل الأول بقذيفة في أطراف كفرشوبا. واستهدفت غارة اسرائيلية منزلا في بلدة القنطرة قضاء مرجعيون ودمرته بالكامل. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الجيش قصف مناطق واسعة من جنوب لبنان فيما اعترضت الدفاعات عشرات الصواريخ والمسيّرات. كما استهدفت المدفعية الاسرائيلية أطراف بلدتي العديسة والناقورة.

الحزب ينتقم

في المقابل، اعلن “حزب الله” انه و”ردًا ‏على ‌‏‌‏اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة ‏وخصوصًا بلدة شبعا وإصابة امرأة مدنية، استهدف اليوم تموضعًا مستحدثًا لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة ‏كفربلوم بصلية من صواريخ الكاتيوشا”. ‏واعلن انه “في إطار الرد ‌‏على الاعتداء ‏والاغتيال الذي نفذه العدو في منطقة الحوش في مدينة ‏صور، قصف بأكثر من 200 ‏صاروخ من مختلف الأنواع، مقر قيادة الفرقة 91 المستحدث في ثكنة اييلايت، ومقر ‏قيادة اللواء المدرع السابع في ثكنة كاتسافيا، ومقر قيادة كتيبة المدرعات التابع للواء ‏السابع في ثكنة غاملا، ومقر قيادة الفرقة 210 (فرقة الجولان) في قاعدة نفح، ومقر ‏فوج المدفعية التابع للفرقة 210 في ثكنة يردن”. واستهدف موقع بياض بليدا بصاروخ بركان. اضاف الحزب في بيان: استكمالًا للرد ‌‏على الاعتداء ‏والاغتيال الذي نفذه العدو في منطقة الحوش في مدينة صور، شنّ الحزب هجومًا جويًا بسرب من المسيرات الانقضاضية على مقر قيادة الفرقة 91 المستحدث في ثكنة اييلايت، ومقر قيادة اللواء المدرع السابع في ثكنة كاتسافيا، ومقر قيادة المنطقة الشمالية في قاعدة دادو، وقاعدة استخبارات المنطقة الشمالية ميشار، ومقر قيادة لواء حرمون 810 في ثكنة معاليه غولاني، والقاعدة الرئيسية الدائمة لفرقة 146 ايلانيا، ومقر لواء غولاني ووحدة إيغوز في ثكنة شراغا”. واعلن استهداف موقع البغدادي بصاروخ بركان. واعلن انه “استهدف رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بصاروخ بركان ثقيل وأصابه إصابة مباشرة”، وايضا “موقع المرج بصاروخ بركان ثقيل وأصابه إصابة مباشرة. وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابات خطيرة بين الجنود بعد استهداف آلية عسكرية بقصف من لبنان وافيد عن مقتل احدهم. واشار الجيش الإسرائيلي الى “اندلاع حرائق في عدة مناطق في الشمال جراء عمليات اعتراض لصواريخ ومسيرات أطلقت من لبنان”.

تحرّك باتجاه “اليونيفل”

 في ظل هذه الاجواء المحتدمة، زارت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب برئاسة النائب فادي علامة المقر العام لقيادة “اليونيفل” في الناقورة حيث كان في إستقبالهم القائد العام لـ”اليونيفل” الجنرال أرلدو لاثارو وعقد معهم لقاء مغلقا عرض لدور ومهام “اليونيفل” في هذه الظروف، على أبواب التجديد للقوة الدولية سنة جديدة. وألقى النائب علامة كلمة قال فيها :”ان لبنان لا يريد الحرب، يريد تنفيذ القرارات الدولية، وان زيارتنا اليوم ليست الاولى الى الجنوب اللبناني للاجتماع بكم، ولكنها تأتي اليوم بالتزامن مع استمرارالاعتداءات الاسرائيلية على لبنان من جهة، ومن جهة أخرى مع استحقاق موعد التجديد لقوات “اليونيفل” للاستمرار بأداء مهمتها الانسانية العابرة للدول”..

الإطار للتحرّك

 اما المتحدثة باسم “اليونيفيل” كانديس ارديل، فقالت : “الزيارة مهمة، لأنها تظهر أهمية العمل الذي تقوم به “اليونيفل” تجاه الحكومة اللبنانية. وقد طلبت الحكومة مؤخرا من مجلس الأمن تجديد ولايتنا لمدة عام آخر. وهذا يبين الأهمية التي نقوم بها لتحقيق المنفعة التي تجلبها قوة حفظ السلام للمجتمعات المحلية في جنوب لبنان والأمن والاستقرار الذي تجلبه قوات حفظ السلام. وقد أبلغنا الطرفان، السلطات اللبنانية والإسرائيلية، أن القرار 1701 هو الإطار المناسب للتحرك نحو حل سياسي ودبلوماسي دائم. وعليه فإن هذه الزيارة هي جزء من دعم القرار 1701″.

جهود استعادة الهدوء

في شأن متصل، قال مسؤول في البيت الأبيض إن آموس هوكشتاين، أحد كبار مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن، التقى بمسؤولين فرنسيين أمس وناقش الجهود الفرنسية والأميركية لاستعادة الهدوء في الشرق الأوسط، بحسب وكالة “رويترز”. أضاف: “إن فرنسا والولايات المتحدة تشتركان في هدف حل الصراع الحالي عبر الخط الأزرق بالوسائل الدبلوماسية ما يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى ديارهم مع ضمانات طويلة الأمد بالسلامة والأمن”.

الدور الكندي

من جهته، قام وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب بزيارة رسمية إلى كندا، حيث التقى بنظيرته الكندية ميلاني جولي. تأتي هذه الزيارة في إطار الجهود المشتركة لتعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة تداعيات الحرب على غزة ولبنان. وتمّت خلال اللقاء مناقشة الدور الحيوي الذي تلعبه كندا ضمن مجموعة السبع الكبار، حيث دعا بو حبيب كندا إلى استخدام نفوذها لتخفيف التوتر في المنطقة ومنع اندلاع حرب شاملة، ومن ثم العمل على حلّ شامل للقضية الفلسطينية على أساس حلّ الدولتين. بدورها أكدت جولي على التزام كندا بدعم الاستقرار في لبنان والمنطقة والعمل مع الشركاء الدوليين لتحقيق هذا الهدف.

معبر اللقاء الديمقراطي

في التطورات الداخلية، إستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وفدا من نواب “اللقاء الديمقراطي” ضم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط وعددا من النواب. وقال النائب وائل ابو فاعور بعد اللقاء: “ان الأولوية برأينا كلقاء وكحزب هي لترميم هيكل الدولة الذي يبدأ عبر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وترميم الوحدة الوطنية بين اللبنانيين، ولهذين الأمرين معبر واحد وحيد هو الحوار بين اللبنانيين. لا مصلحة في شيطنة الحوار ورجمه لا سيما وأن لدينا تجارب حوارية منتجة على امتداد التاريخ اللبناني ادت الى الكثير من الأغراض الوطنية ولا مصلحة ايضاً في اجتزاء الحوار او انتقاص النصاب الوطني الذي يجب ان يكون نصابا مكتملا في اي حوار، وهذا ما سمعناه من دولة الرئيس نبيه بري عندما التقيناه قبل قرابة اسبوع”.