حصاد اليوم- باسيل ينفّذ حصّته من الاتفاق مع بري ويؤمن النصاب لجلسة التمديد للبلديات
“مسرحية ساحة النجمة” الخاصة بالتجديد للمجالس البلدية والاختيارية لم تكن بالمستوى المطلوب كتابة وإخراجًا لدرجة أن المشاهدين لم يهتموا بمتابعتها لأنهم كانوا يعلمون سلفًا نهاية القصة، تمامًا كما بدايتها. البداية كانت في نقابة المهندسين حيث احتفل رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل بالفوز في الانتخابات بمركز النقيب على أكتاف آلاف الأصوات من “الثنائي الشيعي”. أما النهاية فكانت احتفال رئيس مجلس النواب نبيه بري بعقد جلسة تشريعية للمجلس خلافًا للدستور، ودائمًا تحت عنوان الضرورة، وذلك بعدما وفى باسيل بالشق المتعلق به من الاتفاق وأمّن ل”الأستاذ” النصاب المطلوب للجلسة. وهل ثمة من يتساءل بعد كيف ولماذا وصلنا الى جهنّم في ظل وجود منظومة مصرّة على الإمعان في التخريب.. حتى في جهنم؟
فبعد احتجاز الانتخابات الرئاسية رهينة بيد “الثنائي” وحلفائه، طارت اليوم الانتخابات البلدية للمرة الثاالثة. فقد عقد مجلس النواب جلسة عامة تشريعية برئاسة الرئيس بري خصصت لدراسة إقتراحي قانونين معجلين مكررين: إقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى تمديد ولاية المجالس البلدية والإختيارية القائمة حتى تاريخ أقصاه 31/5/2025 المقدم من النائب جهاد الصمد، وإقتراح قانون معجل مكرر يرمي الى تحديد القانون الواجب التطبيق على المتطوعين المثبتين في الدفاع المدني سنداً لإحكام القانون رقم 2014 على 289 والقانون 2017 على 59 المقدم من النواب جهاد الصمد وعلي حسن خليل وابراهيم كنعان وامين شري وطوني فرنجيه وحسن مراد. وقد تم اقرارهما بغالبية النواب الحاضرين.
جلسة غير دستورية
وأعلن النواب نجاة صليبا، بولا يعقوبيان، ياسين ياسين، ابراهيم منيمنة، فراس حمدان وملحم خلف، انسحابهم من الجلسة التشريعية، معتبرين أنها غير دستورية. وصوت نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ضد قانون التمديد بشكله الحالي انسجاما مع ما قدمه من اقتراح العام الماضي لتمديد تقني فقط لثلاثة اشهر. ايضا، صوتت النائبة سينتيا زرازير والنائبة حليمة قعقور وتكتل “لبنان الجديد” وجميل السيد ضد قانون التمديد. اما “تكتل الاعتدال” فامتنع عن التصويت على قانون التمديد.
انتخابات لن تحصل
بعد الجلسة، قال باسيل من مجلس النواب: “كنا أمام خيارين إما الفراغ وإما الذهاب إلى انتخابات لن تحصل”. أضاف “لا نستطيع أن نحمل وزير الداخلية المسؤولية كاملة لانه يعتبر أن لا جو سياسيًا في البلد يسمح بإجراء الانتخابات”. تابع: “تأكدنا أنه على المستوى المالي لم تصرف السلف وعلى الصعيد اللوجستي لم توزع لوائح الشطب ولم يجهز أي عمل مركزي لإنجاز الانتخابات”. وختم :”كنّا ذاهبين إلى الفراغ وأي كلام عكس ذلك يعني التهرب من المسؤولية”.
طعنة للديمقراطية
في المقابل، أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “طعنة من جديد يوجهها محور الممانعة و”التيار الوطني الحر” للديمقراطية في لبنان، ولحقّ الناس في اختيار ممثليهم، ولقيام المؤسسات العامة وحسن سير العمل في هذه المؤسسات”. وكتب عبر منصة “إكس”: “إن الحجة الواهية التي ساقها هؤلاء لإقرار التمديد الثالث للمجالس البلدية والاختيارية لا تستقيم، فقد تحججوا بوجود عمليات عسكرية في بعض مناطق الجنوب من أجل تأجيلها في لبنان كله، فيما وزارة التربية أقرّت الامتحانات في لبنان كله واستثنت المناطق التي تشهد عمليات عسكرية، وهذا الاستثناء ليس جديدا، وأبلغ دليل ما حصل في الانتخابات نفسها في العام 1998 لجهة استثناء الجنوب وبعض القرى التي لم تحصل العودة فيها”.
تسليم بالأمر الواقع
الا ان النائب أديب عبد المسيح كتب عبر منصة “اكس”: “اسمحوا لي ان اسجل نقدا ذاتيا، نحن كقوى معارضة شاركنا بشكل غير مباشر بالتمديد للبلديات، القوى السياسية سلمت للأمر الواقع ولم تتخذ إجراءات جدية لمساعدة وزير الداخلية حينما دعا الهيئات الناخبة، لم يشهد مثلا قضاء الكورة أي ترشيح وبالتالي لم نقم بحملة جدية على الأرض لمنع التمديد بل سلمنا أمرنا للبيانات الصحفية”.
مجلس وزراء الجمعة
واثر الجلسة التي اقرت القانونيين، أعلن الامين لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية اضافة بند جديد الى جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد في الرابعة من عصر الجمعة، في السرايا الحكومية، يرمي الى اصدار القانونين اللذين اقرهما مجلس النواب في جلسته التشريعية اليوم، وذلك وكالة عن رئيس الجمهورية.
8 من 10
في الملف الرئاسي، استقبل الرئيس بري في مكتبه في مجلس النواب بعد انتهاء الجلسة التشريعية “كتلة الاعتدال الوطني” حيث جرى عرض للاوضاع العامة والمستجدات السياسية لا سيما الملف الرئاسي. ووضعت الكتلة رئيس المجلس في اجواء اللقاءات التي اجرتها مع الكتل النيابية في اطار مبادرتها حول ملف رئاسة الجمهورية. وبعد اللقاء، تحدث النائب أحمد الخير مشيرا الى ان “الكتلة وضعت رئيس المجلس في اجواء اللقاءات مع الكتلة النيابية حول مبادرة كتلة الاعتدال في موضوع الملف الرئاسي وهي مبادرة تقوم على 10 نقاط تم تذليل 8 نقاط فيما بقيت نقطتان عالقتان نسعى نحن والرئيس بري الى تذليلهما”.
قصف وغارات
ميدانيا، القصف الاسرائيلي يتواصل وقد توسع مرة جديدة اليوم، من الجنوب باتجاه البقاع، حيث استهدفت غارة اسرائيلية من طائرة مسيّرة صباح اليوم، شاحنة لنقل المحروقات في سهل بلدة دورس قرب بعلبك، ما أدى إلى إصابة السائق بجروح، وإلحاق أضرار بالشاحنة والصهريج، فيما سقط الصاروخ في ساتر ترابي بمحاذاة الطريق.
وفي الجنوب، سجل قصف مدفعي متقطع على اطراف بلدات الناقورة وعلما الشعب وطيرحرفا والضهيرة. كما شن الطيران الحربي غارة استهدفت المنطقة الواقعة ما بين بلدتي علما الشعب والناقورة. ونفذ الطيران ايضا غارة على حي الحميض شرق بلدة علما الشعب، واستهدف منزل عبدالله فرح الذي دمر بالكامل. وقد تسببت الغارة بوقوع أضرار جسيمة في الحي وهرعت سيارات الإسعاف والدفاع المدني إلى المكان.