مسلسل فضائح الـAUCE لا ينتهي: مناقشة VIP لرسالة الماجستير
تأمّل أساتذة الجامعة الأميركية للثقافة والتعليم (AUCE) بأن تضع لجنة الوصاية، التي عينها مجلس التعليم العالي لمدة سنة كاملة، حداً للتجاوزات السابقة في الجامعة. لكن ما حصل من وقائع، منذ تسلم لجنة الوصاية إدارة الجامعة، جعلهم يفقدون الأمل بأي إصلاح. وباتوا يشككون باللجنة نفسها، وسبب فرضها على الجامعة.
وساطة لطالب عراقي
سبق وشكا الأساتذة للجنة الوصاية في أحد الاجتماعات، من أن مساعدة مالكة الجامعة س. ك. تتحمل مسؤولية المشاكل الإدارية والأكاديمية، والتلاعب بعلامات الطلاب والمناقشات الشكلية لرسائل التخرج. لكن “اللجنة” عادت وكلفت ك. بمتابعة شؤون الطلاب. وراحت الأخيرة تتواصل مع الطلاب العراقيين (حصلت المدن على تسجيلات) لتبلغهم بضرورة دفع مبلغ 345 دولاراً لإعادة تسجيل مناقشة رسائلهم.
لكن المشكلة بالنسبة للأساتذة لا تقتصر على استعانة لجنة الوصاية بالأشخاص عينهم، الذين يتحملون مسؤولية التجاوزات، بل ببعض الممارسات التي حصلت من اللجنة نفسها.
في التفاصيل، تقفل الجامعة أبوابها يوم الجمعة (عطلة رسمية في الجامعة)، لكن يوم أمس الجمعة في 17 أيار، فُتحت أبواب الجامعة كي يتمكن طالب عراقي من مناقشة رسالة ماجستير بكلية إدارة الأعمال. وقيل إن لهذا الطالب ي. ج. ج. وساطة كبيرة.
المشكلة ليست في “تحديد موعد” VIP لهذا الطالب. فهذه الأمور تعتبر “طبيعية” في لبنان. زد على ذلك أن غالبية الطلاب العراقيين من الموظفين العموميين، وجزء كبير منهم لديهم مناصب رفيعة في إدارات الدولة. فيتم مراعاة تحديد موعد المناقشة لهم ليتزامن مع الإجازة من العمل. المشكلة بحالة هذا الطالب، ليس معاملته بطريقة الـVIP، بل أن وساطته وصلت حد تحديد لجنة مناقشة رسالته قبل 24 ساعة من موعد المناقشة!
مراجعة الرسالة بيوم واحد
بمعنى آخر، حصل الطالب على خدمة غير مسبوقة. فقد ناقش هذا الطالب رسالة لم تعرض على لجنة المناقشة قبل أسبوعين، كما تقتضي الأعراف الأكاديمية المتبعة. بل ببساطة، هبطت رسالة الطالب في الجامعة فجأة، وتم تعيين القارئ الأول والثاني له قبل يوم واحد من موعد المناقشة.
في العادة تعطى لجنة المناقشة أقله عشرة أيام لمراجعة الرسالة قبل موعد المناقشة. وبعد قراءة الرسالة يعدّ القارئان تقارير مفصلة يوصيان فيها بقبول أو رفض الرسالة. ففي حال وجد القارئان مشاكل جوهرية في المنهجية والفرضيات والمراجع واللغة لا يقبلان الرسالة ويطلبا من منسق المناقشات إعادة التعديل. وبالتالي يؤجل موعد المناقشة إلى حين إجراء الطالب التعديلات اللازمة. لكن في حالة هذا الطالب العراقي تم التواصل مع القرّاء قبل يوم واحد من موعد المناقشة. فهل يعقل أن يراجع أي قارئ رسالة ماجستير بيوم واحد؟! ما الضمانة بأن رسالة هذا الطالب مقبولة وتؤهله الحصول على شهادة ماجستير؟
نظام الاستلال معطل
وقبل الحديث عن ملابسات جلسة المناقشة وطريقة إعدادها بهذه الطريقة المستغربة، كيف تحققت الجامعة من أن الطالب لم يتخطَّ النسبة المقبولة في الانتحال أو الاقتباس؟ فالجامعات هي المسؤولة عن مراجعة رسائل الطلاب للتأكد من الاستلال. ومن المعروف أن نظام الاستلال متوقف في الجامعة مثله مثل نظام المعلوماتية والبريد الإلكتروني للهيئة التعليمية والطلاب منذ أكثر من سنة. ولجنة الوصاية، وفق مصادر “المدن” ناقشت هذه القضية مؤخراً. ومن الأفكار التي طرحت حصول الطالب العراقي على الاستلال من جامعة رسمية في العراق، مع اشتراط حصول الطالب على إيصال من الجامعة يثبت أن الاقتباس في الرسالة يتوافق مع النسب المقبولة علمياً. أما بما يتعلق بالطالب اللبناني فعليه الحصول على الاستلال من الجامعة اللبنانية. فهل خضعت رسالة هذا الطالب لنظام الاستلال؟ متى، وأين؟ وما الذي يضمن من ألا تكون رسالته منحولة؟
في وقت تتشدد فيه لجنة الوصاية بمراجعة ملفات الطلاب القدامى وأوقفت منح أي إفادة قبل التحقق من الملفات، يبدو أن تسهيل أمور الطلاب العراقيين هو الشيء الوحيد المطلوب في لبنان. فمن المعروف أن لجنة الوصاية طلبت من الطلاب اللبنانيين مثل الأجانب إفادة دخول وخروج من الأمن العام اللبناني، للتثبت من أنهم تابعوا دراستهم فعلاً ولم يحصلوا على شهادتهم بطرق ملتوية. وهذا التشدد أساسي لضمان جودة التعليم واستعادة لبنان هيبته وسمعته الأكاديمية. لكن كيف يمكن تفسير خدمات الـVIP للعراقيين المحظيين؟ وهل يمكن مناقشة رسالة شهادة ماجستير بهذه الطريقة؟