حصاد اليوم- باريس محور اتصالات حول الشرق الأوسط ولبنان يتخبّط بين الحوار والتشاور وانتظار الخماسية

حصاد اليوم- باريس محور اتصالات حول الشرق الأوسط ولبنان يتخبّط بين الحوار والتشاور وانتظار الخماسية

الكاتب: beirut24
24 ايار 2024

أعاد قرار محكمة العدل الدولية اليوم الذي يأمر إسرائيل بوقف عمليتها العسكرية في رفح تصويب البوصلة، ليؤكد المؤكد بأن الأزمة الإقليمية بدأت من الهجوم الإسرائيلي على غزة، ومن هناك تنتهي. كما انتقلت حرب غزة بتعقيداتها وارتداداتها على المنطقة اليوم الى باريس حيث كانت مدار بحث في قصر الإليزيه بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء ورئيس الدبلوماسية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ووزراء خارجية السعودية فيصل بن فرحان ومصر سامح شكري والأردن أيمن الصفدي. وفي باريس أيضًا، يجري مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز خلال الساعات المقبلة محادثات مع ممثلين لإسرائيل، في محاولة لاستئناف المحادثات الرامية إلى التوصل إلى هدنة في غزة، بعد أن أعطت إسرائيل الضوء الأخضر لاستئناف المفاوضات.

وفي مقابل هذا الحراك الدولي باتجاه غزة، بقي النشاط السياسي والدبلوماسي من اجل لبنان وازماته مُغيباً ومشلولا في انتظار خرق ما باتجاه هدنة في القطاع قد تنعكس على لبنان.

نصرالله: انتظروا المفاجآت

وفي إطار الحرب الإعلامية المواكبة للتطورات العسكرية على الحدود الجنوبية قال الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله في الاحتفال التكريمي الذي أقامه الحزب للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورفاقه الذين لقوا مصرعهم في حادث المروحية، إن “إسرائيل لم تحترم يومًا قرارًا دوليًا، فقد شنّت أعنف الغارات على رفح بعد قرار محكمة العدل الدولية”.

وأضاف: “نتمنى أن تتوقف الحرب، ولكن لو أصر نتنياهو على الحرب فهو يأخد هذا الكيان إلى الكارثة والمقاومة إلى النصر المؤزر”. ورد نصرالله على تهديدات نتنياهو من الجبهة الشمالية مع لبنان، وقال: “يجب ان تنتظر من مقاومتنا المفاجآت، وأنا لا أبالغ بذلك، وأود أن أقول لا خداعكم ينطلي علينا ولا ضغوط أسيادكم تنفع، وهذه المقاومة سوف تستمر”.

بري للحوار والتشاور

من جهته، وفي رسالة وجهها الى اللبنانيين بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، جدد رئيس مجلس النواب نبيه بري “الشكر والتقدير لكل المساعي الإقليمية والدولية التي تبذل لاسيما جهود اللجنة الخماسية الرامية لمساعدة لبنان على إنجاز استحقاقه الرئاسي وهو جهد مقدر لكنه يبقى من دون طائل إذا لم نبادر جميعاً كقوى سياسية وكتل برلمانية لملاقاته في منتصف الطريق بالإحتكام لمنطق الحوار أو التوافق أو التشاور كلغة وحيدة فيما بيننا دون إلغاء أو إقصاء لأي طرف أو تهميش لأي مؤسسة وخاصة المجلس النيابي ودائماً تحت سقف الدستور”. ودعا “المجتمع الدولي لمقاربة ملف النزوح السوري مقاربة إنسانية بعيداً عن أي إستثمار لاغراض تهدد وحدة وسيادة الشقيقة سوريا، كما ندعو الحكومة اللبنانية الى الإسراع في فتح قنوات التواصل مع الحكومة السورية وتشكيل لجان مشتركة تحقق العودة الامنة للنازحين الى وطنهم الام “.

وقال اننا” نجدد التزامنا وتمسكنا بالقرار الأممي رقم 1701 بكافة بنوده ومندرجاته وأن المسؤولية عن خرق هذا القرار منذ لحظة صدوره هي إسرائيل بأكثر من 30 الف خرق براً وبحراً وجواً. وبالتوازي فإن لبنان متمسك بحقه بالدفاع عن أرضه بكافة الوسائل المتاحة في مواجهة العدوانية الاسرائيلية ولإستكمال تحرير ما تبقى من أرضه المحتلة”.

ميقاتي: لماذا؟

في الغضون وخلال حفل إطلاق فاعليات “طرابلس عاصمة للثقافة العربية” في احتفال رسمي اقيم في معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس سأل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي: “لماذا يصر البعض على استعادة الماضي بدلا من تجديده؟ ولماذا لا نبادر إلى إلغاء حالة التعطيل لكي تتمكن المؤسسات الدستورية من ممارسة دورها، بدءا من انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وصولا إلى تفعيل آخر إدارة من إدارات الدولة؟ والسؤال الاهم لماذا الاصرار على السلبية والتهديم ووضع العراقيل امام الحكومة التي تجهد للحفاظ على كيان الدولة ومؤسساتها في انتظار ان يكتمل عقد المؤسسات”؟

جنبلاط: الحرب طويلة

في الإطار نفسه، دعا رئيس الحزب التقدمي سابقا وليد جنبلاط الأحزاب اللبنانية لبدء حوار وملء الفراغ في مؤسسات الدولة، لأن الحرب في غزة وجنوب لبنان تبدو طويلة وقد تستمر الى الانتخابات الاميركية، مشككا بنوايا الأمريكيين وربما يكونون العنصر المعطل والمعرقل لكل شيء. وشدد على اهمية التوافق والحوار بين اللبنانيين للخروج من أزمة الفراغ في رئاسة الجمهورية، مؤكدا في حديث لجريدة “الشرق” القطرية أن التسوية الداخلية هي الأساس بين الأطراف اللبنانية، محذرا من بقاء لبنان بدون رئيس جمهورية.

وفي مقاربته للحرب في الجنوب اعتبر ان “حزب الله” جزء من منظومة إقليمية ترعاها إيران لكنه يدافع عن لبنان، مؤكدا ان الذين يملكون القوة والسلاح ليسوا جسما غريبا، إنهم يمثلون شريحة من اللبنانيين والدعم الإيراني لا ينزع الانتماء اللبناني عن “حزب الله”. وتوقع أن تطول أزمة المنطقة لأن إسرائيل لن تعترف بالهوية الفلسطينية، لافتا الى أننا سنشهد أكبر عملية تهجير للشعب الفلسطيني منذ عام 48.

اجتماع بروكسل

على خط النزوح وعشية اجتماع بروكسل حول مستقبل سوريا الذي تعد اكثر من جهة العدة لرفع الصوت اللبناني هناك رفضا لابقاء النازحين السوريين في لبنان لا سيما حزب القوات اللبنانية والرابطة المارونية، دعت “الحملة الوطنية لإعادة النازحين السوريين”، في بيان، مؤيديها واللبنانيين المغتربين وأصدقاء لبنان إلى “المشاركة الكثيفة في الاعتصام الذي سيقام أمام قصر العدل في بروكسل، الإثنين 27 الجاري، من الساعة 12:00 ظهراً، لحث قادة الاتحاد الأوروبي على تغيير موقفهم لجهة إعادة النازحين السوريين الى المناطق الآمنة في سوريا والى استدراك مخاطر النزوح السوري في لبنان”.

غارات وقصف

في المستجدات الميدانية، شنت طائرة مسيرة غارة استهدفت سيارة رابيد كانت متوقفة عند مدخل بلدة حناويه في قضاء صور، اشتعلت بكاملها، ولم يصب احد بأذى. ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي قرابة الواحدة الا ثلثا بعد الظهر عدوانا جويا حيث شن غارة على بلدة مارون الراس في قضاء بنت جبيل. كما اطلق الجيش الاسرائيلي صباحا، صواريخ اعتراضية فوق قرى القطاع الغربي. وقصف ليل أمس، بالمدفعية الثقيلة أطراف بلدتي علما الشعب ورامية. وبعد منتصف الليل حلق الطيران الحربي فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل. بعدما حلق طوال الليل وحتى صباح اليوم، فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط، وأطلق القنابل الضوئية فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الازرق. من جهة أخرى، أعلن “حزب الله” أنه نفذ عدة عمليات على المواقع الإسرائيلية المقابلة.