حصاد اليوم- لقاء وطني في بكركي في ظل مقاطعة شيعية وبارولين يؤكد العمل للمساعدة في حل الازمة

حصاد اليوم- لقاء وطني في بكركي في ظل مقاطعة شيعية وبارولين يؤكد العمل للمساعدة في حل الازمة

الكاتب: beirut24
25 حزيران 2024

الحدث اليوم كان اجتماع العائلات الروحية اللبنانية ممثلة برؤسائها في بكركي، للترحيب بموفد الحبر الأعظم الى لبنان امين سر الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، وللتشاور في ما بينهم بحثًا عن حلول للأزمات المستعصية التي تفتك بالبلاد.كل الطوائف التقت إلا واحدة مخطوفة من حزب سياسي- عسكري يهيمن عليها وعلى مفاصل الدولة، ارتأت أن تغرّد خارج سرب التوافق لأسباب خاصة بها أو بحزبها، أو ربما لأن الانتخابات الرئاسية الإيرانية أهمّ من الانتخابات اللبنانية، والأزمة الاقتصادية في الجمهورية الإسلامية أشد إلحاحًا من الإنهيار الإقتصادي في لبنان، والحرب الإسرائيلية على غزة أهم من تدمير جنوب لبنان، وربما لبنان كله.

فباستثناء المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الذي غاب عن الحدث، لبت كل الطوائف المسيحية والاسلامية دعوة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي للقاء الكاردينال بارولين المتمسك بنموذج التعايش بين الاديان في لبنان والآتي للمساعدة في التوصل الى حل لأزمة لبنان الرئاسية.

والاخطر، أن المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان ذهب الى توجيه اتهامات للكنيسة بخدمة الارهاب والاجرام، اذ قال في نداء وجهه إلى أمين سر دولة الفاتيكان “أننا لا نقبل بتوظيف الكنيسة بمواقف تخدم الإرهاب الصهيوني والإجرام العالمي”، داعيا الى اصلاحها ومنع توظيفها.

النموذج اللبناني

ففي هذه الأجواء الإنقسامية عقد اليوم لقاء سياسي – روحي مع امين سر الفاتيكان في الصرح البطريركي. في المناسبة، شدد بارولين على ان “النموذج اللبناني يجب المحافظة عليه في هذه المنطقة التي تشهد اكثر من صراع”، وأمل “بتعاون الجميع للوصول الى مخارج من الأزمة وايجاد حلول تحمل الامل للبنان وشعبه”.

الأقطاب الأربعة

وشارك في اللقاء رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، اللذين سجلت مصافحة وكلام بينهما، والنائب بيار بو عاصي ممثلا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، والنائب نديم الجميل ممثلا رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” سامي الجميل.

المرحلة صعبة جدًا

في بداية اللقاء، رحّب البطريرك الراعي بجميع الحاضرين، وتوجه للكاردينال بارولين قائلاً: “نحن سعداء بهذا اللقاء، بوجود هذه العائلة اللبنانية التي تعيش اليوم مرحلة صعبة جداً، وأتمنى أن نطلق تذكيرا بأهمية الصلاة من أجل السلام وانتهاء الحروب التي لم تعد المنطقة ولا لبنان قادرين على تحملها. كما نتمنى أن تكون زيارتكم مناسبة لإحلال السلام في لبنان، ونوجّه لقداسة البابا فرنسيس من خلالكم، كل الاحترام والصلوات، هو الذي لا يكفّ عن ذكر لبنان والصلاة له وهذا يعطينا أملا نحن بأمسّ الحاجة له، فنحن أبناء الأمل والرجاء”.

وطن الرسالة

 ثم ألقى الكاردينال بارولين كلمة قال فيها “أنا سعيد بالدعوة التي وجهها لي صاحب الغبطة وسعيد بوجودي معكم اليوم، وأحيّي جميع الحضور من مقامات روحية ودينية ورؤساء أحزاب وطوائف، كما أحمل لكم تحيات قداسة البابا فرنسيس الذي يتابع بدقة تطورات الوضع في لبنان، لبنان الذي لطالما حظي بإهتمام الفاتيكان بإعتباره وطن الرسالة من خلال تمكّن جميع مكونّاته من العيش سوياً والعمل من أجل خير لبنان. اليوم يجب أن يبقى لبنان نموذج تعايش ووحدة في ظل الأزمات والحروب الحاصلة، وأنا هنا اليوم في محاولة للمساعدة في التوصّل الى حلّ لأزمة لبنان المتمثّلة بعدم انتخاب رئيس للجمهورية، من خلال محاولة التوصل الى حلول تناسب الجميع، وأتمنى أن نتمكن جميعنا اليوم من التوصّل الى حل للأزمة الحاصلة”.

لقاء مهم

بعدها، أقام البطريرك الراعي مأدبة غداء على شرف الكاردينال بارولين والحضور، قبل ان يعلن في ختام اللقاء “اننا نوجه نداء لكل المسيحيين كي يكون الاحد المقبل يوم صلاة من أجل إحلال السلام في جنوب لبنان وغزة”، مضيفا “اللقاء اليوم في بكركي كان مهمًّا ونأمل بأن تكون ثماره جيّدة”.

قبلان لبارولين

وكان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان وجه نداء إلى أمين سر دولة الفاتيكان جاء فيه: إنا نحب المسيح وأهله، ونبذل أرواحنا من أجل الكنيسة وقسطاس ربها، إلا أننا لا نقبل بتوظيف الكنيسة بمواقف تخدم الإرهاب الصهيوني والإجرام العالمي، وليست المقاومة إلا قربان الكنيسة بميزان الرب، وليس من شيم المقاومة الإنتقام أو التنكر للحق أو السكوت عن طاغية مجرم أو ترك مستضعف مضطهد، وهي منذ الصوت الأول للإمام موسى الصدر الإبن الروحي للمسجد والكنيسة ورأس معمودية تحرير الأرض ووريد غوث المظلوم وإسناد الضعيف المعذب، ولديها من قوة الحق وحق القوة ما تهابه تل أبيب وكل شركائها، ولسنا ممن يحمل سيفا على كنيسة أو يمقت صوتا للرب، أو يعادي على الطائفة لكننا لن نقبل بتوظيف الكنيسة في غير ما للرب فيها، ولنا فيكم خالص الثقة، فأصلحوا وامنعوا الصوت إلا بحقه، واحفظوا الكنيسة بقسطاسها، فإن الإصلاح وإحقاق الحق وغوث المظلوم وحماية المعذب دين المسيح ومحمد”. اضاف: في خصوص انتخاب رئيس جمهورية للبنان أقول لحضرتكم الكريمة، إننا نريد رئيسا مسيحيا للمسلمين بمقدار لهفة المقاومة المسلمة وتضحياتها في سبيل كنائس المسيحيين، وهذا لا يكون إلا بالتوافق الضامن لوطن المسلمين والمسيحيين”.

قصف وغارات

ميدانيا، شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة استهدفت الحي الشرقي بين العديسة و كفركلا. ونفذ ايضا غارة مستهدفا بلدة الخيام. واطلق الجيش الاسرائيلي بعد الظهر النار من الأسلحة الرشاشة باتجاه بيك اب في منطقة الوزاني، وقد نجا السائق وهو من التابعية السورية. ايضا، انفجرت درون مفخخة في ساحة بلدة الطيبة من دون تسجيل إصابات. والقت درون اسرائيلية ثانية قنبلة قرب سنترال اوجيرو في الطيبة، في وقت استهدف القصف المدفعي اطراف بلدتي الخيام، وبليدا. والقى الجيش الاسرائيلي قذائف محمولة عبر محلقات ترسلها من مستعمرة مسكافعام خمس مرات اليوم على الطيبة. واستهدف القصف المدفعي أطراف بلدة الناقورة في القطاع الغربي.

زيادة الاستعداد

في المواقف الاسرائيلية، أجرى قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار تقييما للوضع مع قائد القيادة الشمالية أوري غوردين، مؤكدا زيادة الاستعداد لأي هجوم على لبنان. وقال المتحدث باسم جيش الإحتلال الإسرائيلي “إن بار وقادة كبار في سلاح الجو أجروا نقاشا مشتركا مع قادة الألوية الإقليمية في القيادة الشمالية العسكرية”. أضاف “كما عقد القادة جلسة لتقييم الوضع مع قائد القيادة الشمالية حيث تابع القادة مواصلة حماية البلدات الشمالية إلى جانب عملية رفع الجاهزية لهجوم في لبنان والتعاون بين القيادة الشمالية وسلاح الجو”.

يفضل الدبلوماسية

في الغضون، أعلن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي أن إسرائيل ستقضي الأسابيع المقبلة في محاولة حل الصراع مع جماعة حزب الله اللبنانية وأنها تفضل حلًا دبلوماسيًا. الى ذلك، اشار موقع “أكسيوس” الى ان مسؤولين إسرائيليين أبلغوا واشنطن أن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو غير مهتم بحرب مع حزب الله ويفضل الحل الدبلوماسي. اضاف: الولايات المتحدة تؤكد أنها لن تكون قادرة على كبح جماح إسرائيل إذا استمر الوضع على الحدود في التصاعد. كما كشف “أكسيوس” أنّ الموفد الأميركي آموس هوكشتاين أبلغ المسؤولين اللبنانيين أن “حزب الله مخطئ في الاعتقاد بأن الولايات المتحدة ستكون قادرة على منع إسرائيل من غزو لبنان إذا استمرت الهجمات”.