حصاد اليوم- الاتحاد الأوروبي يرفض عودة النازحين ولبنان يحذّر من انفجار كبير يطال أوروبا
بكل أسف، الأزمة اللبنانية بكل تشعباتها أصبحت مرتبطة بالخارج. ملف النازحين السوريين ينتظر الحل الأوروبي من بروكسل. ملف الرئاسة ينتظر حل الخماسية الذي سيحمله معه الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت غدًا. ملف وقف الحرب في الجنوب ينتظر الهدنة في غزة على وقع مفاوضات قد تستأنف في القاهرة بين إسرائيل وحماس. ملف الانهيار المالي والإقتصادي ينتظر قرارًا من صندوق النقد الدولي.. الأزمة اللبنانية بكل تشعباتها باتت إذًا تحت رحمة التدخلات الخارجية بعدما تنازلت المنظومة الحاكمة التي أوصلت البلاد الى الإنهيار عن أبسط واجباتها، حفاظًا على مصالحها ومكتسباتها.
رشوة جديدة؟
الحدث اليوم كان في بروكسل حيث انعقد مؤتمر دولي بشأن سوريا، فما كان من الاتحاد الاوروبي إلا أن تعهّد بأكثر من ملياري يورو (2.17 مليار دولار) لدعم اللاجئين السوريين في المنطقة، ورفض أي حديث عن عودة محتملة للاجئين إلى وطنهم لأن ظروف العودة الطوعية والآمنة ليست مهيئة.
وقال جوزيب بوريل مسؤول السياسية الخارجية في الاتحاد في بداية المؤتمر: “لكن التزامنا لا يمكن أن ينتهي بالتعهدات المالية وحدها”. وأضاف “على الرغم من الافتقار إلى تقدم في الآونة الأخيرة، لا بد أن نعيد مضاعفة جهودنا لإيجاد حل سياسي للصراع، حل يدعم تطلعات الشعب السوري لمستقبل سلمي وديمقراطي”.
نحو الانفجار الكبير
في المقابل، قال وزير الخارجية عبد الله بو حيبب في مؤتمر بروكسل: “جئنا اليوم لطرح حلول متوافقة مع القوانين اللبنانية والدولية وخارج نمط التفكير الذي ساد منذ بدء الازمة في عام 2011. حلول مستدامة، تؤمن العودة على نطاق واسع للنازحين السوريين إلى بلدهم بكرامة وأمان. ومن تتعذر عودته لأسباب سياسية، ندعو لإعادة توطينه في دولة ثالثة، احتراماً لمبدأ القانون الدولي الإنساني بتقاسم الأعباء”.
وتابع: “في العام الماضي، ومن على هذا المنبر، دعوناكم للعمل سوياً، ولفتح حوار جدّي وبناء لوضع خارطة طريق لحلول مستدامة. ونقولها اليوم بكل أسف إنّ دعواتنا المتكررة لتوحيد جهودنا، وطاقاتنا، في اتجاه الحلول المستدامة لم تلقَ آذاناً صاغية. وبالرغم من ذلك، فإننا مؤمنون بأننا وإياكم محكومون بالتعاون، كبديل عن الفوضى التي، بعكس ما يعتقد البعض، لن تكون أوروبا بمنأى عن تبعاتها، رغماً عن إرادتنا”..
وختم: “ندق ناقوس الخطر من باب حرصنا على التعاون معكم، فلبنان يخطو خطوات متسارعة نحو الانفجار الكبير، في حال استمرار سياسة شراء الوقت في موضوع النزوح، بعد مضي أكثر من 13 عاما على بدء هذه الأزمة”.
تظاهرة للانتشار
على صعيد آخر، تظاهر الانتشار اللبناني بمشاركة عضوي الجمهورية القوية النائبين بيار بو عاصي والياس اسطفان أمام قصر العدل في بروكسل قبيل انعقاد مؤتمر النازحين السوريين، للمطالبة بعدم إبقاء السوريين في لبنان. وحمل المتظاهرون لافتات “ندّدت بتداعيات هذا الوجود غير الشرعي في لبنان على المستوى الأمني والاقتصادي والاجتماعي فضلاً عن سيادة البلد وهويته”.
لودريان راجع
رئاسيا، لبنان على موعد مع زيارة فرنسية غير محددة المعالم والاهداف بعد، لا بد ان تتظهر اعتبارا من الغد مع وصول لودريان في الساعات المقبلة حيث يباشر سلسلة لقاءات “رئاسية” المضمون، تشير المعلومات الى انها تتصل بمحاولة فصل ملف رئاسة الجمهورية عن الامن في غزة والجنوب.
مواجهة التعطيل
من جانبه، وردا على سؤال عما تحمله زيارة لودريان من جديد في الملف الرئاسي، تمنى النائب ميشال معوّض بعد زيارته معراب “ان يلعب المجتمع الدولي دورَه في الضغط لمجابهة التعطيل القائم وتطبيق الدستور، الا ان المهمة الاساسية تبقى على عاتق البرلمان اللبناني الذي عليه ان يتحمل هذه المسؤولية الوطنية في وجه التعطيل الواضح الذي يمارسه حزب الله وحلفاؤه”.
تصعيد اسرائيل
ميدانيا، التصعيد على حاله جنوبا. ففي اعقاب سلسلة استهدافات لعناصر “حزب الله” خلال تنقلهم على دراجات نارية. فقد استهدفت غارة من مسيّرة إسرائيلية دراجة نارية قُرب مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل. وافيد انها أدت الى سقوط قتيل وعدد من الجرحى. ولحقت أضرار ماديّة بالمستشفى جرّاء الاستهداف المباشر للدراجة عند مدخلها.
الحزب يرد
في المقابل، أعلن “حزب الله” في بيان، أنّه “استهدف مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة مرغليوت بالأسلحة المناسبة؛ وحقّق فيه إصابات مؤكّدة”. ايضا، قال الحزب انه “شنّ هجوماً نارياً مركزاً على موقع المالكية بالصواريخ الموجهة وقذائف المدفعية استهدفت حاميته وتجهيزاته وتموضعات جنوده، كما ألقت المسيّرات الهجومية بقذائفها على أهداف داخل الموقع وأصابتها بدقة”. وقال انه “قنص التجهيزات التجسسيّة المستحدثة في موقع مسكاف عام وأصابها إصابة مباشرة ودمرها”. واشار الى انه “شن هجوما جويا بمسيرات انقضاضية على قاعدة بيت هلل (مقر كتيبة السهل التابعة للواء 769) وتموضع منصات القبة الحديدية مستهدفا أطقمها وضباطها وجنودها في أماكن تواجدهم وتموضعهم وأصاب أهدافها بدقة”.
قصف وغارات
وذكر الجيش الإسرائيلي أن طائرة مسيرة من نوع “سكاي رايدر” سقطت داخل الأراضي اللبنانية ويجري التحقيق في الحادث. الى ذلك، أغار الطيران الحربي قرابة العاشرة والنصف، على وسط بلدة عيترون. وتعرضت وادي حامول لقصف مدفعي. ايضا استهدفت المدفعية الاسرائيلية اطراف كفرشوبا. بدوره، قال الجيش الإسرائيلي،، إنه قصف مبنى يؤوي عناصر ل”حزب الله” في منطقة يارون أمس. وأضاف في بيان على “تليغرام” أن سلاح الجو استهدف أيضا عناصر تابعة ل”حزب الله” في بلدة حولا. وأشار البيان إلى أن الأهداف التي ضربها الجيش شملت منشأة لتخزين الأسلحة في ميس الجبل وبنية تحتية عسكرية في الخيام.
تدريبات لرفع الجاهزية
ليس بعيدا، تواصل القوات الإسرائيلية رفع جاهزيتها للحرب على لبنان. وعلى مدار الأسابيع الأخيرة أجرت الفرقة 146 ولواء المدرعات الاحتياطي 205 تمرينًا على مستوى الفرقة واللواء يحاكي المناورة البرية في لبنان، حيث حاكى التمرين السيناريوهات القتالية على الجبهة الشمالية، والنشر السريع للقوات في الميدان، ووظيفة مقرات قيادة الفرقة واللواء وجاهزية القوات للهجوم، وفق ما أعلنه ناطق بإسم الجيش الإسرائيلي.
لازارو في السراي
ايضا، عرض رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع قائد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان “اليونيفل” الجنرال أرولدو لازارو، في السراي، الوضع الأمني في الجنوب والتحضيرات الجارية لرفع التقرير الدوري الى مجلس الامن الدولي بشأن تنفيذ القرار 1701، والتنسيق القائم بين اليونيفل والجيش.