حصاد اليوم- بارولين من عين التينة: الحل يبدأ من هنا والمسيحيون لا يتحملون وحدهم مسؤولية الشغور

حصاد اليوم- بارولين من عين التينة: الحل يبدأ من هنا والمسيحيون لا يتحملون وحدهم مسؤولية الشغور

الكاتب: beirut24
26 حزيران 2024

بالتزامن مع الحراك العربي والدولي لإقناع الفرقاء اللبنانيين بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، ارتفعت وتيرة التهديدات والتحذيرات الدولية من احتمال توسيع الحرب الإسرائيلية على لبنان، فيما انضمت ألمانيا وهولندا الى قائمة الدول التي دعت رعاياها الى مغادرة لبنان فورًا، وطالب البيت الأبيض الأميركيين في لبنان بتوخي الحذر مؤكدًا أن واشنطن “لا تريد أن ترى جبهة حرب جديدة بين لبنان وإسرائيل ولا تعتقد أن ذلك يصب في مصلحة أيّ طرف”. في السياق، أعرب منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث عن قلقه من احتمال اتساع رقعة الحرب الإسرائيلية ضد “حماس” في غزة إلى لبنان، محذراً من أن ذلك “يمكن أن يكون مروعاً”. كما حذر وزيرا خارجية مصر وتركيا من مخاطر اتساع رقعة الصراع وعدم الاستقرار في المنطقة على خلفية التصعيد بين إسرائيل ولبنان.

الحل يبدأ من هنا

أما في الداخل، وفيما ظلت المقاطعة الشيعية للقاء بكركي في الواجهة من خلال سيل من ردود الفعل، زار أمين سر دولة الفاتيكان بييترو بارولين مقر الرئاسة الثانية في عين التينة للقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ووجه من هناك رسالة واضحة لمن يعنيهم الأمر قائلًا: “اعتقد ان الحلّ لازمة الرئاسة تبدأ من هذا المقرّ فالافرقاء المسيحيون يتحملون المسؤوليّة طبعًا ولكنّهم ليسوا وحدهم في السلطة وعلى الآخرين تحمّل مسؤولياتهم”. أضاف “يوجد عِقد داخلية كثيرة تمنع انتخاب رئيس للجمهورية”.

اولويات جامعة

ثم انتقل بارولين والوفد المرافق الى السراي، حيث عقد لقاء ثنائيا مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. وفي مؤتمر صحافي مشترك بعد اللقاء، قال ميقاتي “ثمة اولويات تجمعنا مع الكرسي الرسولي وتهدف الى حماية لبنان وشعبه وترسيخ الأمن والتعافي الاقتصادي. ومن هذه الأولويات إنتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن لأن استمرار الفراغ يتسبب بتداعيات على المستويات كافة، واعادة بناء الدولة ومؤسساتها والاحتكام الى الدستور من أجل المصلحة اللبنانية المشتركة، وتعزيز العيش المشترك، والعمل على تثبيت الاستقرار الداخلي وايجاد حل للازمات الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة منذ سنوات، والسعي بكل الوسائل المتاحة لعدم تحويل لبنان ساحة للنزاعات المسلحة انطلاقا من الجنوب، وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة وذلك من أجل وضع حد لأطماع اسرائيل التوسعية وبالتالي عدم ربط استقرار لبنان ومصالحه بصراعات بالغة التعقيد وحروب لا تنتهي”.

قلق البابا

بدوره، قال بارولين “أود أن أعرب عن سعادتي لزيارة لبنان الذي يراهُ البابا فرنسيس بلداً للعيش المشترك والأخوي”. وأضاف: “البابا فرنسيس قلقٌ لجهة عدم إنتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان حتى الآن”. وتابع “رئيس الجمهورية يمثل وحدة البلاد وعلى المسؤولين السياسيين أن يقوموا بواجبهم لانتخاب رئيس جديد”. وتابع “سأحمل إلى البابا الدعوة لزيارة لبنان ونأمل أن يتمكن من ذلك ويحمل المصالحة إلى هذا البلد”.

لقاءات ورسائل

وفيما تحدثت معلومات صحافية عن ان “الكاردينال بارولين التقى في لبنان اقلّه 3 شخصيات سياسية وازنة بعيدا عن الإعلام واستمر اللقاء بينه وبين أحد رؤساء الاحزاب ساعتين”، تحدثت أنباء عن ان اللقاء مع إحدى الشّخصيات الوازنة في مسار الانتخابات الرئاسيّة، في السّفارة البابوية هدف الى توجيه رسالة واضحة بضرورة تسهيل انتخاب رئيس جامع لا رئيس ينحاز إلى محور.

تحرّك عربي

رئاسيا ايضا، زار الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي الذي وصل الى بيروت اليوم، الرئيس بري. واعتبر زكي بعد اللقاء، ان “لا بد من إبداء المرونة من قبل الجميع”. وقال بعد اللقاء “إستشعرت أن الوضع الداخلي اللبناني يعاني كثيراً والشغور الرئاسي من ضمن أمور أخرى تؤثر على أداء الدولة والمؤسسات”. ورأى ان “اللقاءات في لبنان تشمل الحديث عن التصعيد في الجنوب”. وأكد وقوف الجامعة العربية مع لبنان بشكل كامل، لافتاً إلى أن “الوضع الداخلي في لبنان يعاني كثيرا”.

تحديات كبيرة

كما استقبل ميقاتي السفير زكي عصر اليوم في السرايا. بعد الاجتماع، قال زكي: “استمعت من دولته إلى تقديراته ورؤيته للوضع وناقشت معه الأوضاع الخاصة بالحرب في الجنوب، وناقشنا المسائل الأخرى المرتبطة بالشغور الرئاسي في لبنان وبعض القضايا المرتبطة بالأوضاع الاقتصادية والداخلية، الحديث في شأن هذه القضايا يأتي دائما من باب الدعم الادبي والسياسي الذي توفره الجامعة العربية للبنان في هذه المرحلة، وكل المراحل الصعبة التي نواجهها”.

رفض الاستئثار

والتقى أيضاً زكي رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميّل في مكتبه في بكفيا وجرى عرض لآخر المستجدات على الساحتين المحلية والإقليمية. وقد أكد رئيس الكتائب “رفض استئثار “حزب الله” بقرارات الحرب والسلم وزج لبنان في حرب لن تجر عليه سوى المآسي وقد اثبتت انها لم ولن تخدم غزة او حل الدولتين الذي يمنح الفلسطينيين حقهم بوطن قابل للحياة وهو المخرج الوحيد لوقف الحرب واستقرار المنطقة”.

وكان زكي قد التقى رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، في مستهل جولته على  الأحزاب والقيادات اللبنانية لإستشراف الوضع الداخلي وفي الجنوب.

مرفوض كليا

على خط المقاطعة الشيعية لبكركي، صدر عن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، بيان قال فيه: الخلافات السياسية في لبنان والانقسامات بين اللبنانيين موجودة بشكل دائم ومستمر، ولكن الخطاب السياسي كان يقف دوما عند حدود الاحترام المتبادل والموضوعية في مقاربة النقاط الخلافية، إلا اننا في اليومين الأخيرين شهدنا بعضهم يخرج عن طوره باتهام الكنيسة وراعيها اتهامات مرفوضة جملة وتفصيلا، لاسيما باعتبارهما في خدمة الإرهاب الصهيوني.. فهذا مرفوض كليا بين المكونات اللبنانية، وخصوصا مع مرجعية تاريخية على غرار بكركي.. إن من يخدم الإرهاب الصهيوني هو من شرّع بأفعاله جنوب لبنان للإرهاب الصهيوني.

عين العقل

ايضا، كتب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، عبر حسابه على “إكس”: “ان مبادرة الفاتيكان لا تأتي من العبث او الفراغ بل تهدف في التأكيد على الحوار وهي عين العقل في ادق مرحلة من تاريخ لبنان ومصيره، وبالتالي فان مقاطعة الكاردينال بارولين من بعض الأطراف الدينية والسياسية هو موجه إلى البابافرنسيس  الحبر الاستثنائي في تاريخ روما”.

وفد فرنسي

وفي إطار التحركات الخارجية، استقبل قائد الجيش العماد جوزيف عون في مكتبه في اليرزة، السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو مع وفد من وزارتَي الدفاع والخارجية الفرنسيتَين، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والتطورات على الحدود الجنوبية.

كما استقبل الامين العام لوزارة الخارجية والمغتربين السفير هاني الشميطلّي على رأس طاقم دبلوماسي لبناني الوفد الفرنسي تحضيرا لاستحقاق التجديد لولاية قوات اليونيفل الذي سيعرض على مجلس الامن الدولي خلال شهر آب المقبل.

جولة بوحبيب

وكان وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب قد غادر غادر صباح اليوم لبنان متوجهاً إلى بروكسل لإجراء مباحثات مع مسؤولين في الإتحاد الأوروبي. ثم سينتقل إلى الولايات المتحدة الاميركية حيث سيجتمع بمسؤولين أميركيين في واشنطن، وبمسؤولين أمميين في منظمة الأمم المتحدة في نيويورك. كذلك سيقوم الوزير بوحبيب بزيارة رسمية إلى كندا يلتقي خلالها نظيرته الكندية. جولة بوحبيب تهدف إلى متابعة مساعي لبنان لتجنّب حرب واسعة في الجنوب قد تتطور إلى حرب إقليمية مفتوحة، وكذلك إلى شرح سياسة الحكومة تجاه مسألة النزوح السوري في لبنان ورؤيته للحلّ.