حصاد اليوم- الحزب ينعى المبادرة الفرنسية قبل قراءتها والإصرار على وحدة الساحات سيؤدي الى وحدة المصير
الموفدون الدوليون ومعهم الحكومة اللبنانية العاجزة في وادٍ، و”حزب الله” ومعه الرئيس نبيه بري المفوّض الرسمي بالنطق باسمه أمام المبعوثين في وادٍ آخر. الطرف الأول ما زال يتحدث عن ورقة فرنسية وجواب إسرائيلي عليها مع التركيز على التفاصيل الآيلة الى وقف الحرب على الجبهة الجنوبية، فيما يبدو الطرف الثاني، المسؤول المباشر عن فتح هذه الحرب، غير معني بكل هذه التفاصيل وغير آبه بها الى أقصى حد، متمسكًا بشرط وحيد لوقف الحرب جنوبًا هو وقف الحرب على غزة، انطلاقًا من مبدأ وحدة الساحات، وعلى ما يبدو وحدة المسار والمصير.
فالساحة المحلية تنتظر الورقة الفرنسية المعدلة لطرح التهدئة جنوبا، والتي ستصله في الساعات المقبلة، كما تنتظر الجواب الاسرائيلي عليها الذي سيتسلّمه وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه في تل ابيب غدا، وسط ترقب لمآل الجهود المصرية لانضاج تسوية توقف الحرب في غزة، علّ وقفها يكون مقدمة لوقف جبهة الاشغال جنوبا ويبعد شبح الحرب الشاملة على لبنان.
معالجة الأسباب
وسط هذه الاجواء، أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله أن “أي مبادرة خارجية تجاه لبنان هدفها إراحة حكومة نتنياهو لتركز كل جهدها على غزة، هي مبادرة محكوم عليها بالفشل، فالبحث عن الحل لا يكون بمعالجة النتائج، بل معالجة الأسباب التي أدت إلى هذه النتائج، وما يحصل على جبهتنا الجنوبية من مساندة لغزة، له سبب رئيسي، وهو العدوان الإسرائيلي على غزة، وسبب آخر هو منع العدوان على بلدنا، ولذلك من يريد إيجاد الحلول، عليه أن يذهب بالدرجة الأولى إلى الكيان الصهيوني ويمارس الضغط عليه كي يوقف هذه المذبحة في غزة. أما كيف يكون عليه الجنوب بعد وقف العدوان، فهذا ما يقرره الشعب اللبناني ودولته ضمن قواعد الحماية للجنوب، ومن ضمنها معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وأيضا عدم المس بسيادتنا الوطنية”.
“القسام” جنوبًا
وفي انتظار جلاء الصورة على خط بيروت- باريس- تل أبيب، ظل التوتر على حاله في الجنوب اليوم، حيث أفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن “اعتراض أكثر من 30 صاروخا من الجنوب بإتجاه إصبع الجليل والجليل الأعلى”. على الاثر اعلنت “كتائب الشهيد عز الدين القسام” الجناح العسكري لدى “حماس” في بيان”استهداف مقر قيادة اللواء الشرقي 769 “معسكر جيبور” شمال فلسطين المحتلة برشقة صاروخية مركزة بقصف من جنوب لبنان ؛ وذلك رداً على “مجازر العدو الصهيوني في غزة الصابرة والضفة الثائرة”.
في المقابل، تعرضت اطراف بلدتي علما الشعب والناقورة فجرًا لقصف مدفعي متقطع تزامن مع إطلاق القنابل الضوئية فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط وصولا حتى مشارف بلدات زبقين وياطر وكفرا. ايضا نفذت مسيرة اسرائيلية عدوانا جويا قرابة الحادية عشرة والثلث حيث اطلقت صاروخين بإتجاه محيط “الملعب” في بلدة عيتا الشعب التي تعرضت أيضًا لسقوط 3 قذائف إسرائيلية. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارتين استهدفتا منطقة المسلخ في بلدة الخيام. وبعد الظهر تعرضت بلدة شبعا وأطراف طيرحرفا وشيحين والجبين لقصف مدفعي معادٍ.
شيخ المهضومين
في التطورات الداخلية، ووسط الانتقادات الموجهة من قبل 8 آذار واعلامه الى لقاء معراب الذي طالب السبت بتنفيذ القرار 1701 دفاعا عن لبنان، وقد رفض الرئيس بري امس مجرد التعليق عليه، كتب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على حسابه عبر منصة “إكس”، التالي: بالرغم من كل شيء، يبقى الرئيس نبيه بري شيخ المهضومين في البلد.
لحماية لبنان
من جانبه، شدد عضو تكتل” الجمهورية القوية” النائب جورج عقيص على أن” هناك اليوم حلّين: إما حرب شاملة لا نعرف كم ستكون كلفتها على الجنوبيين ولبنان أو نكون أمام تنفيذ فعلي للقرار 1701، ونحن نريد الجيش اللبناني في الجنوب سعياً للتهدئة وحماية لبنان”، معتبراً أن من” الواضح أن الفريق الآخر لا يريد الإفراج عن الورقة الرئاسية قبل اتضاح الصورة بالنسبة إلى حرب غزة سعياً إلى تحسين الشروط لاحقاً”. وأشار إلى أن “الوقت الآن هو الأنسب لنشر الجيش اللبناني عند الحدود وإلا نحن ندمّر بلدنا ونعطي الحزب ذريعة لاستعمال سلاحه في الداخل”.
ملف النزوح
في الغضون، لا يزال ملف النزوح محط الاهتمام الأبرز. في السياق، رأس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اجتماعا لبحث ملف النازحين السوريين قبل ظهر اليوم في السراي، شارك فيه وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري، المنسق المقيم للامم المتحدة في لبنان عمران ريزا وممثل مفوضية شؤون اللاجئين في لبنان ايفو فرايجسن ومستشار رئيس الحكومة زياد ميقاتي. وتم خلال الاجتماع البحث في التعاون بين لبنان والمفوضية وسبل معالجة القضايا المتصلة بملف النازحبن. واستقبل الرئيس ميقاتي في الرابعة والنصف بعد الظهر وفدا من كتلة “الجمهورية القوية” في حضور الوزير مولوي واللواء البيسري.
اهتمام خارجي أيضًا
ليس بعيدا، تزور رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فونديرلاين بيروت يوم الخميس في 2 أيار المقبل، برفقة الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس. ويعقدان في السرايا الحكومية اجتماعاً يترأسه الرئيس ميقاتي، ومن ثم ينتقلان إلى عين التينة للقاء الرئيس بري، على أن يكون ملف النزوح البند الأول وربما الوحيد في المحادثات المرتقبة.
مستمرون بالمبادرة
رئاسيا، لا جديد. فقد استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى، النائب أحمد الخير، الذي قال بعد اللقاء: “لقاؤنا اليوم كان لوضع سماحته بتفاصيل تحركنا الأخير باتجاه المبادرة التي تقوم بها كتلة الاعتدال، وشرحنا له التطورات لاسيما مع اللجنة الخماسية والكتل السياسية، وزيارتنا الأخيرة لدولة الرئيس بري. وأكدنا لسماحته أننا مستمرون بهذه المبادرة مع الحرص على المصلحة الوطنية اللبنانية، وإدراكًا منّا لأهمية أن يكون هناك فريق وسطي من خلال الاصطفافات العمودية التي تحصل بالبلد. ولأننا حرصاء على البقاء على موقفنا الوسطي، وعلى التوافق، فهو مرشحنا الدائم للرئاسة، ولا نرى أي حل يمكن أن يؤدي إلى انتخاب رئيس، إلا من خلال التقاء اللبنانيين تحت عنوان “اللقاء التشاوري” الذي هو في صُلب مبادرتنا الرئاسية، ولا يمكن أن يكون لدينا رئيس إلا من خلال توافق اللبنانيين على رئيس له القدرة على نقل لبنان بالمرحلة القادمة مما هو فيه، مع حكومة كاملة الصلاحيات”.