
مؤتمر بروكسل اليوم، فهل سيُعيد النازحين الى بلدهم؟
يعقد مؤتمر بروكسل على المستوى الوزاري اليوم تحت عنوان “دعم مستقبل سوريا والمنطقة” ويهدف إلى حشد الدعم المالي الحيوي من أجل تلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحا للسوريين والمجتمعات المحليّة المستضيفة لهم وتجديد دعم المجتمع الدولي للحل السياسي بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن عدد 2254.
ويشارك في الاجتماع الوزاري ممثلون عن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والدول المجاورة لسوريا ودول أخرى بالإضافة إلى ممثلين عن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمجتمع المدني السوري. وسيشارك الممثل السامي للاتحاد الأوروبي ونائب رئيسة المفوضيّة الأوروبية جوزيف بوريل في رئاسة المؤتمر نيابة عن الاتحاد الأوروبي، إلى جانب المفوّض الأوروبي المكلّف بالجوار ومفاوضات التوسّع أوليفير فارهيلي والمفوّض المكلّف بإدارة الأزمات يانيز لينارسيتش.
يأتي ذلك، فيما قال تقرير البنك الدولي إن معدل الفقر في لبنان ارتفع أكثر من ثلاثة أضعاف خلال العقد الماضي إلى 44 بالمئة من مجموع السكان، وذلك استناداً إلى دراسة استقصائية للأسر أُجريت مؤخراً وشملت محافظات عكار وبيروت والبقاع وشمال لبنان ومعظم جبل لبنان، وخلص التقرير إلى أن واحداً من كل ثلاثة لبنانيين في هذه المناطق طاله الفقر في عام 2022.
ويوثق التقرير أثر الأزمة الاقتصادية والمالية على الأسر، ويعتمد التقرير على دراسة استقصائية للأسر أُجريت بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بين ايلول 2022 وايار 2023، وشملت اللبنانيين والسوريين وغيرهم من الجنسيات الأخرى (باستثناء الفلسطينيين في المخيمات والتجمعات) في خمس محافظات في لبنان
يظن البعض أن باستطاعة لبنان استخدام ملف النزوح ورقة ضغط على الاتحاد الأوروبي لا سيما وأن الدول الأوروبية تخشى من الهجرة غير الشرعية، وهذا ما عبرت عنه على سبيل المثال لا الحصر قبرص، وشددت مصادر مطلعة على ضرورة أن يأخد لبنان الرسمي المخاوف الأوروبية بعين الاعتبار وحثّ الولايات المتحدة على رفع العقوبات المفروضة على سوريا من خلال إلغاء “قانون قيصر”، فهناك ضرورة لذلك، إذ لا يمكن للدول والشركات المساهمة في إعادة إعمار سوريا إذا استمرت العقوبات.كذلك لا بد من حث كل من فرنسا وألمانيا على ضرورة مراعاة الحالة اللبنانية والتراجع عن ربط عودة النازحين السوريين، بالحل السياسي في سوريا، وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري طالب فرنسا والمانيا بإعادة النظر إزاء علاقتهما بسوريا وحيال هذا الملف.
وترى المصادر أن لبنان أمام فرصة عليها أن يستغلها، وتتصل بالانتخابات الأوروبية التي ستجري الشهر المقبل والتي قد تؤدي إلى فوز اليمين المتطرف الذي يُعتبر من الداعين لإعادة النازحين من الدول الأوروبية إلى سوريا.