حصاد اليوم- “الخماسية” تحرّك الملف الرئاسي داخليًا وخارجيًا وجنبلاط يدعو من الدوحة لرئيس وفق الحوار
بموازاة ملف النازحين السوريين الذي فرض نفسه منذ فترة طبقًا رئيسيًا على المائدة السياسية في لبنان، عاد الملف الرئاسي، الذي انتُزع مؤخرًا من ثلاجة الانتظار ربطًا بالحرب على غزة وفي الجنوب، ليتقدّم خطوات الى الأمام في سلّم الاهتمامات الدولية التي تنعكس حكمًا على الوضع الداخلي.
إلا أن حراك مجموعة الخماسية ،على رغم جديده انطلاقًا من “بيان عوكر”، لا يبدو أنه سيحرك المياه الراكدة، ما دام “الثنائي” على تمسكه بمرشحه، رافضا تنفيذ اقتراح الجلسات المفتوحة والدورات المتتالية الى حين انتخاب رئيس. وعليه، فإن مبادرة كتلة “الاعتدال الوطني” التي مدتها الخماسية بجرعة دعم، لن تتمكن على الأرجح من تحقيق الخرق المطلوب وصولًا الى فتح أبواب المجلس أمام النواب.
التنسيق بين المبادرات
فقد شهد الملف الرئاسي بعض الحراك اليوم، تمثّل بزيارة وفد من تكتل “الاعتدال الوطني” السفارة المصرية. وبعد اللقاء، قال السفير المصري في لبنان علاء موسى: الإجتماع تناول آخر التطورات في ملف الرئاسة وعلينا أن نبتعد عن نقاش من يرأس الحوار والتركيز على هدف الحوار. في الموازاة، كان رئيس مجلس النواب نبيه بري يستقبل عضو كتلة “الاعتدال” النائب وليد البعريني حيث تم البحث في المستجدات السياسية والشؤون التشريعية.
الدعم القطري
في السياق، استقبل رئيس مجلس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وتناول البحث مجمل أوضاع المنطقة، خصوصاً الوضع على الساحة الفلسطينية لاسيما الحرب على غزة والجنوب اللبناني بالإضافة إلى الأوضاع اللبنانية، حيث ثمّن جنبلاط الدور التي تقوم به دولة قطر، خصوصاً السعي المستمر والمبادرات لوقف إطلاق النار في غزة، بالإضافة إلى دورها ضمن اللجنة الخماسية لمساعدة لبنان على تجاوز الأزمة الرئاسية.
لا بد من التوافق
وخلال لقائه الجالية اللبنانية في قطر، نوّه جنبلاط بالدور القطري قائلاً “قطر كانت وستبقى داعمة للبنان، وخاصة للقوى الأمنية والجيش اللبناني وهذا مهم جداً، من أجل وحدة لبنان والأمن اللبناني. فهناك مؤسسات فاعلة في المخابرات اللبنانية وفي الأمن العام والمعلومات وعلينا تثبيتها وتدعيمها من اجل سلامة المواطن ثُمّ تتحسن الظروف”. وعن الانتخابات الرئاسية، قال جنبلاط: “لا بُد من توافق القوى السياسية بمساعدة اللجنة الخماسية كي تنظم الامور وننتخب رئيسا أيّاً كان وفق الحوار والتسويّة”.
النزوح في عين التينة
الى ذلك، وعشية مؤتمر بروكسل للنازحين السوريين في 28 الجاري، إستقبل بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، حيث جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية. وبحث رئيس المجلس أيضاً المستجدات السياسية، لا سيما ملف النزوح السوري وشؤوناً تشريعية، خلال لقائه رئيس لجنة الشباب والرياضة النيابية عضو كتلة “لبنان القوي” النائب سيمون أبي رميا الذي قال بعد اللقاء: “تكلمنا بأمور كثيرة منها الملف الرئاسي وملف الجنوب الى كل الملفات الساخنة حالياً، ولكن الإجتماع تركز على موضوع النزوح السوري ودور المجلس النيابي في هذا الموضوع”.
تراجع ملحوظ
على الحدود، شهد الوضع تراجعًا محدودًا في العمليات العسكرية حيث تعرضت منطقة وطى الخيام بعد الظهر لقصف اسرائيلي بالقذائف الفوسفورية. كما انفجرت مسيرة صغيرة اطلقها الجيش الاسرائيلي على منزل في بلدة الناقورة كان استهدفه امس. في المقابل، أعلن “حزب الله” انه استهدف “نقطة تموضع واستقرار لجنود العدو في موقع رويسة القرن في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بصاروخ موجّه وأصابها إصابة مباشرة ما أدى إلى اشتعال النيران فيها”. واشار ايضا الى انه “وبعد مراقبة تحركات العدو الإسرائيلي ومتابعة دقيقة في موقع الراهب وعند رصد مجموعة من جنوده تتحرك في محيط الموقع استهدفها بالأسلحة الصاروخية والقذائف المدفعية”.
شاحنة السلاح
في الامن الداخلي، اعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان انه و”بتاريخ 20 / 5 / 2024، اشتعلت شاحنة محمّلة بالزيوت في بلدة بسبينا – البترون وتبيّن أنها كانت تحمل 304 مسدسات مهربة ومخفية فوق المحرك مع كمية من المماشط، وأوقفت مديرية المخابرات عددًا من الأشخاص المشتبه في تورطهم بعملية التهريب. وقد عمل الجيش على تفتيش الشاحنات الأخرى التي وصلت مع هذه الشاحنة على متن باخرة إلى مرفأ طرابلس، وتبين أنها تحمل مواد وبضائع مختلفة، ولم يُعثَر على أي أسلحة أو ممنوعات داخلها. ولاحقا افيد عن توقيف شاحنة تحمل اسلحة في مرفأ طرابلس.
ضبط الحدود
تعقيبا، كتب نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني عبر حسابه على منصة “إكس”: شاحنات السلاح: ضبط الحدود ضرورة لضبط السلاح على انواعه ووجهاته. لذلك، دعم الجيش اللبناني سياسيا وماديا ومعنويا للقيام بهذه المهمة أولوية.
الأمن في السراي
ليس بعيدا، إجتمع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي ظهرا في السراي وعرض معه المستجدات الامنية في البلاد والإجراءات التي تنفذها وزارة الداخلية. ثم اجتمع رئيس الحكومة مع المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا واطلع منه على عمل المديرية، اضافة الى الاوضاع الامنية.
الاحتلال هو احتلال
من جهة ثانية، علّق رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، على إصدار رئاسة مجلس الوزراء اليوم مذكرة بإقفال الادارات العامة والخاصة لمناسبة عيد المقاومة والتحرير في 25 ايار 2024، فأكد في بيان انه “إذا كان من البديهي إيراد مناسبة خروج الجيش الإسرائيلي من الشريط الحدودي ضمن الأعياد الوطنية، فإنه من البديهي أيضا إيراد مناسبة خروج الجيش السوري من قلب لبنان ضمن الأعياد الوطنية، فالاحتلال هو احتلال سواء كان من عدو أم من “شقيق”.. وليس من الجائز مواصلة التعاطي باستنساب مع قضايا تتعلّق بسيادة لبنان”.