حصاد اليوم- باريس وواشنطن تبحثان في مستقبل لبنان وإسرائيل تواصل التصعيد لتحسين شروط التفاوض
في خضم المحادثات الداخلية والخارجية، السرية منها والمعلنة، والتي تتمحور في مجملها حول اليوم التالي بعد انتهاء الحرب في غزة كما في جنوب لبنان، وحده الميدان يأبى أن يدخل في هدنة أو حتى في استراحة محدودة، وكأن الجميع بات على قناعة ببداية نهاية الصراع العسكري وارتفاع حظوظ الحل الدبلوماسي، فراح يصعّد على الأرض وفي الإعلام في محاولة لتحسين شروط التفاوض.
على الضفة الفرنسية من التحركات الخارجية ينتظر المراقبون نتائج زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين ومحادثاته مع جان إيف لودريان ومسؤولين فرنسيين آخرين لمعرفة مصير التصعيد على الجبهة الجنوبية من جهة ومصير الانتخابات الرئاسية كمدخل لحل الأزمات الداخلية من جهة ثانية، في وقت ظلت الرئاسة ومبادراتها الداخلية والخارجية غائبة عن شاشة المتابعات والاهتمامات بعدما باتت مرتبطة عضويا بالتسوية الكبرى في المنطقة.
ميقاتي: خيارنا السلام
ليس بعيدا، أكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ان “خيارنا في لبنان كان ولا يزال هو السلام وثقافتنا هي ثقافة سلام مبنيةٌ على الحق والعدالة وعلى القانون الدولي لا سيما القرار 1701″، مشيرا الى ان “الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان وما يشهده من قتل مُتعمّد لأهله وتدمير للبلدات وإحراق للمزروعات هو عدوان إرهابي”. كلام ميقاتي جاء خلال مشاركته في فعالية “لبنان الدور والموقع بين الانتهاكات الاسرائيلية والمواثيق الدولية التي اقيمت قبل ظهر اليوم في فندق موفنبيك. وقال: في هذه المناسبة لا بد من اعادة طرح السؤال على المعنيين الدوليين بالمبادرات عن الخطوات المتخذة للجم العدو ووقف نهج القتال والتدمير. فما يشهده جنوب لبنان حاليًّا من أحداث، وإن اعتُبِرَتْ في العمق صدىً للمآسي في قطاع غزة، ليست في حقيقتِها سوى نتيجةٍ لتفاقم اعتداءات إسرائيل على السيادة الوطنية وخرقها المستمر والمتمادي للقرار الدولي رقم 1701. أضاف: “إن خيارنا في لبنان كان ولا يزال هو السلام، وثقافتنا هي ثقافة سلام مبنيةٌ على الحق والعدالة وعلى القانون الدولي لا سيما القرار 1701. لكننا شعب ما رَضِي، ولن يرضى بالإعتداءات على سيادته وعلى كرامته الوطنية وسلامة أراضيه، وعلى المدنيين من أبنائه، وبخاصة الأطفال والنساء”.
اغتيال قيادي في الحزب
في الميدان، استهدفت مسيرة اسرائيلية سيارة على طريق الحوش شرق مدينة صور بعد الظهر، افيد ان على متنها شخصين نقلتهما سيارات الاسعاف الى المستشفى، قبل ان يعلن مقتلهما. وقد اشارت معلومات صحافية الى ان احدهما قائد وحدة “عزيز” في “حزب الله” محمد نعمة ناصر، وهو ثاني قيادي كبير يُقتل بعد مقتل قائد وحدة “النصر”. اما القتيل الثاني في غارة الحوش فعنصر في الحزب
ونعى “حزب الله” في بيان “الشهيد المجاهد القائد محمد نعمة ناصر “الحاج أبو نعمة” مواليد عام 1965 من بلدة حداثا في جنوب لبنان”. كما نعى لاحقا محمد غسان خشاب “ذو الفقار” مواليد عام 1997 من بلدة المنصوري في جنوب لبنان.
في المقابل، اعلن “حزب الله” أنه “في إطار الرد على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو في منطقة الحوش قصفنا مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح ومقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع بمئة صاروخ كاتيوشا”. كما اعلن “استهداف مقرّ قيادة اللواء 769 في ثكنة كريات شمونة الإسرائيلية بصواريخ فلق”.
قصف وغارات
وكانت اطراف عيتا الشعب قد تعرضت لقصف مدفعي اليوم، كما انفجرت “درون” مفخخة فوق ساحة بلدة الطيبة، من دون وقوع اصابات. كما تعرضت بلدة كفركلا فجرًا لقصف مدفعي إسرائيلي.
جحيم للصهاينة
وسط هذه الاجواء، أفادت وكالة “تسنيم” الإيرانية، بأن المشرف على وزارة الخارجية الإيرانية علي باقري، قال في تصريح “إن لبنان سيكون حتماً جحيماً بلا عودة للصهاينة. في لبنان، لعبت المقاومة، باعتبارها فاعلاً مؤثراً في المجال العملياتي والميداني والدبلوماسي، دوراً خلق الردع اللازم”. وأضاف باقري “إن زيارة ملك السعودية إلى إيران مدرجة على جدول أعمالنا وعلى جدول أعمال السعوديين. ويجب تشكيل حكومة جديدة لمواصلة النقاش”. وتابع: “إن عناصر القوة والقدرة في الجمهورية الإسلامية من النّوع الذي لا يمكن أن يؤثر فيه قدوم وذهاب أي شخص في البلاد على سياساتنا الإستراتيجية”.
لتحرير القرار
في المقابل، التقى رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميّل السفير الاسترالي اندرو بارنز وجرى عرض للتطورات لا سيما في جنوب لبنان. رئيس الكتائب أكد في خلال اللقاء على أن لبنان لا يمكن أن يستعيد دوره إلا بتحرير قراره من قبضة “حزب الله” الذي يمسك بمفاصل المؤسسات ويقرّر الحرب والسلم ويسدّ الطريق على انتخاب رئيس للجمهورية لفرض مرشحه ويرفض الذهاب إلى خيار ثالث يكون قادراً على التحاور مع الجميع وإنقاذ لبنان.
المقاومة تحمي السيادة
من جهة ثانية، وعلى خط رأب الصدع بين بكركي والمجلس الشيعي الاعلى، استقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب صباحا في مقر المجلس المطران بولس مطر والوزير السابق الشيخ وديع الخازن موفدين من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وجرى التباحث في القضايا والشؤون الوطنية وتطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة. ورحّب الخطيب بالوفد، وشدّد على ضرورة تمتين العلاقات بين المسلمين والمسيحيين، وتعزيز الحوار بين اتباع الديانتين، وان يبقى الحوار قائماً بين اللبنانيين لانتخاب رئيس للجمهورية تمهيداً لتشكيل حكومة تعيد انتظام عمل المؤسسات وتتصدى للازمات المتفاقمة. وأكّد أن المقاومة تدافع عن اللبنانيين وتحمي سيادة لبنان التي لا تتجزأ، وهي نشأت كردة فعل على الاحتلال وتخلي الدولة عن مسؤولياتها في الدفاع عن الجنوب، والمقاومة اليوم تدافع عن كرامة كل اللبنانيين، ودماء شهدائها حفظت لبنان وحررت أرضه وردعت العدوان عن شعبه.
الحوار الاساس
بعد اللقاء قال المطران مطر: كان لقاءً أخوياً و جيداً جداً، تحدّثنا فيه عن القيم الجامعة بين اللبنانيين وبين أهل الأديان، وواجبنا أن ندخل في حوار صريح من أجل لبنان ومن أجل المنطقة بأسرها لأن لبنان له رسالة خاصة في هذا المجال، نحن وأنتم أيها الاخوان لنا علاقات تضرب عميقاً في التاريخ وفي الجغرافيا في لبنان، وهذه ثوابت ستبقى، والعلاقة بيننا هي علاقة مستمرة وقوية كما أكد سماحته هذا الصباح، نحن نعمل من أجل لبنان ومن أجل رسالته ومن أجل الحوار الإسلامي المسيحي الذي هو أساس هذا الوطن.