حصاد اليوم- المساعي الفرنسية للتهدئة الى خواتيمها ولقاء معراب يتجه لتشكيل جبهة معارضة للحزب
على عكس الأسابيع الماضية، قررت السياسة في لبنان أن تبقي الأهمّ لعطلة نهاية الأسبوع، على المستويين الداخلي والخارجي. فبالتزامن مع اللقاء الوطني لقوى المعارضة في معراب السبت والذي من المتوقع أن يصدر عنه بيان وُصِف بالمهم، يصل وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه الى بيروت حاملًا معه خارطة طريق لوقف النار في الجنوب، فيما يصل وزير خارجية البحرين عبد اللطيف بن راشد الزياني الأحد في زيارة مفتوحة على الملفين الأمني والسياسي.
الوزير الفرنسي يعمل على خطي تهدئة الاوضاع على الحدود الجنوبية ومنع انفجارها بشكل واسع وفق ما تهدد اسرائيل، وهو يسعى بحسب ما اشارت مصادر دبلوماسية في باريس الى انتزاع ضمانة من اسرائيل و”حزب الله” بالتزام عدم خرق القرار 1701 بما يعيد الهدوء الى جانبي الحدود. واكدت المصادر ان وتيرة الاتصالات تسارعت في شكل ملحوظ في الايام الاخيرة لمنع اي هجوم اسرائيلي على لبنان، مشيرة الى ان المبادرة الفرنسية قائمة لم تتغير، متحدثة عن تقدم طفيف في هذا الاطار. وشددت على انها في الوقت نفسه لا تهمل الملف الرئاسي الا ان الرئاسة باتت جزءا من التسوية السياسية الشاملة في لبنان.
فتح الحدود البحرية
وقبيل جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في الرابعة بعد الظهر والتي تناقش، الى جدول اعمالها، بندي تمديد ولاية المجالس البلدية والإختيارية القائمة حتى تاريخ أقصاه 31/5/2025 وتحديد القانون الواجب التطبيق على المتطوعين المثبتين في الدفاع المدني، بعدما اقرهما مجلس النواب امس، دعا وزير المهجرين عصام شرف الدين إلى فتح الحدود البحرية على مصراعيها لتكون وسيلة ضغط لإعادة النازحين السوريين إلى بلدهم. وقال: هناك عرقلات دوليّة معروفة في ملفّ النازحين ونحن كوزارة لدينا خطّة ترحيل بالنسبة للنازحين”. من جهته، حضر وزير الزراعة عباس الحاج حسن الى الجلسة ومعه سلّة “أكيدنيا” وفواكه طازجة من الجنوب ومناطق لبنانية أخرى.
غارات وقصف
في التطورات الميدانية، سقط قتيلان في استهداف مسيّرة معادية لسيارتهما بعد ظهر اليوم على طريق ميدون – السريرة في البقاع الغربي.
وفي الجنوب، اغار الطيران المسير الاسرائيلي بعد الظهر على سيارة على طريق بلدتي الضهيرة والزلوطية، في وقت قصفت المدفعية الاسرائيلية بلدتي يارين والجبين.وأفادت المعلومات عن اندلاع النيران في منزل في بلدة يارين بعد استهدافه بقذيفة من دبابة ميركافا. كما اغار الطيران الحربي الاسرائيلي مستهدفا على التوالي بلدات طيرحرفا، وعيتا الشعب وحانين. واستهدفت الغارتان على بلدتي طيرحرفا وعيتا الشعب منزلين، وعلى الفور هرعت سيارات الاسعاف، حيث تم اجلاء جريح جراء الغارة.
وصباحا، استهدف القصف المدفعي الاسرائيلي الضهيره، واطراف علما الضهيرة. كما تعرضت أطراف بلدة شبعا وكفرشوبا وحلتا خلال ساعات الفجر وصباح اليوم لاكثر من 150 قذيفة اسرائيلية. سبق ذلك سلسلة غارات للطيران الإسرائيلي ادت الى تدمير منزل في شبعا ومنزلين في كفرشوبا واضرار في اكثر من 35 منزلًا.
عمليات الحزب
من جهته، أعلن “حزب الله” انه استهدف بالصواريخ الموجهة والمدفعية والأسلحة الصاروخية قافلة مؤللة قرب موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، مما أدى إلى تدمير آليتين. كما استهدف بالمدفعية قوة إسرائيلية في موقع المالكية وأصابها إصابة مباشرة.
في المقابل، كشف الجيش الإسرائيلي، أنه “قصف بنى تحتية لحزب الله في شبعا بينها مستودع للأسلحة ومنصة لإطلاق الصواريخ”، مضيفا أنه “قصف بنية تحتية عملياتية لحزب الله في كفرشوبا”. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، عن “مقتل إسرائيلي بصاروخ مضاد للدروع أطلقه حزب الله مساءً على منطقة هار دوف (مزارع شبعا)”، مشيرة الى ان “سائق الشاحنة الإسرائيلي الذي قُتل في مزارع شبعا كان يعمل على إقامة عائق عند الحدود”.
جبهة معارضة
وعشية اجتماع معراب لقوى المعارضة قبل ظهر السبت، أوضح عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غسان حاصباني أن “اللقاء سيركز على تطبيق القرار 1701 كما صدر عن الأمم المتحدة بشكل كامل والخطوات الواجب اتخاذها في هذا المجال”. وأشار الى ان “المشاركين هم داعمو القرار 1701 في ظل التفلت على الحدود اللبنانية والمطالبون ببسط السلطة الشرعية على الأراضي اللبنانية لإعلاء صوت مجموعة كبيرة من اللبنانيين أمام الرأي العام اللبناني والدولي”. وأضاف: “ان اللقاء يعطي إشارة واضحة عن نية المشاركين بطرح أفكار لتفادي عدم الاستقرار وتوسع الدمار والتهجير والاغتيالات في لبنان”. وختم حاصباني كاشفا أن “لقاء معراب لن يتطرق الى الموضوع الرئاسي وملف النزوح السوري”، مضيفا أن “مشاورات تحصل لتشكيل جبهة قد تكون شبيهة بجبهة 14 آذار”.
خلط مقصود
في جديد ملف النزوح السوري، أسفت الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية” “شديد الأسف لما ورد في التقرير الأخير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” لجهة الخلط المقصود وغير البريء بين تسليط الضوء على ترحيل لاجئين سوريين نشطاء في المعارضة يؤدي ترحيلهم إلى اضطهادهم واعتقالهم، وبين ان 99 بالمئة من اللاجئين لا تنطبق عليهم صفة النشطاء”.
هيكلة القطاع المصرفي
اقتصادياً، شدد حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، الذي اجتمع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، أمام وفد الهيئة الادارية لجمعية الإعلاميين الاقتصاديين، على “ضرورة وضع أسس هيكلة القطاع المصرفي لأنه لا يمكن النهوض بالاقتصاد من دون قطاع مصرفي سليم”، مشيراً إلى أن “تحقيق هذا الامر لا يعود إلى مصرف لبنان، بل على الدولة ان تضع القوانين اللازمة”. وإذ أكد انه لن يسمح بأن تكون لقرارات مصرف لبنان أي خلفية سياسية، أوضح أن “تأخر بعض المصارف في تطبيق التعميم 166 ربما يعود إلى عدم إنجاز البت بالطلبات”، داعياً المواطنين إلى التصريح عن أي تأخير لتتم معالجته.
الامتحانات الرسمية
في مجال آخر، لم يخرج الإجتماع الذي عقد في وزارة التربية حول الإمتحانات الرسمية بأي قرار، وأُرجئ البحث إلى الأسبوع المقبل حيث سيعقد وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي مؤتمراً صحافياً.وكان الوزير الحلبي قال في حديث لـ”اذاعة لبنان”، لدى سؤاله عن الاجتماع اليوم “موضوع الجنوب جرح نازف بالنسبة إلى المعلمين والتلامذة والاهالي الذين يعانون هناك نتيجة اعتداءات العدو الاسرائيلي…ولا نستطيع إطلاقا بأن نفكر لا بامتحان ولا بأي قضية تربوية أو وطنية أخرى بمعزل عما يجري هناك”. ولفت الى اننا “منذ مدة اعلنا ان طالما الوضع في الجنوب على هذه الحال وبلا أفق لنهاية معاناة التلامذة هناك، سنأخذ في الاعتبار مقدار التحصيل الذي وصل اليه الطلاب”.