حصاد اليوم- الحراك النيابي رئاسيًا في حلقاته الأخيرة والحزب يشن أعنف هجوم بالصواريخ والمسيّرات على إسرائيل
لم يعد محسومًا أن الهدنة المتعثرة في غزة، حتى وإن تحققت، ستنعكس وقفًا لإطلاق النار على الحدود الجنوبية، وذلك نظرًا لنوعية وحجم الضربات المتبادلة بين “حزب الله” وإسرائيل والتي باتت توحي بأن تل أبيب لن تكون قادرة على عدم توسعة الحرب مع لبنان لضمان أمن مستوطناتها الشمالية أولًا ومعظم أراضيها تاليًا.
وفيما استكمل “حزب الله” اليوم الرد على اغتيال قائده الميداني الابرز “ابو طالب” وثلاثة من عناصره في جويا، فشن اوسع هجوم على الداخل الاسرائيلي منذ بدء الحرب معلنا “استهداف 6 ثكنات ومواقع عسكرية للعدو بهجوم مشترك من الصواريخ والمسيرات اصابت الاهداف بدقة”، ظل الجمود السياسي مخيّمًا على كل المبادرات الرئاسية والجولات النيابية المرافقة، في الذكرى السنوية الأولى لآخر جلسة انتخابات رئاسية دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري في 14 حزيران 2023.
أوسع هجوم للحزب
ميدانيًا، اشتعلت المنطقة الحدودية من الجانبين اليوم، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية بعد الظهر عن اطلاق “حزب الله” نحو 150 صاروخاً ومسيّرة باتجاه إسرائيل خلال أقل من 40 دقيقة.
في المقابل، شن الطيران الحربي الاسرائيلي سلسلة غارات استهدفت اطراف مرجعيون واطراف بلدة حاريص واطرف جديدة مرجعيون الشمالية. وقال الجيش الإسرائيلي اليوم إن مقاتلاته قصفت عددا كبيرا من المباني التي وصفها بأنها تستخدم من قبل “حزب الله” في عيتا الشعب.
قلق اميركي
في السياق قال مسؤول أميركي كبير لـ”رويترز” إن الولايات المتحدة تشعر “بالقلق الشديد حيال التصعيد على الحدود الإسرائيلية اللبنانية”. وشدّد على السعي إلى “منع الوضع من التحوّل إلى حرب شاملة”، لافتاً إلى أن “وقف إطلاق النار في غزة ليس كافياً بل نحتاج إلى ترتيبات محددة للأمن في الشمال”.
باسيل: الحوار ليس قاعدة
في الداخل، خفتت اندفاعة التحركات على الضفة الرئاسية، حيث اختتم رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل جولته التشاورية الرئاسية باجتماعٍ مع رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد بحضور النائب سيزار ابي خليل. وتم عرض مواقف الأطراف من الدعوة للتشاور على قاعدة الاتفاق على مرشح لرئاسة الجمهورية أو الذهاب إلى الانتخاب الرئاسي.
وقال باسيل في مؤتمر صحافي عقده في ختام تحركه: لمسنا خلال جولتنا استعدادا لدى الرئيس بري والجميع للاعلان بأن الحوار ليس قاعدة بل استثناء يراعي الظروف التي نحن فيها”. وأضاف: “الضمانة تكون بأن مَن يحضر الحوار يلتزم بعدم مقاطعة جلسات الانتخاب وأن تكون فترة التشاور محدودة وأن تكون الجلسات متتالية بدورات متتالية للوصول الى نتيجة”. واعتبر باسيل أن “من الطبيعي أن يترأس بري جلسات التشاور”، مؤكدًا أن “البديل عن عدم نجاح المسار التوافقي هو المواجهة الشاملة لإنهاء الفراغ، فنحن أمام خيارين إما التوافق أو عدم التكيف مع الفراغ وعدم التسليم به”.
إيجابية الحراك
في الإطار نفسه، أكدت كتلة “الوفاء للمقاومة” بعد اجتماعها الدوري أنه “نظرت بإيجابية إلى الحراك النيابي الناشط من أجل إيجاد مخرج لأزمة الإستحقاق الرئاسي”، مؤكدة موقفها الذي “بات معلوما للجميع واستعدادها للمشاركة في أي حوار نيابي حول الإستحقاق، يدعو إليه ويرأسه الرئيس بري”.
ثلاث مقاربات
في المقابل، أصدر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، بيانا قال فيه: اليوم يكون قد مرّ عام كامل على آخر جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية دعا إليها الرئيس نبيه بري، وأما لماذا لم يدعُ إلى جلسات أخرى منذ عام بالتمام والكمال، فلأنه، وبحسب قوله، بانتظار حوار ما، في الوقت الذي استنفدت فيه الحوارات الممكنة كلها بين الكتل النيابية من دون ان تتوصل إلى مرشح يتفق عليه الجميع بسبب تمسُّك محور الممانعة بمرشحه النائب السابق سليمان فرنجية، فيما كان أعرب الآخرون، كل الآخرين، من المعارضة إلى التغييرين إلى المستقلين عن رغبتهم في البحث عن مرشح ثالث. والأدهى من ذلك كله انه حتى بالنسبة للحوار الذي يختبئون خلفه ويتخذون منه قميص عثمان بغية عدم ترك الانتخابات الرئاسية تجري كما يجب ان تجري، فإنه حتى بالنسبة لهذا الحوار، فإن “القوات اللبنانية” كانت قد طرحت على موفد الرئاسة الفرنسية السيد جان إيف لودريان في زيارته الأخيرة للبنان ثلاث مقاربات تشاورية وما زالت حتى اللحظة بانتظار الأجوبة عليها.. وختم: لقد طرحنا هذه المقاربات الثلاث مع علمنا اليقين بان الموضوع ليس موضوع حوار، بل موضوع تعطيل انتخابات حتى تستجمع الممانعة كل أوراقها التي تمكِّنها من انتخاب مرشحها الرئاسي.
الكتائب في عين التينة
الى ذلك، استقبل الرئيس بري وفدا من حزب “الكتائب اللبنانية” ضم نائب رئيس الحزب النائب سليم الصايغ والنائب نديم الجميل في عين التينة. واعلن الصايغ على الاثر، “أردنا ان نسمع مباشرة منه ولاول مرة أفكاره التي يطرحها بشكل مبادرة لانتاج رئيس للجمهورية… ونرى ان ليس هناك حتى اليوم من كفالة او ضمانات ان العملية الانتخابية ستنتج رئيسا توافقيا”، لذا لا بد من تعميق التشاور مع كل القوى السياسية بدءًا بالمعارضة والقوى التي تقاطعنا معها على الوزير جهاد ازعور والقوى الاخرى للخروج من المأزق. واضاف: فهمنا اليوم ان لا يمكن ان يأتي رئيس فريق في لبنان، ولا يمكن لفريق ان يقول انا أتيت بهذا الرئيس وفريقي الذي انتصر، وشعرنا ان هذا المنطق غير سالك عند الرئيس بري، ما يعني ارادة للذهاب الى رئيس توافقي، ويبقى التفتيش عن المخارج”.
الانتظام المالي
ايضا، زار رئيس لجنة المال النائب ابراهيم كنعان عين التينة، والتقى الرئيس بري لـ٤٥ دقيقة قال بعدها إن “الانتظام المالي يجب ان يكون جدّياً ومبنياً على وقائع، لذلك، هناك عدة إجراءات مطلوبة من الدولة اللبنانية والحكومة وهي واضحة بالنسبة للتدقيق بموجودات المصارف وعائدات وموجودات الدولة اللبنانية، لمعرفة الإمكانات، وكيف سيتم توزيع الالتزامات على مصرف لبنان والمصارف والدولة اللبنانية، وليس الخسائر كما يدّعي البعض. فلليوم لا يمكن الحديث عن خسارة الناس والمصارف شغالة والدولة شغالة، وليس هناك من افلاس”.
زيارة واشنطن
من جهة ثانية، يواصل قائد الجيش العماد جوزيف عون لقاءاته ضمن إطار زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث التقى رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس النائب Michael McCaul والنائب Gregory Meeks، كما التقى عددًا من أعضاء لجنة الصداقة الأميركية اللبنانية في الكونغرس. وجرى التباحث في الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، والتحديات التي تواجهها المؤسسة العسكرية حاليًّا، وحاجاتها الأساسية للاستمرار في حفظ أمن لبنان واستقراره.
عبد المسيح ينسحب
على صعيد آخر، أعلن النائب أديب عبد المسيح خلال مؤتمر صحفي عقده في منزله “انسحابه بشكل كلي من كتلة “تجدد” التي تضم النواب ميشال معوض، فؤاد مخزومي وأشرف ريفي مع تأكيد بقاءه في صفوف المعارضة”.