حصاد اليوم- نصرالله يردّ على التهديدات الإسرائيلية بالتلويح بحرب برية وبحرية وجوية واجتياح الجليل
سريعًا رد “حزب الله” على التهديدات النهائية الإسرائيلية بشن حرب واسعة على لبنان بتهديدات أشد خطورة، مؤكدًا في الوقت نفسه على وحدة الساحات الإيرانية عبر رفضه فصل الحرب في الجنوب عن الحرب الإسرائيلية على غزة. فبعد أقل من 24 ساعة على مغادرة المعوث الأميركي آموس هوكشتاين بيروت، رد السيد حسن نصرالله على الرسالة الإسرائيلة التي حملها الموفد الأميركي بالتهديد بشن حرب برية وجوية وبحرية على إسرائيل من دون أن يستبعد فرضية اجتياح منطقة الجليل.
وقال نصرالله في كلمة له خلال الاحتفال التأبيني تكريماً للشهيد القائد سامي طالب عبدالله (أبو طالب) ان “جبهة لبنان حجبت قوات العدو عن المشاركة في غزة وجزء منها قوات نخبة لأن هناك خوف لدى العدو من دخول المقاومة إلى الجليل، الأمر الذي يبقى مطروحًا في حال تطور المواجهة”. وعلى مستوى السلاح، أكد نصرالله: “نحن قاتلنا بجزء من سلاحنا حتى الآن وحصلنا على أسلحة جديدة “لن أقول ما هي رح تبيّن في الميدان” كما جرّبنا أسلحة جديدة”. وأضاف: “نحن نصنّع مسيّراتنا ولدينا عدد وفير منها، كما نصنّع في لبنان بعض أنواع الصواريخ التي نحتاج إليها”، وقال “بعد 8 أشهر جبهتنا تقول للعدو أن كل ما كان يجب أن يصل إلى لبنان قد وصل”.
قطعنا الـ100 ألف
وتابع: “لدينا القدرة البشرية الكافية والمتحفّزة والجاهزة، وهناك قوة بشرية للمقاومة لم يسبق لها مثيل، “قطّعنا الـ100 ألف كثيراً”. وقال: “نحن نعاني مع الإخوان الذين يريديون الالتحاق بالجبهات ونحن نمنعهم وفقَا لما تحتاجه الجبهة”. وكشف نصرالله “اتصل بنا قادة حركات مقاومة قالوا نريد أن نرسل مقاتلين قلنا لهم أن ما لدينا يكفي لا بل يزيد بالنسبة للمعركة”، وأكد ان لدى المقاومة ما يزيد عمّا تقتضيه الجبهة حتى في أسوأ ظروف الحرب.
بنك أهداف
وقال نصرالله “لدينا بنك أهداف حقيقي والقدرة على الوصول إلى الأهداف في الكيان، ما ينتظر العدو أيضاً في البحر الأبيض المتوسط كبير جداً، وهو يعرف أن هذا الجيش ليس قادراً على معركة بهذا الحجم والدليل عملية الوعد الصادق من قبل إيران”.
وأكد أن “على العدو أن ينتظرنا جواً وبراً وبحراً”، وشدد “إذا فرضت الحرب على لبنان فإن المقاومة ستقاتل بلا قواعد أو ضوابط أو أسقف”. وأضاف: “لدينا معلومات أن العدو يجري مناورات في قبرص، وهو يعتبر أنّه في حال استهداف مطاراته سيستخدم المطارات والمرافق القبرصية، لذلك يجب أن تعلم الحكومة القبرصية أن فتح المطارات والقواعد القبرصية للحرب على لبنان، يعني أننا سنتعامل مع قبرص كأنها جزء من الحرب”.
وقال: “الذي يجب أن يخاف في ظل المعطيات الراهنة هو العدو، أما نحن سنواصل إسنادنا لغزّة وفي نفس الوقت حاضرون لكل الاحتمالات، لن يوقفنا شيء”. وأكد أن “الحل واضح، وقف النار في اليمن والعراق ولبنان حلّه وقف النار في غزة وفق الشروط الملائمة للمقاومة الفلسطينية”.
رد على الرد
بسرعة أيضًا ردّ رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي على كلام نصرالله، وقال: “قدراتنا القوية لا يعرف العدو إلا القليل عنها ونعد حلولا للتعامل مع قدرات حزب الله”. واضاف: “حزب الله سيواجه قدراتنا القوية في الوقت المناسب”.
الأمور تحت السيطرة؟
التهديدات المتبادلة استمرت ترجمتها العملية في الميدان الذي يبدو أنه سيبقى المتنفس الوحيد للدولة العبرية لاستكمال مسار العمليات الامنية من استهداف مقار “حزب الله” وتصفية عناصره واغتيال قياداته عبر مسيّراتها في قرى وبلدات الجنوب في وتيرة يومية.
وغداة انهاء المبعوث الاميركي محادثاته في بيروت وعودته منها الى تل ابيب، أشارت معلومات صحافية الى أن “هوكشتاين طمأن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى أن الأجواء إيجابية في ما يخص مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن والتي تتعلق بوقف إطلاق النار في غزة وأن دولة قطر تسعى بكل جهدها لإتمام الأمر”. ولفتت المعطيات الى أن “هوكشتاين أكد أن الأمور تحت السيطرة وأن الأجواء ما زالت إيجابية في ما يخصّ الحرب بين لبنان وإسرائيل”!
غارات وقصف
على الارض، اغارت مسيرة على سيارة في بلدة الوزاني، ونجا السائق من الموت المحتم بعدما رمى بنفسه خارجها. واستهدفت مسيرة اسرائيلية بصاروخين ساحة بلدة ميس الجبل، فيما استهدف القصف الاسرائيلي بالمدفعية الثقيلة تلة العويضة لجهة الطيبة وبلدة حولا، مما تسبب باندلاع حريق في منطقة القعقور. وشن الطيران الحربي غـارة جوية استهدفت بلدة الطيبة واخرى على بلدة العديسة. وتعرضت بلدة عيتا الشعب بعد الظهر لقصف مدفعي متقطع. ونفذ الطيران المسير الاسرائيلي قرابة الثالثة وعشر دقائق عدوانا جويا حيث شن غارة مستهدفا حرج الراهب غرب بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل. كما استهدفت غارة احد المنازل في بلدة العديسة. وجدد الطيران الاسرائيلي عملياته لليوم الثاني على التوالي على البرغلية فأغار عليها، كما على المنطقة الواقعة لجهة البحر بين البرغلية والشبريحا. وتعرض وسط بلدة الخيام لقصف من المدفعية الثقيلة. واعلن “مركز الخيام للرعاية الصحية التابع لمؤسسة عامل الدولية” في بلدة الخيام، في بيان “تعرض المركز للقصف الإسرائيلي والتسبب بأضرار جسيمة في الماديات”.
عمليات الحزب
في المقابل، أعلن “حزب الله” في بيان، أنّه “شن هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية استهدف تموضعات جنود العدو وانتشارهم داخل مستعمرة المطلة وحققوا فيهم إصابات مؤكدة”. ايضا، “ورداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي التي طالت بلدتي يارون والخيام، قصف الحزب مقر قيادة اللواء الشرقي 769 (التابع للفرقة 91) في ثكنة كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا وقذائف المدفعية”.
نعي 4 شهداء
من جهة ثانية، نعى “حزب الله” كلا من حسن محمد علي صعب “صادق” مواليد عام 1970 من بلدة يارون في جنوب لبنان، وجهاد أحمد حايك “حيدر” مواليد عام 1999 من بلدة عدشيت في جنوب لبنان، وحسن المجتبى يوسف أحمد من بلدة رشاف، ووهبي محمد إبراهيم “هادي” مواليد عام 1989 من بلدة كفركلا.
داتا النزوح كاملة
على صعيد آخر، تحرك اليوم ملف الوجود السوري. في السياق، رأس ميقاتي اجتماعا لبحث موضوع النازحين السوريين ظهرا في السراي، شارك فيه وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، المدير العام للأمن العام بالانابة اللواء الياس البيسري، المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا وممثل المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان ايفو فرايسن. وتم خلال الاجتماع البحث في الخطة التي وضعتها المديرية العامة للامن العام لمعالجة ملف النازحين السوريين بما يتوافق مع الانظمة اللبنانية والقوانين الدولية ومذكرة التفاهم بين المديرية العامة للامن العام والمكتب الاقليمي لمفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين الموقعة عام 2003. وقال اللواء البيسري بعد الاجتماع “طلبنا مجدداً من المفوضية تزويدنا بالداتا كاملة تحت طائلة تطبيق “الخطة ب” التي أصبحت جاهزة وتحصيل الداتا بأنفسنا”.
كل سوري غير شرعي
وقالت أوساط حكومية شاركت في اجتماع السراي: إذا لم تتوافر الداتا كاملة مع المعلومات المطلوبة عن النازحين فلبنان سيعتبر كل سوري وكأنه مقيم غير شرعي.